طريقي

انتقلت بجواره حيث تبادلنا أطراف الحديث وبعض النكات حتى نخفف من ارهاق الطريق وطولة على بعضنا البعض ، كنت انظر اليها للحظات أثناء انشغال السائق بالطريق أو اشعال سيجارته حتي اشبع ذاكرتي بصورتها ، ظللت انظر اليها تارة وتاره اخري الي السائق واحيانا تدخل معنا في الحديث ، حيث كنت اشرد قليلا افكر فيها كيف اقابلها مرة ثانية وأين ومتى ؟
كيف هذه الشخصية تكونت ومتى وماذا حدث لها ؟
الى أن انتفضت من مكانها وقالت( ياخراشي استني يااسطي هنزل هنا ) ضحك السائق ( ياخراشي على احلى خراشي ) لا اعرف هل اضحك على سخريته من كلماتها ام أصفعه على وجهه من استهزائه بها . مع ان كلمة ( ياخراشي منها كانت لها طعم خاص ) طلبت منه ان يعود للخلف بالسيارة حتى لا تسير كل هذه المسافة وحدها خاصة ان الوقت قد تأخر . نظرت اليها ( هتعرفي توصلى للبيت لوحدك في الوقت ده ولا نوصلك بالعربيه ) ينظر لي السائق قبل أن ترد قلت له( هحاسبك متقلقش ماهو مينفعش تمشي في الشارع في الوقت ده )
انتظرت ردها وكنت اتمنى ان توافق حتى اعرف منزلها . لكنها اعترضت وقالت ( شكرا جدا انا بيتي هنا . انت كمان توصل بالسلامه ) نزلت وفتحت لها الباب واخبرتها ( خلى بالك من نفسك . و هستاذنك ابقي اطمن عليكي )
ترد ( شكرا لذوقك كلمني اي وقت احنا بقينا صحاب )
مع اخر خطوة خطوتها للنزول .تركت فضولى يأكل رأسي من هذه الفتاة ؟ وكيف حصلت على هذه القوة ؟.
وكيف تتعامل مع اخواتها الصغار ؟ كيف حياتها ؟
تمنيت ان اعرفها حقآ . هذه النوعيه
وجدت كلمة مكتوبة بداخلها ( الأشياء التي تراها ربما تكون أكثر قربا مما تراه )
. بدأت تغيب وتختفي عن نظري ، فقد التهمها الضباب في ليلة باردة . اختفت مثل القمر الذي يهتدي به المارة في الصحراء بحثا عن مأوى أو ماء . ذهبت بعدما أضاءت شيء بداخلى لم اعرف بوجوده من قبل . جعلتني اكتشف شخصيتي الحقيقه التي كانت مختفية تحت المظاهر . جعلتني اري الأشياء على حقيقتها ….
………
صرخ السائق وتوقف فجاة …
انتفضت من مكانى ( خير يا اسطى في ايه )
السائق: الفرده ضربت ولازم اغيرها . هو انا اصطبحت بوش مين بس يارب
_ معلش . يلا نغيرها . الليلة حلوة وزى الفل
( بدا السائق حل الفردة وتركيب الاستبن )
السائق: ها .. اخدت بالى حلوة اوى بصراحه
_ تقصد ايه . انتى مش مخلى حد في العربية إلا ومركز معاه
السائق : شغلتى يابيه . اركز ع الطريق والعربيات وشايف كل واحد راكب معايا .
_ برافو والله . انا كمان هعمل كده هركز في كل حاجه حواليا
السائق: كده تمام اوى ركبنا الاستبن يلا بقي علشان ارميك بسرعه والحق ارجع
_ ايه ترمينى ده ياعم . نقي ملافظك
السائق: احدفك ياباشا ولاتزعل
_ ماهى دى انيل . يلا ياعم يلا
بعدها بدقائق ليست بالقليله . جاءني اتصال “مني ” تشكرني فيه عما بدر مني .. وأنها سعيدة بمعرفتي .. اخبرتني ان والدي لم يريد ازعاجي كل مافي الامر ان اصحاب الطبقه التي انتمي اليها لن استفاد منهم مثلما تفعل مع الطبقة العاملة .المطحونة . الباحثه عن رغيف العيش . كل هذا يجعلني . افكر . أشعر بهم . اقترب إليهم . تجعلني اكثر خبره وقوة . ثم قالت احتك بالناس الغلبانه هتقدر قيمه اللى انت فيه ويخليك ابن بلد …..
…..
بعد مرور دقائق أخبرني السائق اننا قد وصلنا . نظرت حولى لما اجد سوي الظلام الذي يسكوة الضباب لم ارى شئ امامي سوي يدي التي اضعها امام عيني … نزلت من السيارة وتمنيت له ان يعود سالما . بعدها بلحظات هاتفي رن وجدته سائقي الشركة ينتظر حتى يصلني الى استراحه الشركة . تحركت معه وفور وصولي إلى مكان سكني دخلت غرفتي …
بعدها اتصلت بوالدي ….
_ بابا ازيك عامل ايه ؟
بابا: انت عامل ايه يا حبيبي طمني عليك
_ انا كويس جدا . جدا .جدا
بابا: مالك . صوتك مختلف عن قبل متنزل
_ انا بشكرك يابابا . حصلي حاجات في الكام ساعه غيرو جوايا حاجات عمرها مكانت هتتغير طول حياتي
بابا: احكيلى حصل ايه ؟ طمنى ؟
_ احكيلك عن طيبة الناس وقلبها الابيض . ولا عن دمهم الخفيف . ولا جدعنة الناس الكبيرة التي تقدم النصيحة والمساعدة بدون اي مقابل ومن غير متطلب منهم . ولا ادب واخلاق وجدعنه البنات اللي بمليون راجل . انا كنت عايش في وهم المظاهر وتفاهة البرندات . انا اتعلمت حاجات لو هتحكيلى عنها عمري ما كنت استفدت منها . انا عشت ليله ولا الف ليله وليله . انا مش زعلان منك انك نقلتني هنا . هنا هتعلم بجد . هقدر الناس الطيبه الشقيانة مش هفرق بين الناس بالمظاهر ولا بالفلوس ولا بالشكل . انا عايز اقولك اني انقذت رجل من الموت . وضربت واحد اقوى مني
بابا: موت ايه ؟ ومين ده اللي كان عاوز يتخانق معاك ؟
_ اطمن انا كويس . عرفت قوتى الحقيقيه . عرفت قيمتي . وعرفت انسانيتي . لاول مره اشعر بالتقدير … بابا ؟
بابا: نعم ياحبيبي
_ انا بحبك . انا جاهز جدا .. واقتنعت بالحكمة اللي كنت دايما بتقولها “ يحمل الإنسان جبالًا بالحُب ولا يحمل حبة قمح مُكرهًا “
بابا: انا فخور بيكي وواثق فيك . في تربيتك وفي قدرتك . ومتاكد انك هتبقي انجح مني بكتير . وتاكد اني هفضل فخور بيك طول عمري .. اسر
_ نعم يابابا
بابا: بحبك
بعد ان انتهت المكالمه مع والدي وكله فخر بما سمعه مني . وكلي ثقة وإصرار على النجاح ….حتي اثبت له ولنفسي وللجميع اني استطيع …
افرغت حقيبتي ثم استلقيت على سريري الجديد الذي سأبدا معه اول ايام صداقتنا .. طريق طويل مليئ بالعقبات والصعوبات إلا انني اصر على إثبات الذات .. وكما تعودت اشغل قران قبل النوم ….
(إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ)
انتقلت بجواره حيث تبادلنا أطراف الحديث وبعض النكات حتى نخفف من ارهاق الطريق وطولة على بعضنا البعض ، كنت انظر اليها للحظات أثناء انشغال السائق بالطريق أو اشعال سيجارته حتي اشبع ذاكرتي بصورتها ، ظللت انظر اليها تارة وتاره اخري الي السائق واحيانا تدخل معنا في الحديث ، حيث كنت اشرد قليلا افكر فيها كيف اقابلها مرة ثانية وأين ومتى ؟ كيف هذه الشخصية تكونت ومتى وماذا حدث لها ؟ الى أن انتفضت من مكانها وقالت( ياخراشي استني يااسطي هنزل هنا ) ضحك السائق ( ياخراشي على احلى خراشي ) لا اعرف هل اضحك على سخريته من كلماتها ام أصفعه على وجهه من استهزائه بها . مع ان كلمة ( ياخراشي منها كانت لها طعم خاص ) طلبت منه ان يعود للخلف بالسيارة حتى لا تسير كل هذه المسافة وحدها خاصة ان الوقت قد تأخر . نظرت اليها ( هتعرفي توصلى للبيت لوحدك في الوقت ده ولا نوصلك بالعربيه ) ينظر لي السائق قبل أن ترد قلت له( هحاسبك متقلقش ماهو مينفعش تمشي في الشارع في الوقت ده ) انتظرت ردها وكنت اتمنى ان توافق حتى اعرف منزلها . لكنها اعترضت وقالت ( شكرا جدا انا بيتي هنا . انت كمان توصل بالسلامه ) نزلت وفتحت لها الباب واخبرتها ( خلى بالك من نفسك . و هستاذنك ابقي اطمن عليكي ) ترد ( شكرا لذوقك كلمني اي وقت احنا بقينا صحاب ) مع اخر خطوة خطوتها للنزول .تركت فضولى يأكل رأسي من هذه الفتاة ؟ وكيف حصلت على هذه القوة ؟. وكيف تتعامل مع اخواتها الصغار ؟ كيف حياتها ؟ تمنيت ان اعرفها حقآ . هذه النوعيه