اللى إتكسر

اللى إتكسر
اللى إتكسر

سمعت مرة أخرى رسالة صوتية يخبرها هاتفها انها وصلت اليها .. لم تعد تهتم .. اغلقت عينيها لتنام دون حتى ان تفتحها ..

وقف طارق امام الحائط وهو يدق مسمارا أخر فى الحائط .. كان يضع فى تلك المرة  صورة له امام سيارة فارهة .. كانت علا تجلس على كنبه بالقرب منه وبجانبها جومانة التى اصبحت فى سن السابعة  .. انتهى طارق من وضع برواز الصورة وابتعد قليلا وهو ينظر الى الصورة باعجاب ثم اقترب من علا وجومانة وهو ينظر لها متسائلا باستغراب

_ مش غريبة انك لغاية دلوقت مقولتليش مبروك ع العربية الجديدة .. ده زمايلى فى الشغل كانوا هيتجننوا عليها

نظرت له بغضب

_ انت مقولتليش ليه انك هتجيب عربية جديدة ؟

بعد نظره عنها وعاد لينظر الى السيارة ويحرك يده على صورتها باعتزاز

_ كنتى هتعملى زى ما بتعملى كل مرة .. هتقوليلى خسارة الفلوس وورانا مصاريف وكده تاخد كل اللى محوشينه وتجيب عربيه  .. لو قولتلك مكنتش عملت حاجه زى كل مرة

ردت بغضب

_هو عيب انى اخاف على فلوسنا ؟

التفت لها وهو يرد بحسم

_ فلوسى مش فلوسنا

كلمته لها كانت صادمة فهى لم تتوقع هذا الرد فخرج صوتها الغاضب منكسر مبحوح وكأنه لا يريد الخروج من فمها من الاصل

_ هو انا مش مراتك وانا وبنتك لينا حق فى الفلوس دى

هتف فيها بغضب شديد حتى افزع صوته ابنته ا

_ انتى هتورثينى وانا عايش ..

أمسكها من ذراعها بقوة

_ انا باصرف على البيت ومكفيه من كل حاجه .. غير كده ملكيش حق تتدخلى فى اى حاجه اعملها او اى قرار اخده

أفلتت علا ذراعها من بين يديه بصعوبة وهى تنظر له بغضب ثم تركته واتجهت الى غرفتها ..

جلست على فراشها تبكى .. من هذا الرجل الموجود فى صالة منزلها ؟.. لم يكن هذا هو طارق زوجها .. لم يتبدل فقط مع الوقت ولكنه اصبح اكثر شراسة وجحودا .. مازالت تشعر بأصابعه التى غرسها فى معصمها .. كان كحيوان مفترس ينشب اظافره فى جسد ضحيته .. لا تستطيع ان تصدق ان هذا هو طارق الذى احبته .. ليس هو طارق الذى كان يخاف عليها ويرفق بقلبها .. لهجته الحادة كانت اقوى من احتمالها .. ما هى الا دقائق ووجدته يفتح باب الغرفة ويدخل مقتربا منها .. كان يبدو على وجهه انه شعر بحجم الخطأ الذى ارتكبه فى حقها .. اقترب منها وهى تجلس منكمشة فى مكانها تبكى وربت على كتفها وهو يبتسم لها معتذراً

_معلش انا اتنرفزت زيادة شويه ..

نظرت له بعينين دامعتين

_ شوية ؟

ابتسم لها

_ لا مش شوية .. بصراحة كتير .. بس غصب عنى انتى عارفة اليومين دول عندى ضغط كبير فى الشغل

ابتسمت بسخرية

_ كنت زمان بتعيب على الرجالة اللى بتقول الكلام ده .. وكنت بتقول المفروض الراجل مينقلش مشاكل الشغل للبيت .. لان مراته ملهاش ذنب فى اللى حصله فى شغله

ابتسم لها بحب

_ يعنى لما اكون تعبان ومتضايق مين اللى يستحملنى ؟

لمعت الدموع فى عينيها

_ وانا لما أكون تعبانة ومتضايقة مين اللى يستحملنى ؟

_ خلاص بقى حقك عليا .. انتى عندك حق المفروض منقلش ضغط الشغل ليكم هنا فى البيت .. انتى برضو ملكيش ذنب فى اللى بيحصل معايا فى شغلى ..يلا بقى قومى اغسلى وشك واعمليلنا الشاى .. يلا بقى بلاش دلع

لم تستطع ان تكمل فى غضبها منه .. فالرجال يعرفون ان النساء لديهم قدرة كبيرة على التسامح وهم يستطيعون استغلالها جيدا .. فما هى الا دقائق وكانت تجلس معه فى الصالة بعد ان قامت بإعداد الشاى وبعض البسكويت ايضا من اجل ارضائه فى تلك المناسبة التى اعلن منذ وقت قصير انها تخصه وحده فقط وان تلك امواله وهو حر التصرف فيها ..

أصبح طارق فى الفترة الاخيرة اكثر انشغالا بالعمل .. كان يعتذر عن الغداء او العشاء او كليهما من اجل العمل .. لم تكن علا تستطيع التعقيب على ذلك فأى جملة ستقولها لتظهر معاناتها من هذا سيكون ردها انه يعمل ولا احد يستطيع اللوم عليه انه يعمل من اجل ان يكفى احتياجات منزله .. وانه يعمل من اجل ان يحقق لهم حياة أفضل .. وان عليها ان تكتفى ان زوجها يرهق نفسه فى العمل من اجلها ومن اجل ابنتها .. تلك الردود سابقة التجهيز لا تستطيع المرأة الصمود أمامها كثيرا .. فأياً كانت وجهة نظرها فهى ظالمة ومتجنية على زوجها ولا تشعر بحجم معاناته ولا تقدر تعبه واخلاصه من اجل اسرته ..

جلست علا مع ابنتها جومانة تتناول وجبة العشاء بعد اعتذار طارق الذى اخبرها انه سيتناول عشاءه فى المكتب حتى يتمم بعض العمل .. كانت تجلس وهى تثبت نظرها على الحائط الذى كان يحمل ذكرياتهما معا .. بدئا من صورة زفافهما الكبيرة معا مرورا ببعض الصور لطفلتهما وصور لهما معها .. حتى اصبحت الصور بعد ذلك تكون لطارق وحده او مع ابنته فقط .. صورة له مع سيارته .. صوره له امام مشروعه الجديد .. صورة له اثناء سفره فى رحلة عمل .. اصبحت مع الوقت مستبعدة حتى من اطارات براويزه المعلقة على الحائط الذى كان فى البداية صنيعتهما معا .. اخرجتها من افكارها تلك جومانة ابنتها التى نظرت اليها متسائلة ببراءة

_ ماما هو بابا مجاش يتعشى معانا ليه النهاردة ؟

_ عنده شغل يا حبيبتى

_ هو بيشتغل ليه ؟

ضحكت لسؤال ابنتها البريء

_ وهو ده سؤال برضو يا جومانة .. بيشتغل عشانا

_وازاى بيشتغل عشانا ويسيبنا وميجيش يتعشى معانا ؟؟

كان سؤال جومانة رغم براءته الا انه كان له معانى كثيرة داخل نفس علا .. فما هى الفائدة من توفير جميع الاحتياجات المادية والتغاضى عن وجود طارق معهما .. ليس معنى ذلك ان يتوقف عن العمل .. لكن الغرق فى بحر الاحتياجات والمطالب المادية والنجاح العملي ونسيان دوره مع عائلته امر سيء .. ليس من وجهة نظرها هى فقط .. فطارق نفسه كان يهاجم فى بداية زواجهما الرجل الذى ينغمس فى العمل تاركا اسرته خلفه .. كان يرى ان الرجل عليه ان يوازن بين وجوده فى العمل وبين وجوده مع اسرته التى تحتاج اليه كزوج وكأب .. ولكن يبدو انه كما قالت لها السيدة التى قابلتها فى عيادة الطبيب من قبل .. بعد شهرين من الزواج شيء وبعد عشر سنوات شيء أخر ..

دخلت الى غرفتها لتنام .. لم يأتى طارق على العشاء .. ولم يأتى حتى فى ساعات الليل المتأخرة بل شعرت به وهو يدخل الى غرفة النوم فى الساعات الاولى من الصباح .. دخل الى الغرفة وغير ملابسه الى ملابس النوم واتخذ مكانه فى الفراش ونام ليأتى الصباح ويخرج مرة أخرى .. لا تستطيع التعليق على ما يفعله .. تذكرت عندما علقت من قبل بجملة عفوية فى غداء كان يحضره والده ووالدته لديهم فى المنزل .. جملة واحدة صدرت منها مازحة عندما قالت ان طارق اصبح يعيش فى الشركة اكثر مما يعيش فى المنزل .. نظرت وقتها والدته لها بغضب وهى تهتف فيها

_ مش كفاية انه تاعب نفسه ليل ونهار عشانكم .. يعنى كل ده وفى الاخر بتتريقى

سمعت مرة أخرى رسالة صوتية يخبرها هاتفها انها وصلت اليها .. لم تعد تهتم .. اغلقت عينيها لتنام دون حتى ان تفتحها .. وقف طارق امام الحائط وهو يدق مسمارا أخر فى الحائط .. كان يضع فى تلك المرة  صورة له امام سيارة فارهة .. كانت علا تجلس على كنبه بالقرب منه وبجانبها جومانة التى اصبحت فى سن السابعة  .. انتهى طارق من وضع برواز الصورة وابتعد قليلا وهو ينظر الى الصورة باعجاب ثم اقترب من علا وجومانة وهو ينظر لها متسائلا باستغراب _ مش غريبة انك لغاية دلوقت مقولتليش مبروك ع العربية الجديدة .. ده زمايلى فى الشغل كانوا هيتجننوا عليها نظرت له بغضب _ انت مقولتليش ليه انك هتجيب عربية جديدة ؟ بعد نظره عنها وعاد لينظر الى السيارة ويحرك يده على صورتها باعتزاز _ كنتى هتعملى زى ما بتعملى كل مرة .. هتقوليلى خسارة الفلوس وورانا مصاريف وكده تاخد كل اللى محوشينه وتجيب عربيه  .. لو قولتلك مكنتش عملت حاجه زى كل مرة ردت بغضب _هو عيب انى اخاف على فلوسنا ؟ التفت لها وهو يرد بحسم _ فلوسى مش فلوسنا كلمته لها كانت صادمة فهى لم تتوقع هذا الرد فخرج صوتها الغاضب منكسر مبحوح وكأنه لا يريد الخروج من فمها من الاصل _ هو انا مش مراتك وانا وبنتك لينا حق فى الفلوس دى هتف فيها بغضب شديد حتى افزع صوته ابنته ا _ انتى هتورثينى وانا عايش .. أمسكها من ذراعها بقوة _ انا باصرف على البيت ومكفيه من كل حاجه .. غير كده ملكيش حق تتدخلى فى اى حاجه اعملها او اى قرار اخده أفلتت علا ذراعها من بين يديه بصعوبة وهى تنظر له بغضب ثم تركته واتجهت الى غرفتها ..
جلست على فراشها تبكى .. من هذا الرجل الموجود فى صالة منزلها ؟.. لم يكن هذا هو طارق زوجها .. لم يتبدل فقط مع الوقت ولكنه اصبح اكثر شراسة وجحودا .. مازالت تشعر بأصابعه التى غرسها فى معصمها .. كان كحيوان مفترس ينشب اظافره فى جسد ضحيته .. لا تستطيع ان تصدق ان هذا هو طارق الذى احبته .. ليس هو طارق الذى كان يخاف عليها ويرفق بقلبها .. لهجته الحادة كانت اقوى من احتمالها .. ما هى الا دقائق ووجدته يفتح باب الغرفة ويدخل مقتربا منها .. كان يبدو على وجهه انه شعر بحجم الخطأ الذى ارتكبه فى حقها .. اقترب منها وهى تجلس منكمشة فى مكانها تبكى وربت على كتفها وهو يبتسم لها معتذراً _معلش انا اتنرفزت زيادة شويه .. نظرت له بعينين دامعتين _ شوية ؟ ابتسم لها _ لا مش شوية .. بصراحة كتير .. بس غصب عنى انتى عارفة اليومين دول عندى ضغط كبير فى الشغل ابتسمت بسخرية _ كنت زمان بتعيب على الرجالة اللى بتقول الكلام ده .. وكنت بتقول المفروض الراجل مينقلش مشاكل الشغل للبيت .. لان مراته ملهاش ذنب فى اللى حصله فى شغله ابتسم لها بحب _ يعنى لما اكون تعبان ومتضايق مين اللى يستحملنى ؟ لمعت الدموع فى عينيها _ وانا لما أكون تعبانة ومتضايقة مين اللى يستحملنى ؟ _ خلاص بقى حقك عليا .. انتى عندك حق المفروض منقلش ضغط الشغل ليكم هنا فى البيت .. انتى برضو ملكيش ذنب فى اللى بيحصل معايا فى شغلى ..يلا بقى قومى اغسلى وشك واعمليلنا الشاى .. يلا بقى بلاش دلع لم تستطع ان تكمل فى غضبها منه .. فالرجال يعرفون ان النساء لديهم قدرة
كبيرة على التسامح وهم يستطيعون استغلالها جيدا .. فما هى الا دقائق وكانت تجلس معه فى الصالة بعد ان قامت بإعداد الشاى وبعض البسكويت ايضا من اجل ارضائه فى تلك المناسبة التى اعلن منذ وقت قصير انها تخصه وحده فقط وان تلك امواله وهو حر التصرف فيها .. أصبح طارق فى الفترة الاخيرة اكثر انشغالا بالعمل .. كان يعتذر عن الغداء او العشاء او كليهما من اجل العمل .. لم تكن علا تستطيع التعقيب على ذلك فأى جملة ستقولها لتظهر معاناتها من هذا سيكون ردها انه يعمل ولا احد يستطيع اللوم عليه انه يعمل من اجل ان يكفى احتياجات منزله .. وانه يعمل من اجل ان يحقق لهم حياة أفضل .. وان عليها ان تكتفى ان زوجها يرهق نفسه فى العمل من اجلها ومن اجل ابنتها .. تلك الردود سابقة التجهيز لا تستطيع المرأة الصمود أمامها كثيرا .. فأياً كانت وجهة نظرها فهى ظالمة ومتجنية على زوجها ولا تشعر بحجم معاناته ولا تقدر تعبه واخلاصه من اجل اسرته .. جلست علا مع ابنتها جومانة تتناول وجبة العشاء بعد اعتذار طارق الذى اخبرها انه سيتناول عشاءه فى المكتب حتى يتمم بعض العمل .. كانت تجلس وهى تثبت نظرها على الحائط الذى كان يحمل ذكرياتهما معا .. بدئا من صورة زفافهما الكبيرة معا مرورا ببعض الصور لطفلتهما وصور لهما معها .. حتى اصبحت الصور بعد ذلك تكون لطارق وحده او مع ابنته فقط .. صورة له مع سيارته .. صوره له امام مشروعه الجديد .. صورة له اثناء سفره فى رحلة عمل .. اصبحت مع الوقت مستبعدة حتى من اطارات براويزه المعلقة على الحائط الذى كان فى البداية صنيعتهما معا .. اخرجتها من افكارها تلك جومانة ابنتها التى نظرت اليها متسائلة ببراءة _ ماما هو بابا مجاش يتعشى معانا ليه النهاردة ؟ _ عنده شغل يا حبيبتى _ هو بيشتغل ليه ؟ ضحكت لسؤال ابنتها البريء _ وهو ده سؤال برضو يا جومانة .. بيشتغل عشانا _وازاى بيشتغل عشانا ويسيبنا وميجيش يتعشى معانا ؟؟ كان سؤال جومانة رغم براءته الا انه كان له معانى كثيرة داخل نفس علا .. فما هى الفائدة من توفير جميع الاحتياجات المادية والتغاضى عن وجود طارق معهما .. ليس معنى ذلك ان يتوقف عن العمل .. لكن الغرق فى بحر الاحتياجات والمطالب المادية والنجاح العملي ونسيان دوره مع عائلته امر سيء .. ليس من وجهة نظرها هى فقط .. فطارق نفسه كان يهاجم فى بداية زواجهما الرجل الذى ينغمس فى العمل تاركا اسرته خلفه .. كان يرى ان الرجل عليه ان يوازن بين وجوده فى العمل وبين وجوده مع اسرته التى تحتاج اليه كزوج وكأب .. ولكن يبدو انه كما قالت لها السيدة التى قابلتها فى عيادة الطبيب من قبل .. بعد شهرين من الزواج شيء وبعد عشر سنوات شيء أخر .. دخلت الى غرفتها لتنام .. لم يأتى طارق على العشاء .. ولم يأتى حتى فى ساعات الليل المتأخرة بل شعرت به وهو يدخل الى غرفة النوم فى الساعات الاولى من الصباح .. دخل الى الغرفة وغير ملابسه الى ملابس النوم واتخذ مكانه فى الفراش ونام ليأتى الصباح ويخرج مرة أخرى .. لا تستطيع التعليق على ما يفعله .. تذكرت عندما علقت من قبل بجملة عفوية فى غداء كان يحضره والده ووالدته لديهم فى المنزل .. جملة واحدة صدرت منها مازحة عندما قالت ان طارق اصبح يعيش فى الشركة اكثر مما يعيش فى المنزل .. نظرت وقتها والدته لها بغضب وهى تهتف فيها _ مش كفاية انه تاعب نفسه ليل ونهار عشانكم .. يعنى كل ده وفى الاخر بتتريقى
تم نسخ الرابط