رحيل بلا وداع

رحيل بلا وداع
رحيل بلا وداع

ثم خرجتُ مع نسمة إلى الخارج، فوجدت رجلاً في الأربعين من عمره يرتدي بذلة سوداء وحذاءً شديد اللمعة، ورائحته ملأت المكان، أما ملامحه فقد خفق قلبي بجنون عندما أدركت الشبه الكبير بينه وبين طارق، وجدته يقول بنبرة قوية وهو ينظر بعمق إلى عيني:

-أنا ياسر المرشدي، أخو طارق، أظن عارفاه.

ثم التفت برأسه ينظر إلى الشقة بانزعاج واضح، فتمالكت نفسي بقدر كبير لم أكن اتوقعه وقلت له بنبرة جامدة:

-أيوه حضرتك خير؟!

-في مكان اقدر اتكلم معاكي فيه؟!

وجهته نحو غرفة صغيرة في آخر الطرقة وقلت له:

-اتفضل في مكتبي.

تحرك بخطى يملؤها الكبرياء والتعالي، كونه يعمل قاضيًا ويحظى بمكانة كبيرة، أغلقت الباب خلفه وجلست على مقعد أمامه، بينما هو وضع ساقًا فوق الأخرى وقال لي:

-عايزة أيه من طارق أخويا؟!

نظرت له بعدم فهم وسألته مباشرةً:

-يعني أيه عايزة أيه منه، مش فاهمة؟!

واجه سؤالي بسؤالٍ آخر يحمل قسوة مخيفة:

-ليه مُصر عليكي كده؟!

زممتُ شفتي وأجبت بضيق من طريقته التي أعلم نهايتها تمامًا:

-يمكن عشان بيحبني!

نظر إلى بسخرية واستياء وهو يقول:

-مع إن أنا مش شايف فيكي أي مقومات تناسبه!

رفعت إصبع السبابة في وجهه وقلت بتهديد:

-أنا مش هقبل بالإهانة.

انكمشت ملامحه وهو يقول بجرأة:

-بالعكس أنا مش بوجهلك أي إهانة، أنا بعرفك إنه من رابع المستحيلات تنفعوا مع بعض!

هدأت من وتيرة أنفاسي المنفعلة وأنا اتساءل بحيرة:

-اقدر اعرف ليه؟!

سخر مجددًا وهو ينظر في عمق عيني:

-على أساس هو مش قالك؟!

امتهنت الوضوح وأنا اقول بصراحة وجرأة:

-هو قالي عشان شغلي، وأنا الصراحة مش شايفة أي عيب في شغلي خالص، أنا مابشتغلش رقاصة، أنا خبيرة تجميل، وبشتغل بأدبي واحترامي.

ضحكة ساخرة خرجت منه وهو يقول بفظاظة:

-أنا كنت متأكد أنه مش هيقولك كل حاجة، عشان كده جيت بنفسي.

عقدت ذراعي أمامي وسألته بوضوح:

-ويا

ترى أيه الاسباب التانية؟!

-انتي لازم تفهمي أنا مابقولش أن شغلك وحش، بس قولت ماتنفعش أخويا ولا مكانته، أخويا ظابط مباحث له وضعه ومكانته لازم لما يخطب يخطب دكتورة أو مهندسة ومن عيلة تناسب عيلتنا، عيلة المرشدي مابيناسبوش أي حد، لازم تكون عيلة في نفس مستوانا، وبعدين فرق السن ما بينكم انتي عندك ٣١ وهو عنده ٢٩، ماينفعش يتجوز واحدة أكبر منه حتى ولو يوم واحد بس.

تكرر شعور الإهانة لدي ولكن بصورة أوضح لدرجة أنني شعرت بالقهر وأنا أنظر إليه بجمود استطعت من خلاله أخفي حقيقة مشاعري:

-أنا مش عارفة أنت بتتدخل في حياته بناءًا على أيه؟ أنت أخوه الكبير وليك حياتك واخترتها، وهو كمان حابب يختار حياته بنفسه ومحدش يدخل فيها، وبعدين أنا الحمد لله فخورة بعيلتي كويس أوي، فمتحاولش تقلل مني، وإذا كان على السنتين العمي اللي بيني وبينه فمعلش أعذرني ده تفكير عقيم شوية لازم تغيره.

وجدته ينهض بانفعال واضح وهو ينظر إلي نظرات قاسية:

-أنتي بتقوليلي أنا ياسر المرشدي تفكيري عقيم، أنتي اتجننتي، أنا ممكن أسجنك.

تمالكت أعصابي وقلت له ببرود:

-ماتقدرش، وبعدين أنت جاي لي في مكاني وبتهزقني وعايزاني أسكتلك، لا طبعًا.

-أنتي هتدفعي تمن اللي قولتيه ده كويس أوي، ومابقاش ياسر المرشدي إن ما عملتك الأدب.

كانت كلماته متوعدة أثارت الخوف في قلبي، ولكني رفعت رأسي بشموخ ونظرت له دون خوف:

-وفر تهديداتك لنفسك يا ياسر بيه، أنا مش خايفة منك، وإن كان عليا أنا وطارق فمشاعرنا مش بايدينا لو معاك ريموت كنترول نقدر نتحكم فيه وندوس على مشاعرنا قولي عليه من فضلك.

وضع يده في جيب سرواله وسأل باستهجان:

-اه يعني انتي بتقوليلي انك مش هتسيبه؟

قبضت يدي وأنا أسيطر على انفعالاتي، فقلت بثقة:

-أنا متمسكة بطارق زي ما هو متمسك بيا بالظبط.

تحرك صوب باب الغرفة وهو يردد بنبرة منفعلة تحمل تهديدًا قاسيًا:

-طيب يا حلوة إبقي قابليني لو فكرتي تتجوزيه، على جثتي ده يحصل.

لم استطع تحجيم لساني، فقلت له:

-اقابلك فين؟!

توقف قبل أنا يغادر والقى نظرة غاضبة نحوي، فقال:

-اتريقي براحتك، بس ماتبقيش ترجعي تعيطي.

ثم غادر بخطوات كانت تُطرِق عاليًا على الأرض الصلبة، وكأنه يرسل إليّ رسالة بحجم المصائب التي ستواجهني، لكنني لم أهتم كثيرًا بتهديداته؛ وكل ما فعلته هو أنني اتصلت بطارق وطلبت مقابلته على الفور دون أن أخبره بشيء.

إحساس كسر قلبي كان يوجعني كثيرًا، فوجدت دموعي تنهمر بغزارة على وجهي، وأنا أنتظر لقاء طارق على أحر من الجمر.

 

***

مسحت دموعي وأنا أخبره بعتاب خاص وهو يخفض وجهه بإحراج مني:

-إزاي يا طارق، إزاي ماتقوليش هما رافضني ليه؟

زم شفتيه بضيق وهو يقول:

-أنا ماحبتش أضايقك يا منة والله، سن أيه وعيلة أيه اللي هما بيتكلموا فيه، كلامهم مايهمنيش.

رفعتُ وجهي وأنا أقول بضيق مماثل له:

-بس يهمني أنا يا طارق، كنت على الأقل عرفت أرد عليه صح لو كان عندي خلفية عن سبب رفضهم.

رفع حاجبيه وهو يقول بدهشة:

-هو أنتي كده ماردتيش على ياسر أخويا، يا منة ده أنتي عملتي اللي محدش قدر يعمله، وياسر مش هيعدي الموضوع كده بالساهل.

نظرتُ له بتوجس وسألت بحيرة وشك:

-هيعمل فيا أيه يعني؟!

وجدته يمسك يدي وهو يقول بقوة تشبه قوة أخيه:

-مايقدرش يعمل حاجة، لو فكر بس أنا اللي هقف له.

همستُ له بوجع وحزن:

-بس مش عايزة أكون سبب في مشاكلكم، أنا ماحبش كده أبدًا، ولا أحب أكون سبب في عداوتكم.

-العداوة دي هو اللي بدأها لما تعداني وجالك من ورايا، أنا مش عيل صغير عشان يعمل كده، ولو كنت متمسك بيكي قيراط فبعد اللي عمله أنا متمسك بيكي أربعة وعشرين قيراط.

أبعدت يدي بقلق عندما لمحت وميض التحدي بعينيه، فهمستُ بحزن طغى على صوتي:

-طارق، آآ..أنا شايفة ماينفعش قصتنا تكمل، يمكن….

بتر حديثي بقوة:

-مفيش يمكن يا منة، أنا الليلة دي آخر مرة هتكلم معاهم فيها، لو لسه مُصرين يبقى محدش يجي ويشتكي لما أقرر ارتب حياتي بالطريقة اللي أنا شايفاها صح.

أغمضتُ عيني بإحكام، متمنيةً أن يمر اليوم بسلام، وأن يحظى طارق بموافقة عائلته على ارتباطنا دون أن تحدث أي مشاكل، رغم ذلك، كنت أظن أن هذه الليلة ستكون القشة التي تقصم ظهر البعير، إما أن تنتهي قصة حبنا عند هذا الحد، أو أن تنهار علاقة طارق بعائلته!

****

دخل طارق إلى منزل عائلته، وكان في إحدى المناطق التي يعمل سكانها في مناصب عليا، وممن يمتلكون ثروات كبيرة، وجد عائلته المكونة من والده، الذي كان يعمل لواءً سابقًا في الشرطة، ووالدته السيدة هاجر مديرة إحدى المستشفيات الكبرى، حيث تعمل جراحة قلب، وأخيه ياسر وزوجته ناريمان التي تعمل في القضاء الإداري.

-أهلاً يا باشا، جاي بعد ما خلصت مع السنيورة بتاعتك؟!

تمالك طارق أعصابه بقدر كبير وجلس على طاولة السفرة وهو يقول بهدوء:

-أيوه، بس مسمهاش سنيورة، اسمها منة يا بابا.

ضحك ياسر ضحكة ساخرة وهو يردد:

-مش قولتلك يا باشا، هو مش هيتغير أبدًا.

حول طارق بصره نحو أخيه وسأل بغضب مكتوم:

-روحت لمنة ليه يا ياسر؟! إزاي تتعداني في حاجة زي دي، انت شايفاني عيل صغير؟!

ثم خرجتُ مع نسمة إلى الخارج، فوجدت رجلاً في الأربعين من عمره يرتدي بذلة سوداء وحذاءً شديد اللمعة، ورائحته ملأت المكان، أما ملامحه فقد خفق قلبي بجنون عندما أدركت الشبه الكبير بينه وبين طارق، وجدته يقول بنبرة قوية وهو ينظر بعمق إلى عيني: -أنا ياسر المرشدي، أخو طارق، أظن عارفاه. ثم التفت برأسه ينظر إلى الشقة بانزعاج واضح، فتمالكت نفسي بقدر كبير لم أكن اتوقعه وقلت له بنبرة جامدة: -أيوه حضرتك خير؟! -في مكان اقدر اتكلم معاكي فيه؟! وجهته نحو غرفة صغيرة في آخر الطرقة وقلت له: -اتفضل في مكتبي. تحرك بخطى يملؤها الكبرياء والتعالي، كونه يعمل قاضيًا ويحظى بمكانة كبيرة، أغلقت الباب خلفه وجلست على مقعد أمامه، بينما هو وضع ساقًا فوق الأخرى وقال لي: -عايزة أيه من طارق أخويا؟! نظرت له بعدم فهم وسألته مباشرةً: -يعني أيه عايزة أيه منه، مش فاهمة؟! واجه سؤالي بسؤالٍ آخر يحمل قسوة مخيفة: -ليه مُصر عليكي كده؟! زممتُ شفتي وأجبت بضيق من طريقته التي أعلم نهايتها تمامًا: -يمكن عشان بيحبني! نظر إلى بسخرية واستياء وهو يقول: -مع إن أنا مش شايف فيكي أي مقومات تناسبه! رفعت إصبع السبابة في وجهه وقلت بتهديد: -أنا مش هقبل بالإهانة. انكمشت ملامحه وهو يقول بجرأة: -بالعكس أنا مش بوجهلك أي إهانة، أنا بعرفك إنه من رابع المستحيلات تنفعوا مع بعض! هدأت من وتيرة أنفاسي المنفعلة وأنا اتساءل بحيرة: -اقدر اعرف ليه؟! سخر مجددًا وهو ينظر في عمق عيني: -على أساس هو مش قالك؟! امتهنت الوضوح وأنا اقول بصراحة وجرأة: -هو قالي عشان شغلي، وأنا الصراحة مش شايفة أي عيب في شغلي خالص، أنا مابشتغلش رقاصة، أنا خبيرة تجميل، وبشتغل بأدبي واحترامي. ضحكة ساخرة خرجت منه وهو يقول بفظاظة: -أنا كنت متأكد أنه مش هيقولك كل حاجة، عشان كده جيت بنفسي. عقدت ذراعي أمامي وسألته بوضوح: -ويا
ترى أيه الاسباب التانية؟! -انتي لازم تفهمي أنا مابقولش أن شغلك وحش، بس قولت ماتنفعش أخويا ولا مكانته، أخويا ظابط مباحث له وضعه ومكانته لازم لما يخطب يخطب دكتورة أو مهندسة ومن عيلة تناسب عيلتنا، عيلة المرشدي مابيناسبوش أي حد، لازم تكون عيلة في نفس مستوانا، وبعدين فرق السن ما بينكم انتي عندك ٣١ وهو عنده ٢٩، ماينفعش يتجوز واحدة أكبر منه حتى ولو يوم واحد بس. تكرر شعور الإهانة لدي ولكن بصورة أوضح لدرجة أنني شعرت بالقهر وأنا أنظر إليه بجمود استطعت من خلاله أخفي حقيقة مشاعري: -أنا مش عارفة أنت بتتدخل في حياته بناءًا على أيه؟ أنت أخوه الكبير وليك حياتك واخترتها، وهو كمان حابب يختار حياته بنفسه ومحدش يدخل فيها، وبعدين أنا الحمد لله فخورة بعيلتي كويس أوي، فمتحاولش تقلل مني، وإذا كان على السنتين العمي اللي بيني وبينه فمعلش أعذرني ده تفكير عقيم شوية لازم تغيره. وجدته ينهض بانفعال واضح وهو ينظر إلي نظرات قاسية: -أنتي بتقوليلي أنا ياسر المرشدي تفكيري عقيم، أنتي اتجننتي، أنا ممكن أسجنك. تمالكت أعصابي وقلت له ببرود: -ماتقدرش، وبعدين أنت جاي لي في مكاني وبتهزقني وعايزاني أسكتلك، لا طبعًا. -أنتي هتدفعي تمن اللي قولتيه ده كويس أوي، ومابقاش ياسر المرشدي إن ما عملتك الأدب. كانت كلماته متوعدة أثارت الخوف في قلبي، ولكني رفعت رأسي بشموخ ونظرت له دون خوف: -وفر تهديداتك لنفسك يا ياسر بيه، أنا مش خايفة منك، وإن كان عليا أنا وطارق فمشاعرنا مش بايدينا لو معاك ريموت كنترول نقدر نتحكم فيه وندوس على مشاعرنا قولي عليه من فضلك. وضع يده في جيب سرواله وسأل باستهجان: -اه يعني انتي بتقوليلي انك مش هتسيبه؟ قبضت يدي وأنا أسيطر على انفعالاتي، فقلت بثقة: -أنا متمسكة
بطارق زي ما هو متمسك بيا بالظبط. تحرك صوب باب الغرفة وهو يردد بنبرة منفعلة تحمل تهديدًا قاسيًا: -طيب يا حلوة إبقي قابليني لو فكرتي تتجوزيه، على جثتي ده يحصل. لم استطع تحجيم لساني، فقلت له: -اقابلك فين؟! توقف قبل أنا يغادر والقى نظرة غاضبة نحوي، فقال: -اتريقي براحتك، بس ماتبقيش ترجعي تعيطي. ثم غادر بخطوات كانت تُطرِق عاليًا على الأرض الصلبة، وكأنه يرسل إليّ رسالة بحجم المصائب التي ستواجهني، لكنني لم أهتم كثيرًا بتهديداته؛ وكل ما فعلته هو أنني اتصلت بطارق وطلبت مقابلته على الفور دون أن أخبره بشيء. إحساس كسر قلبي كان يوجعني كثيرًا، فوجدت دموعي تنهمر بغزارة على وجهي، وأنا أنتظر لقاء طارق على أحر من الجمر.   *** مسحت دموعي وأنا أخبره بعتاب خاص وهو يخفض وجهه بإحراج مني: -إزاي يا طارق، إزاي ماتقوليش هما رافضني ليه؟ زم شفتيه بضيق وهو يقول: -أنا ماحبتش أضايقك يا منة والله، سن أيه وعيلة أيه اللي هما بيتكلموا فيه، كلامهم مايهمنيش. رفعتُ وجهي وأنا أقول بضيق مماثل له: -بس يهمني أنا يا طارق، كنت على الأقل عرفت أرد عليه صح لو كان عندي خلفية عن سبب رفضهم. رفع حاجبيه وهو يقول بدهشة: -هو أنتي كده ماردتيش على ياسر أخويا، يا منة ده أنتي عملتي اللي محدش قدر يعمله، وياسر مش هيعدي الموضوع كده بالساهل. نظرتُ له بتوجس وسألت بحيرة وشك: -هيعمل فيا أيه يعني؟! وجدته يمسك يدي وهو يقول بقوة تشبه قوة أخيه: -مايقدرش يعمل حاجة، لو فكر بس أنا اللي هقف له. همستُ له بوجع وحزن: -بس مش عايزة أكون سبب في مشاكلكم، أنا ماحبش كده أبدًا، ولا أحب أكون سبب في عداوتكم. -العداوة دي هو اللي بدأها لما تعداني وجالك من ورايا، أنا مش عيل صغير عشان يعمل كده، ولو كنت متمسك بيكي قيراط فبعد اللي عمله أنا متمسك بيكي أربعة وعشرين قيراط. أبعدت يدي بقلق عندما لمحت وميض التحدي بعينيه، فهمستُ بحزن طغى على صوتي: -طارق، آآ..أنا شايفة ماينفعش قصتنا تكمل، يمكن…. بتر حديثي بقوة: -مفيش يمكن يا منة، أنا الليلة دي آخر مرة هتكلم معاهم فيها، لو لسه مُصرين يبقى محدش يجي ويشتكي لما أقرر ارتب حياتي بالطريقة اللي أنا شايفاها صح. أغمضتُ عيني بإحكام، متمنيةً أن يمر اليوم بسلام، وأن يحظى طارق بموافقة عائلته على ارتباطنا دون أن تحدث أي مشاكل، رغم ذلك، كنت أظن أن هذه الليلة ستكون القشة التي تقصم ظهر البعير، إما أن تنتهي قصة حبنا عند هذا الحد، أو أن تنهار علاقة طارق بعائلته! **** دخل طارق إلى منزل عائلته، وكان في إحدى المناطق التي يعمل سكانها في مناصب عليا، وممن يمتلكون ثروات كبيرة، وجد عائلته المكونة من والده، الذي كان يعمل لواءً سابقًا في الشرطة، ووالدته السيدة هاجر مديرة إحدى المستشفيات الكبرى، حيث تعمل جراحة قلب، وأخيه ياسر وزوجته ناريمان التي تعمل في القضاء الإداري. -أهلاً يا باشا، جاي بعد ما خلصت مع السنيورة بتاعتك؟! تمالك طارق أعصابه بقدر كبير وجلس على طاولة السفرة وهو يقول بهدوء: -أيوه، بس مسمهاش سنيورة، اسمها منة يا بابا. ضحك ياسر ضحكة ساخرة وهو يردد: -مش قولتلك يا باشا، هو مش هيتغير أبدًا. حول طارق بصره نحو أخيه وسأل بغضب مكتوم: -روحت لمنة ليه يا ياسر؟! إزاي تتعداني في حاجة زي دي، انت شايفاني عيل صغير؟!
تم نسخ الرابط