كان لك معايا – الجزء الأول
يوسف:
- حد دخل واخترق الأجهزة وسحب بيانات. البيانات دي مهمة جدًا، لأن فيها كل حركات الشركة المالية، أسماء العملاء، مدفوعاتهم. يعني من الآخر، هو خد الشركة في جيبه. صحيح إن فريق الكمبيوتر عندنا كان عنده باك أب لكل حاجة. لكن اللي لهم صلاحية للأجهزة دي في الشركة، أو الدخول على بياناتها، هما اتنين: أنا ومحسن وبس.
مي:
- وده معناه إيه يا مستر يوسف؟
يوسف:
- معناه واضح. يا إما محسن بيحاول ياخد البيانات دي لسبب ما أنا مش عارفه، ولو سألته هينكر أو هيتهمني إني بشكك فيه. أو إنه أدى البيانات دي لحد، أو إنها اتسرقت منه، وده صعب.
مي:
- وأنا المطلوب مني إيه؟
يوسف:
- بصي، صحيح إن معرفتي بيكي قليلة جدًا، لكن معرفش ليه أنا واثق فيكي. أنا طالب منك إنك تكوني عيني في الشركة، أو تحاولي بذكائك إنك تعرفي إيه اللي بيحصل.
مي:
- طيب، وحضرتك ليه ما تروحش الشركة وتشوف اللي بيحصل بنفسك؟
يوسف:
- لا، أنا نفسيًا غير مؤهل للشركة دلوقتي خالص. ثانيًا، ظهوري هيعمل ارتباك للي بيحاول يعمل كدة. لكن المهندس ده هيساعدك. ده اسمه ورقمه. هو أكتر حد أنا بثق فيه هناك.
(يخرج ورقة ويقوم بإعطائها لمي.)
يوسف:
- على فكرة، من حقك ترفضي طبعًا. لكن إحساسي بيقولي إنك هتوافقي.
(تدخل الأم وفي يديها صينية بها شاي، وتضعها أمام يوسف على المنضدة.)
والدة مي:
- اتفضل يا ابني.
يوسف:
- شكرًا حضرتك، تعبتي نفسك والله.
والدة مي:
- ولا تعب ولا حاجة. أنا هدخل أكمل الأكل. (موجهة كلامها إلى مي) أستاذ يوسف هيتغدى معانا النهاردة يا مي، وده آخر كلام عندي.
(يبتسم يوسف في هدوء وينظر إلى مي كأنه يرجوها.)
يوسف:
- ها، قولتي إيه؟
منزل شريفة
تقف شريفة أمام كونتر المطبخ، تجهز الطعام. منزل شريفة يبدو متوسطًا لكنه شيك، غير منظم. تتحدث من خلال سماعات الأذن وهي تقوم
شريفة:
- أنا مش فاهمة انت قلقان من إيه. بقولك كل حاجة معايا على الفلاشة. صحيح هيجي ياخدها النهاردة، لكن كدة كدة أنا عاملة نسخة منها.
- لا، ما تقلقش منه. أنا بعرف أجبيه إزاي. هو فاهم إنه مسيطر عليَّ تمامًا، وأنا بصراحة عجباني اللعبة دي. طول ما بياخد اللي هو عايزه، وطول ما أنا باخد اللي أنا عايزاه. خلاص، مفيش مانع أفضَّل معيشه وهم إنه مسيطر عليَّ، وإنه مشتريني زي أي حاجة بيحب يشتريها.
شريفة:
- بقولك إيه؟ فكك. مصلحتي في الموضوع ده زي ما وعدتني. المبلغ كامل، وهتسفرني. انت عارف إني مضحية بإيه علشان أوصل للملفات دي. خد بالك، أنا مش سهلة. ومدام بنلعب على المكشوف، يبقى زي ما خدمتك متخلفش معايا. علشان ورحمة أمي، ما هرحمك.
(تغلق الهاتف وتضع السماعات جانبًا، وتتحدث إلى نفسها.)
شريفة:
- كل واحد فيهم عامل أبو العريف. محدش فيهم فاهم إني هعمل اللي أنا عايزه غصب عنهم. كفاية فقر وهم بقى.
منزل مي
يجلس يوسف ومي ووالدة مي على طاولة الطعام، وأمامهم الطعام. يأكل يوسف ببطء، ولديه إحساس داخلي بفقدان تلك المشاعر. منذ زمن طويل لم يجلس مع أي شخص وهو يأكل. ولكن يغلب هذا الشعور إحساس بالدفء. يتجنب النظر إلى مي، لكنه يختلس بعض النظرات من حين إلى آخر. والدتها تشعر بذلك، ولكنها تتجنب إحراجه.
ينتهي يوسف من تناول الطعام، وينهض وهو يتحدث إلى والدتها:
يوسف:
- تسلم إيدين حضرتك. بجد الأكل تحفة.
والدة مي (بعطف):
- هو انت كل حاجة يا ابني؟ طبقك زي ما هو.
يوسف:
- والله الأكل تحفة. بجد أنا بقالي فترة طويلة مكلتش كدة.
والدة مي (موجهة كلامها إلى مي):
- ما تشوفيه يا بنتي؟ لو مكسوف مني.
مي (تنظر إليه):
- حضرتك مكلتش حاجة فعلاً.
يوسف (في عطف):
- ما بلاش حضرتك دي. مدام كالنا عيش وملح في بيتكم، أنا اسمي يوسف بس. الحمام منين؟
مي (تشير إليه باتجاه الحمام، ويبدو على وجهها الخجل):
- من هنا.
(تنظر إلى أمها، ثم تنظر إلى طبقها محاولة أن تداري احمرار وجهها. تتدارك الأم الموقف، وتنهض وهي تتحدث إليها.)
والدة مي:
- أنا هقوم بقى، أدخل الحاجات دي وأعملكم شاي علشان تكملوا كلامكم.
(تذهب الأم وهي تحمل بعض الأطباق في اتجاه المطبخ. في طريق عودة يوسف، يذهب يوسف ليجذب الكرسي بجانب مي، ثم يتحدث إليها.)
يوسف:
- ها يا مي، قررتي؟ وافقتي ولا لاء؟
مي:
- بص يا مستر يوسف، أنا أكيد أكيد مش هقدر أرفض مساعدة حضرتك. كل اللي طلباه إنه ميكونش فيه مشاكل بالنسبالي. حضرتك شايف إحنا عايشين لوحدنا، وملناش حد. فلو الموضوع هيكون من غير مشاكل بالنسبالي أنا وأمي، فأنا موافقة أساعد حضرتك.
يوسف:
- أولاً، قولتلك خلاص مفيش مستر أو حضرتك. أنا يوسف، وهسمح لنفسي أقولك يا مي. ثانيًا، أوعدك إنه مش هيكون في أي مشكلة بالنسبالك. ثالثًا، وده الأهم، متقوليش ملكوش حد. من النهاردة تعتبري إن ليكي ضهر تقدر تتسندي عليه في أي وقت. شوفي تقولي “يا يوسف” عادي. جربي كدة.
(تشعر مي بالخجل وتحاول الهروب بوجهها.)
مي:
- حاضر يا…
يوسف:
- يا إيه؟
مي:
- حاضر يا يوسف.
نهاية الجزء الأول بفضل الله
