جروح سطحية
شادي جيداً ويعرف انه لا يستطيع ان يرتكب جريمة قتل .. جعله ذلك يهتف فى مواجهة رئيس المباحث غير مصدق
_ اكيد فى حاجة غلط .. شادي مش ممكن يقتل
_ بس المطوه اللى اتقتل بيها المجنى عليه عليها عليها بصمات دكتور شادي وعليها دم القتيل ولقيناها مرمية جنب الجثة
_ واتأكدتوا انها جثة شريف ؟
_ دكتور شادي حرق الجثة ولقينا جركن البنزين فاضي قريب من مكان الجريمة .. واضح ان الموضوع كان انتقام لاننا لقينا خيط البنزين لمسافة بعيد عن الجثة وجنبها بقية السيجارة اللى رماها على خيط البنزين ده
بدا على وجه يحيى القلق فقد تبين له ان كل الادلة ضد شادي رغم انه لم يعترف بارتكابه للجريمة ونفى معرفته بأي تفاصيل بخلاف ما ذكره ليحيى فى مكالمته بعد القبض عليه ولكن كان يبدو ان الشرطة مقتنعين بأنه القاتل وان انكاره للجريمة ليس الا انكار تقليدي كباقى المجرمين اللذين يتنصلون من جرائمهم .. كانت الامور تسير الى اسوء مما تخيل بكثير ..
بعد دقائق قليلة كان يحيى يجلس مع شادي فى مكتب رئيس المباحث الذى سمح له بمقابلة شادي وترك لهما المكتب ليستطيعا الكلام بحرية .. جلس شادي امام يحيى وهو يبكى بخوف ونظر له وعينيه تحمل رجاء الا يتخلى عنه
_انا مقتلش حد يا يحيى .. مقتلتش حد
نظر يحيى الى عينى صديقه بثقة
_انا عارف انك مقتلتش .. ومتأكد من كده .. بس عايزك تحكيلى كل اللى حصل بكل التفاصيل
أومئ شادي برأسه موافقاً وبدأ يحكى ليحيى كل ما حدث له فى تلك الليلة ويحيى يستمع له باهتمام
++++++
فى مكتب يحيى يوسف جلس يحيى مع عماد المحامى الذى يعمل معه فى المكتب .. كانا يدرسا القضية
_ للأسف فى أدلة كتير ضد دكتور شادي .. دم شريف اللى لقوه على هدومه وهو نفس دم شريف اللى لقوه على المطوه اللى لقوها جنب جثته وعليها بصمات دكتور شادي .. القضية مقفولة اوى يا استاذ يحيى
نظر له يحيى وهو يفكر
_ بس فى حاجة مخليانى أشك فى الواقعة كلها
_ ايه هى ؟
_ شادى لما قابلته .. قاللى ان شريف نزل من العربية ومعاه المطوه وهدد شادى
بيها
_ ايوه .. وهو ده اللى قاله فى المحضر برضو
_ بس شريف ده رجل اعمال .. وصاحب شركة .. يعنى لما يحب يشيل سلاج يهدد بيه حد ويخوفه ..ممكن يشيل مسدس .. مش مطوه
نظر له عماد وهو يفكر فيما يقوله
_ هى نظرية برضو ..بس مش يمكن شريف ده صايع وبيشيل مطاوى وسنج
والحاجات دى .. وده يبرر وجود المطوه معاه وقت الجريمة .. اسألنى انا ..
فى ناس كتير مجانين وميبنش عليهم الجنان
_ هافترض معاك اللى انت بتقوله ده ..مع انها فكرة مش منطقية .. طب ايه اللى يخلى شادى يحرق جثة شريف بعد ما قتله ؟
رد عماد بدون تردد
_ عشان يخفى معالم الجريمة
ابتسم يحيى بهدوء
_طب وهو اللى عايز يخفى معالم جريمة .. يرمى المطوه عليها بصماته جنب الجثة ومعاهم جركن البنزين جنب عربيه القتيل.. ده كده بيأكد معالم الجريمة بتاعته مش بيخفيها
نظر له عماد بإهتمام وهو يفكر فيما قاله له يحيى وتكلم وهو يفكر بصوت عال
_يعنى انت قصدك ان حد خد جثة تشبه فى مواصفاتها مواصفات شريف وحرق الجثة وحط جنبها المطوه اللى عليها بصمات شادى
ابتسم يحيى بثقة ان فكرته لاقت قبولا لدى عماد
_ وبعدين حرق الجثة عشان محدش يتعرف عليها .. وساب الجثة والمطوه والجركن اللى كان فيه البنزين جنب الجثة عشان يبقوا دليل على شادى … خصوصا ان المطوه عليها بصمات شادى
ظل عماد للحظات صامتا وهو يفكر فيما قاله يحيى ثم نظر الى يحيى وهو يهز رأسه بصعوبة تقبله للفكرة
_ اللى بتقوله ده صعب جدا وفى حاجة مهمة ناقصة
_ ايه هى ؟
_ اللى عمل كده .. جاب الجثة منين ؟؟
ابتسم يحيى وهو ينظر الى عماد دون ان يتكلم .. كان واضحاً ان الاجابة لديه ولكنه لم ينطق بها .. على الاقل حتى الان ..
+++++
فى المستشفى التى يعمل بها شادي .. كانت فريدة تجلس فى مكتبها وهى ترسل عدة رسائل من هاتفها ويبدو عليها العصبية والغضب .. انتهت والقت الهاتف على المكتب امامها بعصبية واخرجت علبة سجائرها من حقيبتها واشعلت سيجارة ونظرت بلا هدف الى سقف الغرفة وهى تطلق دخان السيجارة التى اشعلتها لتشكل حلقات متتالية تصعد الى الاعلى محاولة ان تتلمس بعض الهدوء لنفسها ..
فجأة فُتح الباب ودخل الى الغرفة خليل الممرض الذى يعمل فى مشرحة المستشفى .. كان خليل بقصر قامته وجسده النحيل وشعر رأسه الاشعث وعيونه الجاحظة يبدو مخيفاً لدرجة كبيرة خاصة عندما يبتسم ويكشف عن اسنانه رمادية اللون التى فقد معظمها .. اقترب خليل وهو يشير لفريدة مبتسماً
_ أحلى صباح على أحلى دكتورة فى المستشفى كلها
تفاجئت فريدة بدخوله المفاجئ .. جعلها هذا تهتف فيه بغضب
_ ايه ده .. انت دخلت هنا ازاى ؟
_ من الباب
_ انت فاكر نفسك فين ؟ .. مش تخبط ع الباب قبل ماتدخل .. ازاى تدخل عليا كده من غير ما تستأذن الاول
اقترب خليل منها وهو يخلط ابتسامته المخيفة بنظرة حادة مستنكرا
_ صلى ع النبى فى قلبك يا دكتورة .. هو انا داخل ولا مؤاخذه اوضة نومك ؟.. وبعدين انا مش جاى اسألك عن صحتك ولا جاى اخد منك حسنه .. انا جاى اخد بقية تمن الجتة اللى ادتهالك .. ولا انتى ناوية تاكلى عليا عرقى
هتفت فيه فريدة بصوت خفيض بغضب
_عرق ايه وقرف ايه ؟ .. انت جاى تكلمنى فى الموضوع ده هنا فى المستشفى ؟
ابتسم خليل باستهتار
_ ياسلام .. طب ما انتى اتقاولتى عليها هنا فى المستشفى .. ولا انتى ناسية يا دكتورة .. لا .. لو انتى لامؤاخذه ناسية افكرك .. انا خليل اللى ماسك فى المشرحة اللى جيتى طلبتى منه …
قاطعته بضيق
_ انت عايز ايه دلوقت ؟
ابتسم مرة اخرى ابتسامته المخيفة
_ عايز بقية حقى .. ويادار مادخلك شر
شادي جيداً ويعرف انه لا يستطيع ان يرتكب جريمة قتل .. جعله ذلك يهتف فى مواجهة رئيس المباحث غير مصدق _ اكيد فى حاجة غلط .. شادي مش ممكن يقتل _ بس المطوه اللى اتقتل بيها المجنى عليه عليها عليها بصمات دكتور شادي وعليها دم القتيل ولقيناها مرمية جنب الجثة _ واتأكدتوا انها جثة شريف ؟ _ دكتور شادي حرق الجثة ولقينا جركن البنزين فاضي قريب من مكان الجريمة .. واضح ان الموضوع كان انتقام لاننا لقينا خيط البنزين لمسافة بعيد عن الجثة وجنبها بقية السيجارة اللى رماها على خيط البنزين ده بدا على وجه يحيى القلق فقد تبين له ان كل الادلة ضد شادي رغم انه لم يعترف بارتكابه للجريمة ونفى معرفته بأي تفاصيل بخلاف ما ذكره ليحيى فى مكالمته بعد القبض عليه ولكن كان يبدو ان الشرطة مقتنعين بأنه القاتل وان انكاره للجريمة ليس الا انكار تقليدي كباقى المجرمين اللذين يتنصلون من جرائمهم .. كانت الامور تسير الى اسوء مما تخيل بكثير .. بعد دقائق قليلة كان يحيى يجلس مع شادي فى مكتب رئيس المباحث الذى سمح له بمقابلة شادي وترك لهما المكتب ليستطيعا الكلام بحرية .. جلس شادي امام يحيى وهو يبكى بخوف ونظر له وعينيه تحمل رجاء الا يتخلى عنه _انا مقتلش حد يا يحيى .. مقتلتش حد نظر يحيى الى عينى صديقه بثقة _انا عارف انك مقتلتش .. ومتأكد من كده .. بس عايزك تحكيلى كل اللى حصل بكل التفاصيل أومئ شادي برأسه موافقاً وبدأ يحكى ليحيى كل ما حدث له فى تلك الليلة ويحيى يستمع له باهتمام ++++++ فى مكتب يحيى يوسف جلس يحيى مع عماد المحامى الذى يعمل معه فى المكتب .. كانا يدرسا القضية