طبيب نفسي

طبيب نفسي
طبيب نفسي

جلس وائل مع والده المستشار صلاح الشهاوي في منزلهما وهما يرتديان ملابس النوم .. كانت والدة وائل تقوم بتحضير العشاء وتركتهما يتحدثان .. نظر وائل منصتا الي والده الذي كان قد حكي له تفاصيل جريمة مقتل دكتور عاصم

_ اى واحد ممكن يقتل .. طالما عنده الدافع للقتل .. وطالما حاسس او متخيل ان القتل هو الحل الوحيد ادامه ومفيش حل تانى هيحققله اللى هو عايزه

اومي وائل برأسه موافقا علي ما يقوله والده

_ موضوع القتل ده موضوع غريب ومعقد جدا فعلا .. جريمة القتل دى غير اى جريمة تانية خصوصا لما مبتكنش بدافع السرقة ..لأن القاتل بياخد اصعب قرار في الدنيا وهو انه ينهى حياة بنى ادم

_ بس انت مقولتليش انت ايه اللى خلاك تستبعد رمضان من تفكيرك  .. خصوصا ان رمضان عنده دافع للقتل وكمان هدد بيه الدكتور عاصم

_ تهديد رمضان للدكتور عاصم شئ طبيعى جدا عشان عاكس مراته ولو كان عايز يقتله كان قتله ساعتها او على الاقل ضربه لكن كل اللى قدر يعمله انه يتخانق معاه ويهدده .. وواضح ان هو ده كان اخره وبعدين لو رمضان قتل الدكتور عاصم ايه اللى هيخليه يسرق الملفات اللى فى الخزنة

_يبقى انت لازم تدور على اللى ليه مصلحة فى سرقة الملفات عشان تقدر تعرف مين اللى قتل دكتور عاصم

هز رأسه موافقا

_وهو ده اللى انا بحاول اوصله انا والمباحث دلوقت

تركه والده ليساعده في تحضير وجبة العشاء .. كان المستشار صلاح يحب جدا اعداد السلطة التي علي حد وصفه لا يستطيع اي شخص ان يقوم بإعدادها مثله .. ولكنه وهو يقوم بتقطيع الخضروات اصاب يده بسكين واندفع

منها الدم بغزارة  .. قامت والدة وائل بتضميد الجرح بجوانتي ابيض كانت تحتفظ به من يوم زواجهما .. نظر لها صلاح معتذرا عن افساد تلك القطعة العزيزة عليها

_ معلش يا منال بوظتلك الجوانتى بتاع فرحنا انا عارف هو قد ايه عزيز عليكى

_ ولا يهمك فداك الجوانتى وبعدين ما انا هاغسله وهيرجع تانى زى الاول

_ اه بس اكيد كده هيبقع

_ لا ما انا هاغسلو بمية ساقعة

وائل باهتمام شديد

_ مية ساقعة .. بس انا كنت فاكر ياماما ان المفروض تغسليه بمية سخنة عشان الدم يروح

_ بالعكس المية السخنة ممكن تصفر الجوانتى لكن الميه الساقعة هتخليه يرجع زى الاول طالما الدم لسه سخن

وائل باهتمام

_ وده بيكون بالميه بس من غير اضافات

صلاح ضاحكا

_ ايه يا جماعة انتوا محسسينى انى باتفرج على اعلان مسحوق غسيل

كانت تلك الواقعة سببا في تغيير تفكير وائل الشهاوي بالكامل .. الدماء التي نزفها والده وتعقيب والدته علي كيفيه ازاله الدم بالماء البارد جعلت وائل يتذكر صنبور المياه الذي كان مفتوحا في الحمام الملحق بغرفة مكتب القتيل جعله يتصور بناء مختلف للجريمة وكيف تمت ..

في اليوم التالي قام وائل الشهاوي باستدعاء النقيب حسام الي مكتبه وعرض عليه كل ما استنتجه بسبب ما حدث في الليلة السابقة .. مط النقيب حسام شفتيه وهو يفكر فيما قاله له وائل

_ ترتيب الافكار منطقى بس محتاجين  دليل يأكد الكلام ده

_اهم حاجة اننا نوصل لخيط يوصلنا لأداه الجريمة .. هى دى الحاجة الوحيدة اللى هتفتحلنا الباب ان القضية تبقى كاملة

_ بس دى محتاجة شغل جامد ياوائل بيه

ابتسم وائل

_ دى مش مهمتى انا بقى  دى بتاعة المباحث انا كل اللى اقدر اساعدك بيه  انى اطلعلك اذون التفتيش والقبض

_ خلاص انا هاجهزلك محضر التحريات والاذون اللى انا محتاجها

 

في احد النوادي الراقية كان بعض رواد النادي يمارسون رياضة الرماية ويقومون بالتصويب ببنادقهم علي الاطباق التي تتطاير امامهم في الهواء .. كانت هيام تقف وهى تمسك فى يدها بندقية اصابت بها احد الاطباق بمهارة شديدة .. تبتسم ابتسامة ثقة وتتجه الى منضده قريبة منها وتضع عليها البندقية وتتجه خارجة من ارض الرماية ..

في كافتيريا داخل النادي كانت هيام تجلس مع سيف حول احد المناضد كان سيف شاب فى اوائل الثلاثينات يبدو عليه الثراء ويتميز بوسامة واضحة ..هتفت هيام بانفعال وضيق              _  مينفعش يا سيف .. مينفعش

رد عليها بحدة

_ هو ايه اللى مينفعش..انتى ايه اللى غيرك من ناحيتى فجأة كده ..هو فى حد تانى ؟

هيام تنظر له بحدة وقد شعرت بالاهانة من كلامه لها وتتكلم بحدة مماثلة  لنظراتها له                      _ انت نسيت ان انا متجوزة

_ طب ما انا عرفتك وانتى متجوزة

هيام تصمت وهى لاتجد رد مقنع سيف يكمل متشككا

_ ايه مبترديش ليه ..ايه الجديد اللى خلاكى عايزانا نبعد عن بعض

_ الجديد انى عايزاك تنسى اى حاجة حصلت بينا

انتهت هيام من حديثها مع سيف ولم تشعر بالنقيب حسام الذي اقترب منها ووقف الي جانبها تماما وهو يتكلم بهدوء

_ صباح الخير

ردت هيام وهي تنظر له باستغراب

_ صباح النور

_ معلش كنت عايز حضرتك دقيقة واحدة

نظرت له باستغراب

_ مش اعرف السبب الاول

_  حضرتك مطلوب حضورك للنيابة  

هيام تنظر لحسام بارتباك شديد وسيف ينظر لها بدهشة .. لم تكن هيام حتي تلك اللحظة تعرف ان جريمتها قد تم كشفها .. وصلت هيام الي مكتب وائل الشهاوي الذي جلس خلف مكتبه ينظر لها بهدوء .. كانت هيام تشعر بالغضب من اقتيادها للتحقيق معها بتلك الطريقة امام اعضاء النادي

_ هو مش حضرتك حققت معايا قبل كده وقولت لحضرتك كل اللى اعرفه

_ معلش يا مدام هيام اصلنا لسه بندور علي القاتل فبنكمل التحقيقات بتاعتنا

اشعرتها جملته ببعض الاطمئنان انها لم يتم كشفها بعد فابتسمت بهدوء

_ لا يافندم ..اتفضل ..انا يهمنى انكم توصلوا  للقاتل مع انى معرفش اكتر من اللى قولتهولك المره اللى فاتت

_ مدام هيام ..مين اللى بيغسلك هدومك

هيام تنظر له بدهشة

_ نعم ؟

وائل مبتسما بهدوء

_ معلش يا ريت حضرتك تجاوبينى على الاسئلة حتى لو كانت غريبة شوية

_ الشغالة طبعا هى اللى بتغسل الهدوم

_ واكيد فى مكان بتنشروا فيه الغسيل

_ اكيد طبعا بس انا مش فاهمة ايه علاقة الشغالة والغسيل بقتل الدكتور عاصم

_ هو اكيد فى علاقة  بس مش بين الشغالة والغسيل وقتل الدكتور عاصم ..  لكن بينك وبين الجريمة دى

هيام بقلق وارتباك شديد

_ انا ..وانا ايه علاقتى بالموضوع ده .. انا مش فاهمة حاجة

_ افهمك

وائل يخرج كيس بلاستيك شفاف من درج المكتب بداخله جوانتى ابيض ويخرج الجوانتى من الكيس ويضعه امام هيام وهو ينظر لها متسائلا

_ الجوانتى ده بتاعك

هيام بذهول

_ ايوه ..انتوا جبتوه منين ؟

_ اثار الحبر اللى ع الجوانتى بتوضح انه اتنشف على جورنان ..انتوا بتنشفوا الهدوم بتاعتكم على جرايد يا مدام ؟

هيام يبدو على وجهها اثار الانهيار وهى تموت قلقا ورعبا .. تدخل النقيب حسام موجها كلامه لهيام

_على فكرة يا مدام احنا كمان لقينا اداة الجريمة.. المسدس اللى كان ضايع من جوزك

هيام تنظر لهما بتردد وخوف وهى لا تدرى ماذا تقول  ووائل يكمل بلهجة جادة

_ مدام هيام انتى متهمة بقتل دكتور عاصم السعدنى

هيام تبكى بانهيار شديد فالأن فقط قد تأكدت انه تم كشف جريمتها فهي من قتلت دكتور عاصم الطبيب النفسي الخاص بها

 

في منزل وائل وبالتحديد في غرفة مكتب المستشار صلاح كان المستشار صلاح يجلس على مقعده خلف المكتب وهو يلف يده بشاش ووائل يجلس امامه نظر صلاح الي وائل  مبتسما

_ يعنى استنتاجك طلع صح

_ انا لما ماما قالت على حكاية المية الساقعة وانها بتشيل الدم احسن من المية السخنة افتكرت على طول حنفية المية الساقعة اللى كانت مفتوحة فى الحمام والجورنان المبلول اللى كان فوق المكتب وحاولت اربط بينهم وبين اللى حصل

_ طب وايه الدافع ورا القتل  ؟                                              

_ هيام كانت بتتعالج عند دكتور عاصم من حالة اكتئاب كانت عندها عشان جوزها على طول مسافر وسايبها واثناء الجلسات دى اعترفت لدكتور عاصم انها خانت جوزها مع واحد تانى وطبعا دكتورعاصم بدء يساومها ولما حست بالخطر بينتله انها موافقة على كل طلباته وحددت معاه معاد وراحتله الشقة وقتلته بالمسدس اللى كانت سارقاه من جوزها واللى افتكر انه ضاع وبلغ عن سرقته

_ طب ليه سرقت الملفات من الخزنة ؟

_ لان الملف بتاعها كان فيه تسجيل بصوتها بتعترف فيه بخيانة جوزها وكانت لازم تسرق الملفات كلها عشان محدش يشك فيها …ومكنش ينفع كمان انها تقتل دكتور عاصم وتسيب الملفات للمباحث تلاقيها .. الغريب بقي في الموضوع ان دكتور عاصم معندوش رخصة بممارسة العلاج النفسي وكان بيمارس مهنته دي بعيد عن القانون تماما  

ابتسم المستشار صلاح وهو ينظر الي ابنه بفخر وسعادة

_ لا بصراحة انا بهنيك على استنتاجك

_بس متنساش حضرتك ان لولا الجرح اللى انت اتجرحته مكنتش القضية هتتحل

صلاح يضحك وهو يرفع يده المصابة

_خلاص يا سيدى لما تعصلج معاك قضية بعد كده قوللى وانا اعملك طبق  سلطة

 

انتهت تلك القضية وتم اغلاقها بالقبض علي القاتلة .. ليس اصعب ما فى جريمة القتل ان القاتل يقوم بإنهاء حياة المقتول بناء على قرار شخصى منه لكن في اللحظة التى تتم فيها جريمة القتل تمر على القاتل بصعوبة  مثلما تمر على المجنى عليه .. فهو فى تلك اللحظة يقرر ان يقتل ادميته ويتحول الى كائن اخر

جلس وائل مع والده المستشار صلاح الشهاوي في منزلهما وهما يرتديان ملابس النوم .. كانت والدة وائل تقوم بتحضير العشاء وتركتهما يتحدثان .. نظر وائل منصتا الي والده الذي كان قد حكي له تفاصيل جريمة مقتل دكتور عاصم _ اى واحد ممكن يقتل .. طالما عنده الدافع للقتل .. وطالما حاسس او متخيل ان القتل هو الحل الوحيد ادامه ومفيش حل تانى هيحققله اللى هو عايزه اومي وائل برأسه موافقا علي ما يقوله والده _ موضوع القتل ده موضوع غريب ومعقد جدا فعلا .. جريمة القتل دى غير اى جريمة تانية خصوصا لما مبتكنش بدافع السرقة ..لأن القاتل بياخد اصعب قرار في الدنيا وهو انه ينهى حياة بنى ادم _ بس انت مقولتليش انت ايه اللى خلاك تستبعد رمضان من تفكيرك  .. خصوصا ان رمضان عنده دافع للقتل وكمان هدد بيه الدكتور عاصم _ تهديد رمضان للدكتور عاصم شئ طبيعى جدا عشان عاكس مراته ولو كان عايز يقتله كان قتله ساعتها او على الاقل ضربه لكن كل اللى قدر يعمله انه يتخانق معاه ويهدده .. وواضح ان هو ده كان اخره وبعدين لو رمضان قتل الدكتور عاصم ايه اللى هيخليه يسرق الملفات اللى فى الخزنة _يبقى انت لازم تدور على اللى ليه مصلحة فى سرقة الملفات عشان تقدر تعرف مين اللى قتل دكتور عاصم هز رأسه موافقا _وهو ده اللى انا بحاول اوصله انا والمباحث دلوقت تركه والده ليساعده في تحضير وجبة العشاء .. كان المستشار صلاح يحب جدا اعداد السلطة التي علي حد وصفه لا يستطيع اي شخص ان يقوم بإعدادها مثله .. ولكنه وهو يقوم بتقطيع الخضروات اصاب يده بسكين واندفع
منها الدم بغزارة  .. قامت والدة وائل بتضميد الجرح بجوانتي ابيض كانت تحتفظ به من يوم زواجهما .. نظر لها صلاح معتذرا عن افساد تلك القطعة العزيزة عليها _ معلش يا منال بوظتلك الجوانتى بتاع فرحنا انا عارف هو قد ايه عزيز عليكى _ ولا يهمك فداك الجوانتى وبعدين ما انا هاغسله وهيرجع تانى زى الاول _ اه بس اكيد كده هيبقع _ لا ما انا هاغسلو بمية ساقعة وائل باهتمام شديد _ مية ساقعة .. بس انا كنت فاكر ياماما ان المفروض تغسليه بمية سخنة عشان الدم يروح _ بالعكس المية السخنة ممكن تصفر الجوانتى لكن الميه الساقعة هتخليه يرجع زى الاول طالما الدم لسه سخن وائل باهتمام _ وده بيكون بالميه بس من غير اضافات صلاح ضاحكا _ ايه يا جماعة انتوا محسسينى انى باتفرج على اعلان مسحوق غسيل كانت تلك الواقعة سببا في تغيير تفكير وائل الشهاوي بالكامل .. الدماء التي نزفها والده وتعقيب والدته علي كيفيه ازاله الدم بالماء البارد جعلت وائل يتذكر صنبور المياه الذي كان مفتوحا في الحمام الملحق بغرفة مكتب القتيل جعله يتصور بناء مختلف للجريمة وكيف تمت .. في اليوم التالي قام وائل الشهاوي باستدعاء النقيب حسام الي مكتبه وعرض عليه كل ما استنتجه بسبب ما حدث في الليلة السابقة .. مط النقيب حسام شفتيه وهو يفكر فيما قاله له وائل _ ترتيب الافكار منطقى بس محتاجين  دليل يأكد الكلام ده _اهم حاجة اننا نوصل لخيط يوصلنا لأداه الجريمة .. هى دى الحاجة الوحيدة اللى هتفتحلنا الباب ان القضية تبقى كاملة _ بس دى محتاجة شغل جامد ياوائل بيه ابتسم وائل _ دى مش مهمتى انا بقى  دى بتاعة المباحث
انا كل اللى اقدر اساعدك بيه  انى اطلعلك اذون التفتيش والقبض _ خلاص انا هاجهزلك محضر التحريات والاذون اللى انا محتاجها   في احد النوادي الراقية كان بعض رواد النادي يمارسون رياضة الرماية ويقومون بالتصويب ببنادقهم علي الاطباق التي تتطاير امامهم في الهواء .. كانت هيام تقف وهى تمسك فى يدها بندقية اصابت بها احد الاطباق بمهارة شديدة .. تبتسم ابتسامة ثقة وتتجه الى منضده قريبة منها وتضع عليها البندقية وتتجه خارجة من ارض الرماية .. في كافتيريا داخل النادي كانت هيام تجلس مع سيف حول احد المناضد كان سيف شاب فى اوائل الثلاثينات يبدو عليه الثراء ويتميز بوسامة واضحة ..هتفت هيام بانفعال وضيق              _  مينفعش يا سيف .. مينفعش رد عليها بحدة _ هو ايه اللى مينفعش..انتى ايه اللى غيرك من ناحيتى فجأة كده ..هو فى حد تانى ؟ هيام تنظر له بحدة وقد شعرت بالاهانة من كلامه لها وتتكلم بحدة مماثلة  لنظراتها له                      _ انت نسيت ان انا متجوزة _ طب ما انا عرفتك وانتى متجوزة هيام تصمت وهى لاتجد رد مقنع سيف يكمل متشككا _ ايه مبترديش ليه ..ايه الجديد اللى خلاكى عايزانا نبعد عن بعض _ الجديد انى عايزاك تنسى اى حاجة حصلت بينا انتهت هيام من حديثها مع سيف ولم تشعر بالنقيب حسام الذي اقترب منها ووقف الي جانبها تماما وهو يتكلم بهدوء _ صباح الخير ردت هيام وهي تنظر له باستغراب _ صباح النور _ معلش كنت عايز حضرتك دقيقة واحدة نظرت له باستغراب _ مش اعرف السبب الاول _  حضرتك مطلوب حضورك للنيابة   هيام تنظر لحسام بارتباك شديد وسيف ينظر لها بدهشة .. لم تكن هيام حتي تلك اللحظة تعرف ان جريمتها قد تم كشفها .. وصلت هيام الي مكتب وائل الشهاوي الذي جلس خلف مكتبه ينظر لها بهدوء .. كانت هيام تشعر بالغضب من اقتيادها للتحقيق معها بتلك الطريقة امام اعضاء النادي _ هو مش حضرتك حققت معايا قبل كده وقولت لحضرتك كل اللى اعرفه _ معلش يا مدام هيام اصلنا لسه بندور علي القاتل فبنكمل التحقيقات بتاعتنا اشعرتها جملته ببعض الاطمئنان انها لم يتم كشفها بعد فابتسمت بهدوء _ لا يافندم ..اتفضل ..انا يهمنى انكم توصلوا  للقاتل مع انى معرفش اكتر من اللى قولتهولك المره اللى فاتت _ مدام هيام ..مين اللى بيغسلك هدومك هيام تنظر له بدهشة _ نعم ؟ وائل مبتسما بهدوء _ معلش يا ريت حضرتك تجاوبينى على الاسئلة حتى لو كانت غريبة شوية _ الشغالة طبعا هى اللى بتغسل الهدوم _ واكيد فى مكان بتنشروا فيه الغسيل _ اكيد طبعا بس انا مش فاهمة ايه علاقة الشغالة والغسيل بقتل الدكتور عاصم _ هو اكيد فى علاقة  بس مش بين الشغالة والغسيل وقتل الدكتور عاصم ..  لكن بينك وبين الجريمة دى هيام بقلق وارتباك شديد _ انا ..وانا ايه علاقتى بالموضوع ده .. انا مش فاهمة حاجة _ افهمك وائل يخرج كيس بلاستيك شفاف من درج المكتب بداخله جوانتى ابيض ويخرج الجوانتى من الكيس ويضعه امام هيام وهو ينظر لها متسائلا _ الجوانتى ده بتاعك هيام بذهول _ ايوه ..انتوا جبتوه منين ؟ _ اثار الحبر اللى ع الجوانتى بتوضح انه اتنشف على جورنان ..انتوا بتنشفوا الهدوم بتاعتكم على جرايد يا مدام ؟ هيام يبدو على وجهها اثار الانهيار وهى تموت قلقا ورعبا .. تدخل النقيب حسام موجها كلامه لهيام _على فكرة يا مدام احنا كمان لقينا اداة الجريمة.. المسدس اللى كان ضايع من جوزك هيام تنظر لهما بتردد وخوف وهى لا تدرى ماذا تقول  ووائل يكمل بلهجة جادة _ مدام هيام انتى متهمة بقتل دكتور عاصم السعدنى هيام تبكى بانهيار شديد فالأن فقط قد تأكدت انه تم كشف جريمتها فهي من قتلت دكتور عاصم الطبيب النفسي الخاص بها   في منزل وائل وبالتحديد في غرفة مكتب المستشار صلاح كان المستشار صلاح يجلس على مقعده خلف المكتب وهو يلف يده بشاش ووائل يجلس امامه نظر صلاح الي وائل  مبتسما _ يعنى استنتاجك طلع صح _ انا لما ماما قالت على حكاية المية الساقعة وانها بتشيل الدم احسن من المية السخنة افتكرت على طول حنفية المية الساقعة اللى كانت مفتوحة فى الحمام والجورنان المبلول اللى كان فوق المكتب وحاولت اربط بينهم وبين اللى حصل _ طب وايه الدافع ورا القتل  ؟                                               _ هيام كانت بتتعالج عند دكتور عاصم من حالة اكتئاب كانت عندها عشان جوزها على طول مسافر وسايبها واثناء الجلسات دى اعترفت لدكتور عاصم انها خانت جوزها مع واحد تانى وطبعا دكتورعاصم بدء يساومها ولما حست بالخطر بينتله انها موافقة على كل طلباته وحددت معاه معاد وراحتله الشقة وقتلته بالمسدس اللى كانت سارقاه من جوزها واللى افتكر انه ضاع وبلغ عن سرقته _ طب ليه سرقت الملفات من الخزنة ؟ _ لان الملف بتاعها كان فيه تسجيل بصوتها بتعترف فيه بخيانة جوزها وكانت لازم تسرق الملفات كلها عشان محدش يشك فيها …ومكنش ينفع كمان انها تقتل دكتور عاصم وتسيب الملفات للمباحث تلاقيها .. الغريب بقي في الموضوع ان دكتور عاصم معندوش رخصة بممارسة العلاج النفسي وكان بيمارس مهنته دي بعيد عن القانون تماما   ابتسم المستشار صلاح وهو ينظر الي ابنه بفخر وسعادة _ لا بصراحة انا بهنيك على استنتاجك _بس متنساش حضرتك ان لولا الجرح اللى انت اتجرحته مكنتش القضية هتتحل صلاح يضحك وهو يرفع يده المصابة _خلاص يا سيدى لما تعصلج معاك قضية بعد كده قوللى وانا اعملك طبق  سلطة   انتهت تلك القضية وتم اغلاقها بالقبض علي القاتلة .. ليس اصعب ما فى جريمة القتل ان القاتل يقوم بإنهاء حياة المقتول بناء على قرار شخصى منه لكن في اللحظة التى تتم فيها جريمة القتل تمر على القاتل بصعوبة  مثلما تمر على المجنى عليه .. فهو فى تلك اللحظة يقرر ان يقتل ادميته ويتحول الى كائن اخر
تم نسخ الرابط