ظل العاشق

مال نحوها هامسًا بنبرة صبيانية شقية:
-واضح إني عندي لمسة سحرية مش قادرة تقاوميها.
قطبت جبينها وهي تنظر إليه بحدة، لكنه فقط يبتسم لها ببراءة مصطنعة.. ثم اضافت بحنق:
-تموت وتشكر في نفسك في اي فرصة، متواضع اوي.
-جدًا، المهم يعني هنكمل الزعل، ولا هنعمل معاهدة سلام يا سندريلا؟
همست ليلى شاردة بتنهيدة عميقة حملت في طياتها الكثير:
-أنت غريب أوي.
فغمزها بطرف عينه بعبث لذيذ:
-ما دا اللي بيخليني مميز.
كانت تحدق به بتدقيق لأول مرة؛ تحاول تحليل تصرفاته، لكنه كالعادة… يجيد إخفاء ما لا يريد أن تراه..
لكن السؤال الحقيقي بدأ يتشكل في عقلها الآن… كيف له أن يُشبه يونس لهذه الدرجة؟ هل لهذا تشعر بهذا التآلف السريع معه؟! أم أن هناك شيئًا آخر لم تكتشفه بعد؟
*****
مرت فترة اخرى كان فيها كل شيء في علاقتها بـ يونس يسير في الطريق الصحيح نوعًا ما، ولكن رغم ذلك لا زالت ليلى لم تنسى ذلك الشعور المُريب أن هناك شيء غريب لم تفهمه بعلاقتها بـ آدم، حتى أنه لم ينتقم منها ابدًا او يتعامل معها كـ دية كما كان يدَّعي سابقًا…
اما “يونس” فكان في وضع حدث ولا حرج، حُشر في المأزق الذي لطالما خشي أن يُحشر فيه، ولم يستطع معرفة العمل المطلوب منه تنفيذه، كما أن مساعد آدم الحقيقي لم يعلم ايضًا، وكأن آدم السيوفي قرر ترك فخ له حتى بعد وفاته!
كما أنه لاحظ أنه قد أصبح مُراقب، وربما يلاحقونه مَن كانوا يلاحقوه بهويته الحقيقية ليتأكدوا من وفاته..
لهذا كان يجب عليه أن يجد اي شيء يُدين تلك الشياطين التي تسببت في الحكم عليه بالسجن المؤبد رغم أنه كان بريئًا، كان مجرد طبيب شرعي نزيه رفض التغطية على جرائمهم فكان عقابهم قاسيًا
لذلك قرر يونس أن يستغل شخصية “آدم السيوفي” وأن يذهب الى ذلك الرجل الذي أمر بعقابه سابقًا بعد رفضه، وتفاوض معه ليعطيه صفقة سلاح كبيرة علم أنه يُعد لها، بحجة أنه كاد يتسبب في مقتله حين اراد قتل ذلك الطبيب “يونس” الذي كان معه في السيارة..
والآخر كان في فترة حرجة ومهمة في حياته المهنية الدنيئة، فكما علم؛ الشرطة تضعه تحت المراقبة، لذلك لم يريد اي عداوات خاصةً مع شخص شرس كـ “آدم السيوفي”…
فوافق على جعله شريك في تلك الصفقة، ويونس بالطبع خلق تعاون سري مع الشرطة للقبض على رأس الثعبان الكبرى..
وفي يوم العملية كان المكان المنشود للتسليم مُلبد بالرجال، شعر يونس بالقلق يراوده ولكنه كان مجبرًا على خوض تلك المغامرة.
وحين بدأ التسليم فجأة عَلت سرينة سيارة الشرطة معلنة وصولهم، وكان يونس يشاهد حالة الهرج والمرج التي اصبحوا عليها باستمتاع انتقامي، نظر له ذلك الرجل بحقد مرددًا:
-غدرت بيا انا يا آدم يا سيوفي، وديني ما هسيبك.
كاد يونس ينطق بتشفي:
-انا مش آآ…..
ولكن الاخر لم يعطه فرصة حيث انتشل سلاح من الرجل المجاور له الذي كان يركض معه، وأطلق الرصاص نحو يونس الذي ركض هو الاخر ولكن لسوء حظه طالت الرصاصة ذراعه مخترقة إياه..
فسقط ارضًا يتألم بشدة، ثم ساعده بعض رجال الشرطة على المغادرة، ونقلوه سريعًا الى المستشفى، التي ما أن استفاق فيها حتى تذكر حبيبة القلب ومعذبته “ليلى” التي كانت في المنزل بمفردها والباب مُغلق عليها من الخارج بسبب خوفه عليها من احتمالية هجوم اي شخص على المنزل، والآن وهو قد تأخر عليها كثيرًا…
لذا غادر المستشفى على عجالة غير مهتم برفض الطبيب لمغادرته السريعة رغم عدم مرور الكثير من الوقت على معالجة جرحه.
في ذات الوقت حين كانت ليلى تجلس وحيدة في المنزل، أتاها اتصال هاتفي من والدها “مدحت” فأجابته بهدوء:
-ايوه يا بابا ازيك.
قال متعجلًا:
-الحمدلله، انتي في البيت يا ليلى؟
اجابته في استغراب:
-ايوه ليه في حاجة ولا إيه؟
اخبرها مسرعًا
-طب قومي بسرعة اقلبي الشقة على اي حاجة نقدر نستخدمها ضد آدم عشان لو فلت منهم نستخدمها ويطلقك وتخلصي منه.
عقدت ما بين حاجبيها متعجبة وهي تستفسر منه:
-مش فاهمة اشمعنا دلوقتي قررت كدا؟
-عشان هو دلوقتي اتمسك وهو بيسلم صفقة سلاح.
سألته بلسان ثقيل من الصدمة:
-إيه ؟! انت متأكد يا بابا؟
-ايوه، ويا اما البوليس هيسجنه يا اما هو متفق مع البوليس وساعتها عاصم مش هيسيبه يعيش بعد ما غدر بيه.
زلزال عنيف فزع هو ما اصاب قلبها الذي اكتشفت للتو أنه غارق حد الثمالة في عشق مالكه!
انتبهت لوالدها حين ناداها منبهًا اياها:
-سامعاني يا ليلى؟ يلا ماتضيعيش وقت.
-سامعاك يا بابا، حاضر.
اغلقت الاتصال ونهضت كالمنومة مغناطيسيًا تبحث عن اي شيء يُدلي بأي معلومات عن آدم، ولكنه لم يكن بنية الغدر كما يريد والدها، بل بنية الفضول لمعرفة كل شيء يُخفيه.. ولا تدري ما الذي ستفعله مع والدها، وهل تريد مواصلة حياتها فعليًا مع آدم رغم كل التعقيدات الموجودة بينهما؟!
ولكنها لم تجد اي شيء، وحين فكرت أن تغادر المنزل لتذهب لوالدها علها تستطع التحدث معه بأريحية، اكتشفت أن آدم اغلق الباب عليها، اي انها فعليًا سجينة هذا المنزل!
*****
بعد فترة حين وصل يونس للمنزل وفتح الباب، هجمت عليه تضربه بعشوائية ليلى التي كانت ترقد خلف الباب كلبؤة شرسة تزمجر:
-انت ازاي تحبسني هنا زي ال….
فقاطعها يونس صارخًا بألم:
مال نحوها هامسًا بنبرة صبيانية شقية: -واضح إني عندي لمسة سحرية مش قادرة تقاوميها. قطبت جبينها وهي تنظر إليه بحدة، لكنه فقط يبتسم لها ببراءة مصطنعة.. ثم اضافت بحنق: -تموت وتشكر في نفسك في اي فرصة، متواضع اوي. -جدًا، المهم يعني هنكمل الزعل، ولا هنعمل معاهدة سلام يا سندريلا؟ همست ليلى شاردة بتنهيدة عميقة حملت في طياتها الكثير: -أنت غريب أوي. فغمزها بطرف عينه بعبث لذيذ: -ما دا اللي بيخليني مميز. كانت تحدق به بتدقيق لأول مرة؛ تحاول تحليل تصرفاته، لكنه كالعادة… يجيد إخفاء ما لا يريد أن تراه.. لكن السؤال الحقيقي بدأ يتشكل في عقلها الآن… كيف له أن يُشبه يونس لهذه الدرجة؟ هل لهذا تشعر بهذا التآلف السريع معه؟! أم أن هناك شيئًا آخر لم تكتشفه بعد؟ ***** مرت فترة اخرى كان فيها كل شيء في علاقتها بـ يونس يسير في الطريق الصحيح نوعًا ما، ولكن رغم ذلك لا زالت ليلى لم تنسى ذلك الشعور المُريب أن هناك شيء غريب لم تفهمه بعلاقتها بـ آدم، حتى أنه لم ينتقم منها ابدًا او يتعامل معها كـ دية كما كان يدَّعي سابقًا… اما “يونس” فكان في وضع حدث ولا حرج، حُشر في المأزق الذي لطالما خشي أن يُحشر فيه، ولم يستطع معرفة العمل المطلوب منه تنفيذه، كما أن مساعد آدم الحقيقي لم يعلم ايضًا، وكأن آدم السيوفي قرر ترك فخ له حتى بعد وفاته! كما أنه لاحظ أنه قد أصبح مُراقب، وربما يلاحقونه مَن كانوا يلاحقوه بهويته الحقيقية ليتأكدوا من وفاته.. لهذا كان يجب عليه أن يجد اي شيء يُدين تلك الشياطين التي تسببت في الحكم عليه بالسجن المؤبد رغم أنه كان بريئًا، كان مجرد طبيب شرعي نزيه رفض التغطية على جرائمهم فكان عقابهم قاسيًا