ظل العاشق

ظل العاشق
ظل العاشق

صمت مدحت بعدما لم يجد حجة أخرى يطرحها أمام يونس الذي صلب وجهه وعينيه القاسية في رسالة واضحة أنه لن يقبل الرفض ردًا…

فيما نهض يونس متابعًا ببرود:

-معاك وقت لحد بكره تفكر وترد عليا، ولو فكرت تعمل حاجة من ورايا وديني وما أعبد لأخليك تندم على اليوم اللي اتولدت فيه وتعرف مين هو آدم السيوفي.

 

خرج يونس من المنزل يتبختر في زهو تحت انظار مدحت، وما أن وصل للحديقة الخارجية التي تفصل بينه وبين الباب حتى سمع صوت انثوي يوقفه، لا يمكنه أن يُخطئ تخمين صاحبته:

-انت يا استاذ.

للحظات تجمد مكانه عاجزًا عن تحريك جسده حين اخترق شغاف قلبه صوتها الرنان كأعذوفة تاق لها كل إنش به حد الاحتراق.

ثم استدار لها ببطء يشملها بنظراتٍ شغوفة لم تنته لها حين باغتته بهجومها الناري عليه:

-هو انت مفكر إنك هتيجي ترمي كلمتين تهديد وهنقولك سمعًا وطاعة وتمشي عادي كدا مفيش حد هيقفلك؟

وضع يداه في جيب بنطاله وتسللت ابتسامة صغيرة مستمتعة لجانب فمه بينما يسألها:

-ومين بقى اللي هيقفلي؟

صاحت فيه بشراسة نالت استحسانًا من عينيه التي تخضبت بمشاعر شتى:

-أنا اللي هقفلك، أنا لا يمكن اوافق على الجنان اللي أنت قولته لبابا دا.

سألها بشيء من التهكم الذي تظلل بإعجابه الجلي:

-ليه مش قد المقام ولا إيه يا سندريلا؟

غمغمت باستنكار:

-سندريلا؟

فأومأ برأسه مؤكدًا ببساطة وبنغمة صوته العميقة التي رن بها العبث:

-اه سندريلا، طالعالي بفستان ازرق منفوش والجزمة اتكعبلت واتقلعت منك وانتي ماشية، ناقص ترقصي معايا رقصة رومانسية قبل ما الساعة تيجي ١٢.

تضاربت الاشارات في عقل “ليلى” ، ما بين صدمة من رده الفكاهي الغير متوقع وشيء من الاستحسان للعبث اللذيذ الذي يقطر منه.

ولكنها سرعان ما طردت كل ذلك من نوافذ عقلها وعادت

لهجومها من جديد:

-انت مجنون؟

رسم ابتسامة سمجة على وجهه وهو يرد:

-بيقولوا.

راحت تتشدق بعنفوان تناسب مع احتداد عينيها البندقيتين الشهيتين:

-طب اسمع بقى، انا الجنان دا مش هينفع معايا خالص وجواز مش هاتجوزك حتى لو السما اتطربقت على الارض.

رفع كلا حاجبيه وهو يسألها في استفزاز متعمد وكأنه يريد اغضابها للاستمتاع به:

-هتضحي بأبوكي بالسهولة دي؟ ماكنتش اتوقع بصراحة.

كانت نبرتها تزامنًا مع نظراتها تقطران ازدراءًا وهي تصارحه بشجاعة تستحق الاعجاب:

-والله ابويا ماخدش رأيي لما اشتغل في شغل شمال مع ناس زيك.

وقعت عيناه على والدها الذي ظهر في الخلفية عن بُعد يستمع لحوارهما، فانتفض عقله بالادراك مذكرًا اياه بما يجب أن يفعله، لذا قال بصوت أجش بارد:

-عندك حق، بس دي حاجة بينك وبين ابوكي انا مليش دخل بيها، انا ليا دية هتتدفع يعني هتتدفع.

شددت على كلماتها بغيظ شديد:

-وانا مالي بالدية دي؟

قابله هو بثبات جاف حين استطرد:

-ليكي إنك بنته ولازم تتحملي اخطاء ابوكي.

حينها انفلتت اعصابها فهدرت فيه بانفعال:

-يعني هتتجوز واحدة غصب عنها وانت متأكد إنها مش طايقاك ولا عمرها هتطيقك؟

بلحظة احترقت غابات العاطفة في عينيه لتصبح نيران غضب أثارت ذرات خوف داخلها، ومن ثم صدح صوته قاسيًا صارمًا:

-اولًا مش آدم السيوفي اللي ست تعلي صوتها عليه.

ثم اقترب منها حتى أصبح امامها مباشرةً، سوداوتاه تغوص في عمق بندقيتاها وهو يسترسل بخشونة :

-ثانيًا لسانك الحلو دا لازم يتلم قدامي احسنلك، لولا إن انتي لسه ماتعرفينيش كنتي هتلاقي مني رد فعل تاني خالص.

غمغمت من بين أسنانها بغضب نافذ:

-انت إنسان……

ولكنها قطعت حديثها حين زمجر فيها بشراسة:

-اياكِ، لو فيكي ذرة عقل هتفكري ألف مرة قبل ما تغلطي معايا الغلطة دي.

رغمًا عنها فرض القلق بساطه على لسانها المنطلق ليلجمه، فأضاف هو بجمود:

-انا خلصت كلامي مع ابوكي وبكرا هاخد رده.

ثم استدار وغمغم ببرود به لمحة شقاوة:

-سلام يا سندريلا اقابلك في كتب الكتاب بقى.

 

*****

 

وبالفعل، خلال الايام التالية تعرضت ليلى لضغوطات لا توصف من والدها، وظنت أنها قادرة على تخطيها ولكنها فشلت، كما أن قلقها على حياة والدها ساهم في زيادة ضغوطاتها..

وبالنهاية رضخت للزواج من ذلك المقيت “آدم”.. ربما هو ليس مقيت تمامًا ولكنه دخل لحياتها عبر البوابة الخاطئة!

 

سرعان ما حن يوم عقد القران، كانت ليلى في غاية التوتر وهي تقف أمام المرآة في غرفتها، تشعر بأنها تعيش كابوس لا تستطيع الاستيقاظ منه، كل شيء يحدث بسرعة وكأنها تُدفع الى طريق لم تختره!

 

أمسكت بأطراف فستانها الابيض الرقيق وهي تتنهد بقوة في محاولة لاستجماع نفسها..

ثم خرجت مع والدها الى الحفل الصغير المقام في حديقة منزلهم لإعلان زواجهما.. ثم رأت يونس، او “آدم” كما تظنه.. كان يقف بوقار مرتديًا بدلة سوداء انيقة زادته وسامة، وعينيه السوداوين تراقبانها بشغف ظنت أنها تتوهمه!

امسك بيدها الناعمة في قبضته العريضة ثم قبل جبينها قبلة عميقة حانية ارسلت قشعريرة لكامل جسدها..

ثم همس لها بصوت خفيض مشاكسًا:

-إيه اول مرة تشوفي عريس مضطر يتجوز ولا إيه؟

رفعت حاجبيها معًا في غيط قائلة:

-انت مضطر؟ طب حلو اوي، نلغي الفرح دا ونمشي بقى.

ضحك يونس بخفة فتابعت من بين اسنانها بحنق بدا له لذيذ:

-إيه يا مضطر شايفاك مستمتع اوي؟

ضحك أكثر بخفوت وهما يسيران نحو طاولة عقد القران، ثم همس لها بمكر:

-لا، أنا بس مستمتع بفكرة إنك عروسة ولسه بتفكري في القتل في نفس اللحظة.

 

صمت مدحت بعدما لم يجد حجة أخرى يطرحها أمام يونس الذي صلب وجهه وعينيه القاسية في رسالة واضحة أنه لن يقبل الرفض ردًا… فيما نهض يونس متابعًا ببرود: -معاك وقت لحد بكره تفكر وترد عليا، ولو فكرت تعمل حاجة من ورايا وديني وما أعبد لأخليك تندم على اليوم اللي اتولدت فيه وتعرف مين هو آدم السيوفي.   خرج يونس من المنزل يتبختر في زهو تحت انظار مدحت، وما أن وصل للحديقة الخارجية التي تفصل بينه وبين الباب حتى سمع صوت انثوي يوقفه، لا يمكنه أن يُخطئ تخمين صاحبته: -انت يا استاذ. للحظات تجمد مكانه عاجزًا عن تحريك جسده حين اخترق شغاف قلبه صوتها الرنان كأعذوفة تاق لها كل إنش به حد الاحتراق. ثم استدار لها ببطء يشملها بنظراتٍ شغوفة لم تنته لها حين باغتته بهجومها الناري عليه: -هو انت مفكر إنك هتيجي ترمي كلمتين تهديد وهنقولك سمعًا وطاعة وتمشي عادي كدا مفيش حد هيقفلك؟ وضع يداه في جيب بنطاله وتسللت ابتسامة صغيرة مستمتعة لجانب فمه بينما يسألها: -ومين بقى اللي هيقفلي؟ صاحت فيه بشراسة نالت استحسانًا من عينيه التي تخضبت بمشاعر شتى: -أنا اللي هقفلك، أنا لا يمكن اوافق على الجنان اللي أنت قولته لبابا دا. سألها بشيء من التهكم الذي تظلل بإعجابه الجلي: -ليه مش قد المقام ولا إيه يا سندريلا؟ غمغمت باستنكار: -سندريلا؟ فأومأ برأسه مؤكدًا ببساطة وبنغمة صوته العميقة التي رن بها العبث: -اه سندريلا، طالعالي بفستان ازرق منفوش والجزمة اتكعبلت واتقلعت منك وانتي ماشية، ناقص ترقصي معايا رقصة رومانسية قبل ما الساعة تيجي ١٢. تضاربت الاشارات في عقل “ليلى” ، ما بين صدمة من رده الفكاهي الغير متوقع وشيء من الاستحسان للعبث اللذيذ الذي يقطر منه. ولكنها سرعان ما طردت كل ذلك من نوافذ عقلها وعادت
لهجومها من جديد: -انت مجنون؟ رسم ابتسامة سمجة على وجهه وهو يرد: -بيقولوا. راحت تتشدق بعنفوان تناسب مع احتداد عينيها البندقيتين الشهيتين: -طب اسمع بقى، انا الجنان دا مش هينفع معايا خالص وجواز مش هاتجوزك حتى لو السما اتطربقت على الارض. رفع كلا حاجبيه وهو يسألها في استفزاز متعمد وكأنه يريد اغضابها للاستمتاع به: -هتضحي بأبوكي بالسهولة دي؟ ماكنتش اتوقع بصراحة. كانت نبرتها تزامنًا مع نظراتها تقطران ازدراءًا وهي تصارحه بشجاعة تستحق الاعجاب: -والله ابويا ماخدش رأيي لما اشتغل في شغل شمال مع ناس زيك. وقعت عيناه على والدها الذي ظهر في الخلفية عن بُعد يستمع لحوارهما، فانتفض عقله بالادراك مذكرًا اياه بما يجب أن يفعله، لذا قال بصوت أجش بارد: -عندك حق، بس دي حاجة بينك وبين ابوكي انا مليش دخل بيها، انا ليا دية هتتدفع يعني هتتدفع. شددت على كلماتها بغيظ شديد: -وانا مالي بالدية دي؟ قابله هو بثبات جاف حين استطرد: -ليكي إنك بنته ولازم تتحملي اخطاء ابوكي. حينها انفلتت اعصابها فهدرت فيه بانفعال: -يعني هتتجوز واحدة غصب عنها وانت متأكد إنها مش طايقاك ولا عمرها هتطيقك؟ بلحظة احترقت غابات العاطفة في عينيه لتصبح نيران غضب أثارت ذرات خوف داخلها، ومن ثم صدح صوته قاسيًا صارمًا: -اولًا مش آدم السيوفي اللي ست تعلي صوتها عليه. ثم اقترب منها حتى أصبح امامها مباشرةً، سوداوتاه تغوص في عمق بندقيتاها وهو يسترسل بخشونة : -ثانيًا لسانك الحلو دا لازم يتلم قدامي احسنلك، لولا إن انتي لسه ماتعرفينيش كنتي هتلاقي مني رد فعل تاني خالص. غمغمت من بين أسنانها بغضب نافذ: -انت إنسان…… ولكنها قطعت حديثها حين زمجر فيها بشراسة: -اياكِ، لو فيكي ذرة عقل هتفكري ألف مرة قبل ما تغلطي معايا الغلطة دي. رغمًا عنها فرض القلق بساطه على لسانها المنطلق ليلجمه، فأضاف هو بجمود: -انا خلصت
كلامي مع ابوكي وبكرا هاخد رده. ثم استدار وغمغم ببرود به لمحة شقاوة: -سلام يا سندريلا اقابلك في كتب الكتاب بقى.   *****   وبالفعل، خلال الايام التالية تعرضت ليلى لضغوطات لا توصف من والدها، وظنت أنها قادرة على تخطيها ولكنها فشلت، كما أن قلقها على حياة والدها ساهم في زيادة ضغوطاتها.. وبالنهاية رضخت للزواج من ذلك المقيت “آدم”.. ربما هو ليس مقيت تمامًا ولكنه دخل لحياتها عبر البوابة الخاطئة!   سرعان ما حن يوم عقد القران، كانت ليلى في غاية التوتر وهي تقف أمام المرآة في غرفتها، تشعر بأنها تعيش كابوس لا تستطيع الاستيقاظ منه، كل شيء يحدث بسرعة وكأنها تُدفع الى طريق لم تختره!   أمسكت بأطراف فستانها الابيض الرقيق وهي تتنهد بقوة في محاولة لاستجماع نفسها.. ثم خرجت مع والدها الى الحفل الصغير المقام في حديقة منزلهم لإعلان زواجهما.. ثم رأت يونس، او “آدم” كما تظنه.. كان يقف بوقار مرتديًا بدلة سوداء انيقة زادته وسامة، وعينيه السوداوين تراقبانها بشغف ظنت أنها تتوهمه! امسك بيدها الناعمة في قبضته العريضة ثم قبل جبينها قبلة عميقة حانية ارسلت قشعريرة لكامل جسدها.. ثم همس لها بصوت خفيض مشاكسًا: -إيه اول مرة تشوفي عريس مضطر يتجوز ولا إيه؟ رفعت حاجبيها معًا في غيط قائلة: -انت مضطر؟ طب حلو اوي، نلغي الفرح دا ونمشي بقى. ضحك يونس بخفة فتابعت من بين اسنانها بحنق بدا له لذيذ: -إيه يا مضطر شايفاك مستمتع اوي؟ ضحك أكثر بخفوت وهما يسيران نحو طاولة عقد القران، ثم همس لها بمكر: -لا، أنا بس مستمتع بفكرة إنك عروسة ولسه بتفكري في القتل في نفس اللحظة.  
تم نسخ الرابط