جروح سطحية

جروح سطحية
جروح سطحية

ردت عليه بخوف

_ حاضر .. بكرة هاديلك بقية حقك .. بس اتفضل امشى دلوقت

ابتسم خليل وقد لمس خوفها

_ ماشى يا دكتورة .. النهاردة من بكرة مفرقتش ..خلينى انا الأجدع

بعد ان خرج خليل من مكتب فريدة قامت فريدة بتغيير ملابسها وخرجت من المستشفى واستقلت سيارتها وانطلقت بها .. ولكنها لم تلاحظ سيارة يحيى التى تحركت خلفها وكان يقودها يحيى وبجانبه جلست سمر .. قاد يحيى سيارته مراقبا سيارة فريدة التى اتجهت الى منطقة هادئة نسبيا وتوقفت امام فيلا صغيرة لها سور حديد مرتفع .. دخلت فريدة بسيارتها الى داخل الفيلا وخرجت من سيارتها واغلقت الباب بالقفل خلفها وخلف سيارتها حتى غابت عن انظار يحيى وسمر اللذان قبعا داخل سيارة يحيى يتابعان ما يحدث .. نظرت سمر الى يحيى بارتباك

_تفتكر استنتاجك هيطلع صح ؟

_ لو انتى مش مصدقة استنتاجى ده مكنتيش جيتى معايا .. وبعدين انا وشادى

متربين سوا .. وانا متأكد انه ميعملش كده أبدا ..ده دكتور بيعالج الناس مش بيقتلهم

نظرت له سمر وهى تومئ برأسها موافقة على ما يقوله .. كانت بداخلها تحسد شادي على هذا الصديق الذى يؤمن ببراءته ويدافع عنها ولم يتشكك لحظة واحدة فى صديق عمره .. نظرت سمر الى يحيى وهى تنقل نظرها بينه وبين سور الفيلا المرتفع والذى يحجب عنهما رؤية ما بالداخل

_ طيب هنعمل ايه دلوقت ؟

_ خليكى انتى فى العربية لحد ما البوليس يجى

قالها وخرج من السيارة وقفز متسلقاً سور الفيلا وقفز الى الداخل

داخل الفيلا كانت فريدة تقف مع شريف وهى تهتف فيه بغضب

_ ايه يا ابنى انت فاكر اننا بنلعب ؟ ..الموضوع كبير مش هزار .. مش معقوله اللى انت بتعمله كل شوية

ده .. ولا انت عايزنا ننكشف ونروح فى داهية انا وانت

تحرك شريف يتحرك باضطراب شديد وبدا فاقدا لاعصابه

_هما مش قبضوا عليه وخلاص .. وبعدين انا اتخنقت م القعدة لوحدى .. مش طايق الحبسه اللى انا فيها دى .. حاسس انى هيحصلى حاجة  .. حاسس انى هاتجنن .. انا مكنتش فاكر الموضوع هيطول اوى كده

اقتربت منه فريدة وهى تربت على كتفه وكانها تهدأ من روع طفل صغير

_ لسه الموضوع منتهاش .. وبعدين لازم تمشى ع الخطة اللى انا قولتهالك .. انا لغاية دلوقت مرتبه كل  حاجة ومش سايبه نسبة لاى غلطة

فى تلك اللحظة ظهر يحيى فجأة بعد ان دخل من شرفة الردهة مفاجئا فريدة وشريف وهو يبتسم لهما بهدوء

_لا يا دكتورة كان عندك غلطة مكنتيش عاملة حسابها

نظرت له فريدة بدهشة من دخوله المفاجئ

_ يحيى ؟

بدا الاضطراب والارتباك على شريف وهو يهتف

_ غلطة ايه ؟ .. انتى قولتيلى انك مرتبة كل حاجة

ابتسم يحيى بهدوء وهو يقترب منهما

_ ما هى كل جريمة لازم يبقى فيها غلطة يا شريف .. دكتورة فريدة لما حبت تحرق الجثة اللى جابتها على اساس انها جثتك .. رمت سيجارة على البنزين اللى جنب الجثة عشان تقنع المباحث ان الموضوع انتقام وتلبس الجريمة لشادي .. بس هى نسيت ان شادي مبيشربش سجاير

نظرت له فريدة بارتباك فقد كانت قد نسيت تلك التفصيلة بالفعل ولكنها حاولت ان تبدو متماسكة وهى تهتف فى يحيى

_ بس ده مش دليل

ابتسم يحيى بهدوء

_ اكيد مش دليل .. لكن تفصيلة لفتت نظرى وانا باقرا المحضر وخلتنى اشك فيكى واراقبك واعرف علاقتك بخليل الممرض اللى شغال فى المشرحة واللى ابتدا يتردد عليكى كتير الفترة اللى فاتت دى .. عشان كده ابتديت اراقبك لانى كنت واثق انك هتوصلينى لشريف وهاقدر اثبت براءة شادى من اللعبة اللى عملتوها عليه

بدا على فريدة الارتباك فقد عرفت ان من المؤكد ان الشرطة فى طريقها الى فيلا شريف الذى اختبئ بها تلك الفترة .. وبالفعل ما هى الا لحظات وسمعت صوت سارينة الشرطة خارج الفيلا .. جلست فريدة على اقرب مقعد لها واخرجت علبة سجائرها واشعلت سيجارة ونفثت دخانها فى الهواء .. كانت تعتقد ان لعبتها انتقاما جيدا من شادي وان الفرصة قد اتت لها عندما كانت حاضرة وقت شجاره مع شريف فى المستشفى .. وجودها فى غرفة مكتبها مع شريف ورؤيتها لحالته التى كان عليها جعلها تتأكد انها تستطيع توجيه غضبه هذا نحو أى شئ تريده .. وقد كان لها ما ارادت .. فبمجرد ان فاتحته بفكرتها فى الاضرار بشادي وسمر وجدته كخاتم تحركه داخل اصبعها بمنتهى السهولة .. كانت النيران المتأججة فى عينيه تشابه نيران قلبها التى تخفيها عن الاخرين باستماته .. فقد اكتشفت بعد طلاقها من شادي انها لازالت تحبه ولكنه ظهر لها  وكأنه كان ينتظر الانفصال عنها فلم يبدى لها اى فرصة للحديث بينهما مرة اخرى .. كبرياءها منعها ان تعترف له انها اخطأت بتعاملها الفج معه وتعاليها دائماً عليه وتذكيره بشكل شبه مستمر انها من عائلة غنية وهو من مستوى اقل منها بكثير .. لكن معرفتها لطبيعة شادي المتسامحة دائما جعلت فى قلبها أمل لاستعادته مرة اخرى .. ولكن وجود سمر والبريق الذى كان يلمع داخل عينيه جعلها تفقد هذا الامل .. كان لابد لها ان تعاقبه على حبه لامرأة اخرى ..

انتبهت فريدة من شرودها على صوت ( الكلبشات ) وأحد رجال الشرطة يضعها حول يديها .. نهضت فريدة وهى تنظر للجميع حولها بهدوء وتماسك .. لعلها كانت فرصتها الاخيرة لفعل ذلك ..

بعد مرور شهر .. فى قاعة افراح احد الفنادق كان شادي يحتفل بزواجه من سمر .. اصر شادى ان يكون فى القاعة بيانو وان يجعل سمر تعزف احد المقظوعات الموسيقية للمدعوين .. كان فى قمة سعادته وهو يرى سمر ترتدى فستانها الابيض وتجلس امام البيانو تعزف وعيون الجميع وقلوبهم متعلقة بها وبموسيقاها الساحرة كما تعلق قلبه هو بها ايضا .. كان يحيى يجلس وسط المدعوين جمعته نظرة لصديقه الذى كانت سعادته لا تستطيع عيناه ان تخبأها بداخله .. لقد كانت تجربة قاسية للجميع ولكنها انتهت بزواج شادي وسمر رغم كل ما حدث .

النهاية

 

ردت عليه بخوف _ حاضر .. بكرة هاديلك بقية حقك .. بس اتفضل امشى دلوقت ابتسم خليل وقد لمس خوفها _ ماشى يا دكتورة .. النهاردة من بكرة مفرقتش ..خلينى انا الأجدع بعد ان خرج خليل من مكتب فريدة قامت فريدة بتغيير ملابسها وخرجت من المستشفى واستقلت سيارتها وانطلقت بها .. ولكنها لم تلاحظ سيارة يحيى التى تحركت خلفها وكان يقودها يحيى وبجانبه جلست سمر .. قاد يحيى سيارته مراقبا سيارة فريدة التى اتجهت الى منطقة هادئة نسبيا وتوقفت امام فيلا صغيرة لها سور حديد مرتفع .. دخلت فريدة بسيارتها الى داخل الفيلا وخرجت من سيارتها واغلقت الباب بالقفل خلفها وخلف سيارتها حتى غابت عن انظار يحيى وسمر اللذان قبعا داخل سيارة يحيى يتابعان ما يحدث .. نظرت سمر الى يحيى بارتباك _تفتكر استنتاجك هيطلع صح ؟ _ لو انتى مش مصدقة استنتاجى ده مكنتيش جيتى معايا .. وبعدين انا وشادى متربين سوا .. وانا متأكد انه ميعملش كده أبدا ..ده دكتور بيعالج الناس مش بيقتلهم نظرت له سمر وهى تومئ برأسها موافقة على ما يقوله .. كانت بداخلها تحسد شادي على هذا الصديق الذى يؤمن ببراءته ويدافع عنها ولم يتشكك لحظة واحدة فى صديق عمره .. نظرت سمر الى يحيى وهى تنقل نظرها بينه وبين سور الفيلا المرتفع والذى يحجب عنهما رؤية ما بالداخل _ طيب هنعمل ايه دلوقت ؟ _ خليكى انتى فى العربية لحد ما البوليس يجى قالها وخرج من السيارة وقفز متسلقاً سور الفيلا وقفز الى الداخل داخل الفيلا كانت فريدة تقف مع شريف وهى تهتف فيه بغضب _ ايه يا ابنى انت فاكر اننا بنلعب ؟ ..الموضوع كبير مش هزار .. مش معقوله اللى انت بتعمله كل شوية
ده .. ولا انت عايزنا ننكشف ونروح فى داهية انا وانت تحرك شريف يتحرك باضطراب شديد وبدا فاقدا لاعصابه _هما مش قبضوا عليه وخلاص .. وبعدين انا اتخنقت م القعدة لوحدى .. مش طايق الحبسه اللى انا فيها دى .. حاسس انى هيحصلى حاجة  .. حاسس انى هاتجنن .. انا مكنتش فاكر الموضوع هيطول اوى كده اقتربت منه فريدة وهى تربت على كتفه وكانها تهدأ من روع طفل صغير _ لسه الموضوع منتهاش .. وبعدين لازم تمشى ع الخطة اللى انا قولتهالك .. انا لغاية دلوقت مرتبه كل  حاجة ومش سايبه نسبة لاى غلطة فى تلك اللحظة ظهر يحيى فجأة بعد ان دخل من شرفة الردهة مفاجئا فريدة وشريف وهو يبتسم لهما بهدوء _لا يا دكتورة كان عندك غلطة مكنتيش عاملة حسابها نظرت له فريدة بدهشة من دخوله المفاجئ _ يحيى ؟ بدا الاضطراب والارتباك على شريف وهو يهتف _ غلطة ايه ؟ .. انتى قولتيلى انك مرتبة كل حاجة ابتسم يحيى بهدوء وهو يقترب منهما _ ما هى كل جريمة لازم يبقى فيها غلطة يا شريف .. دكتورة فريدة لما حبت تحرق الجثة اللى جابتها على اساس انها جثتك .. رمت سيجارة على البنزين اللى جنب الجثة عشان تقنع المباحث ان الموضوع انتقام وتلبس الجريمة لشادي .. بس هى نسيت ان شادي مبيشربش سجاير نظرت له فريدة بارتباك فقد كانت قد نسيت تلك التفصيلة بالفعل ولكنها حاولت ان تبدو متماسكة وهى تهتف فى يحيى _ بس ده مش دليل ابتسم يحيى بهدوء _ اكيد مش دليل .. لكن تفصيلة لفتت نظرى وانا باقرا المحضر وخلتنى اشك فيكى واراقبك واعرف علاقتك بخليل الممرض اللى شغال فى المشرحة واللى ابتدا يتردد عليكى كتير الفترة اللى فاتت دى
.. عشان كده ابتديت اراقبك لانى كنت واثق انك هتوصلينى لشريف وهاقدر اثبت براءة شادى من اللعبة اللى عملتوها عليه بدا على فريدة الارتباك فقد عرفت ان من المؤكد ان الشرطة فى طريقها الى فيلا شريف الذى اختبئ بها تلك الفترة .. وبالفعل ما هى الا لحظات وسمعت صوت سارينة الشرطة خارج الفيلا .. جلست فريدة على اقرب مقعد لها واخرجت علبة سجائرها واشعلت سيجارة ونفثت دخانها فى الهواء .. كانت تعتقد ان لعبتها انتقاما جيدا من شادي وان الفرصة قد اتت لها عندما كانت حاضرة وقت شجاره مع شريف فى المستشفى .. وجودها فى غرفة مكتبها مع شريف ورؤيتها لحالته التى كان عليها جعلها تتأكد انها تستطيع توجيه غضبه هذا نحو أى شئ تريده .. وقد كان لها ما ارادت .. فبمجرد ان فاتحته بفكرتها فى الاضرار بشادي وسمر وجدته كخاتم تحركه داخل اصبعها بمنتهى السهولة .. كانت النيران المتأججة فى عينيه تشابه نيران قلبها التى تخفيها عن الاخرين باستماته .. فقد اكتشفت بعد طلاقها من شادي انها لازالت تحبه ولكنه ظهر لها  وكأنه كان ينتظر الانفصال عنها فلم يبدى لها اى فرصة للحديث بينهما مرة اخرى .. كبرياءها منعها ان تعترف له انها اخطأت بتعاملها الفج معه وتعاليها دائماً عليه وتذكيره بشكل شبه مستمر انها من عائلة غنية وهو من مستوى اقل منها بكثير .. لكن معرفتها لطبيعة شادي المتسامحة دائما جعلت فى قلبها أمل لاستعادته مرة اخرى .. ولكن وجود سمر والبريق الذى كان يلمع داخل عينيه جعلها تفقد هذا الامل .. كان لابد لها ان تعاقبه على حبه لامرأة اخرى .. انتبهت فريدة من شرودها على صوت ( الكلبشات ) وأحد رجال الشرطة يضعها حول يديها .. نهضت فريدة وهى تنظر للجميع حولها بهدوء وتماسك .. لعلها كانت فرصتها الاخيرة لفعل ذلك .. بعد مرور شهر .. فى قاعة افراح احد الفنادق كان شادي يحتفل بزواجه من سمر .. اصر شادى ان يكون فى القاعة بيانو وان يجعل سمر تعزف احد المقظوعات الموسيقية للمدعوين .. كان فى قمة سعادته وهو يرى سمر ترتدى فستانها الابيض وتجلس امام البيانو تعزف وعيون الجميع وقلوبهم متعلقة بها وبموسيقاها الساحرة كما تعلق قلبه هو بها ايضا .. كان يحيى يجلس وسط المدعوين جمعته نظرة لصديقه الذى كانت سعادته لا تستطيع عيناه ان تخبأها بداخله .. لقد كانت تجربة قاسية للجميع ولكنها انتهت بزواج شادي وسمر رغم كل ما حدث . النهاية  
تم نسخ الرابط