عكس الإتجاه

فضولية الا هذا الحد وقد كان هذا شيئا لطيفا بالنسبة له فهو قد كره ان يذكر لأى شخص أمر سجنه ويرى فى عينيه تلك النظرة الحذرة فى التعامل معه .. خرجا من المطعم وودعا بعضهما .. كان سيذهب بعدها الى المنزل ولكنه شعر انه لا يريد ان يذهب الى النوم .. تجول قليلا فى الشوارع ولكنه بعد فترة من تجوله صادف الرائد عامر .. كان هذا يوم المصادفات بالنسبة له ولكنه كان سعيد ان عامر لم يقابله وهو مع شيماء .. أخبره عامر انهم مازالوا يحققون فى قضية اختفاء تغريد وانهم بالفعل تحروا عن وجوده فى المستشفى فى تلك الليلة .. ثم توقف الرائد عامر فجأة وهو ينظر الى يونس متسائلا
_ هو انت دخلت السجن فى ايه ؟
_ واضح ان حضرتك عملت تحريات كتير عنى
ابتسم عامر بهدوء
_ دى شغلتى
ابتسم يونس بدوره
_ يبقى أكيد حضرتك عرفت انى كنت مسجون فى قضية شيكات بدون رصيد
_ عشان تضمن صاحبك
_ ايوه يعنى مش حرامى
_ هنشوف
قالها الرائد عامر وهو ينظر فى عينى يونس مباشرة وكأنه يحاول قراءة ما بداخله .. كان من الواضح انه كما قالت له أمل انه مازال على لائحة اتهام الرائد عامر ..
بعد ان تركه الرائد عامر يرحل فى طريقه تلقى يونس اتصالا من ابنه .. كان اليوم هو عيد ميلاد يونس .. لم يكن يتذكره أو لم يكن مهتم بأن يتذكره .. ولكنه تساءل بداخله هل عمرو ابنه الصغير بالفعل يتذكر يوم مولده ؟.. ام ان ذلك طريقة اعتذار من أمل عن ما قالته له فى أخر مقابلة لها معه ؟.. عادت لعبة الاستنتاجات من جديد .. لكنه فى النهاية كان
فى المساء داخل المبنى جلس يونس يتصفح الانترنت على هاتفه .. بعض اعلانات التسوق وبعض الفيديوهات المضحكة .. المنزل امامه كان يوحى له ان يجرى بحثا عن الزوجة المفقودة .. يعرف الأن ان اسمها غدير حسانين فنانة تشكيلية ليست شهيرة ولكنها معروفة وزوجها هو هشام مرزوق الذى يمتلك شركة صغيرة لأستيراد اجهزة الكمبيوتر والبرمجيات .. لم يرى اى خبر او صورة للرجل الذى رأه داخل المنزل قبل اختفاء الزوجة .. باقى الاخبار كانت عن سير التحقيقات ليس الا ولكن كل تلك الأخبار كانت تؤكد ان الشرطة حتى الأن لم تتوصل الى أى معلومات جديدة ..
فى الصباح التالى تصادف ان يقابل يونس شيماء عندما ذهب لتناول إفطاره .. جلس معها وتناولا الافطار وبعدها عرضت عليه ان تقوم بتوصيله .. اثناء وجوده مع شيماء فى سيارتها يتلقى يونس مكالمة فيديو من عمرو ورغما عنه ترى أمل التى كانت بجانب عمرو شيماء وهى بجانبه .. فى المساء اثناء وجوده فى المبنى يتلقى يونس مكالمة من أمل .. كانت فى تلك المكالمة مختلفة تماما عن لقاءاتها السابقة معه فقد كانت هادئة معه بشكل ملحوظ وحاولت الاطمئنان عليه وعلى تناوله الطعام والدواء الذى وصفه له الطبيب .. بدا له ان رؤيتها لشيماء معه كان لها مفعول السحر بالنسبة لها .. هل مازالت تحبه وتغار عليه ؟ .. ام انها استاءت فقط من وجود فتاة لا تعرفها معه ؟.. لعبة الاستنتاجات المحيرة داعبت عقله مرة أخرى .. فى تلك الاثناء لاحظ ان هناك حركة فى المبنى .. تحرك يونس بهدوء داخل المبنى محاولا ان يستكشف من الذى تسلل اليه .. كان بالفعل هناك شخص يتحرك فى المكان محاولا استكشافه .. حركته داخل المبنى كانت مريبة .. تحرك يونس بعنف اليه ولكنه فى اللحظة الاخيرة قبل ان يصيبه اكتشف انه الرائد عامر الذى اتى لرؤيته .. كان عامر فى تلك المرة اقل حدة مع يونس ولكنه كان يبدو انه يريد ان يستفيد من وجوده فى مكان قريب من منزل الزوجة المختفية .. صعد عامر مع يونس الى الطابق الثانى حيث يجلس فى العادة يونس .. أمعن عامر النظر الى المنزل المقابل ثم ابتسم دون أن يلتفت الى يونس
_ انت من موقعك ده تبقى كاشف البيت كله تقريبا
_ مش كله .. بس مرات كنت فعلا بأشوفهم وبأشوف جزء من حياتهم
اقترب منه عامر باهتمام
_ شوفت حاجة الفترة اللى فاتت دى ممكن تكون مهمة وتفيدنا فى التحقيق ؟
لم يكن يونس يريد فى البداية التدخل ولكن لهجة عامر المطمئنة جعلته يخبره عن الشخص الذى شاهده فى المنزل قبل اختفاء الزوجة ..
فى اليوم التالى ذهب يونس الى مكتب عامر ليعرض عليه بعض صور الاشخاص لعله يكون قد شاهد ايا منهم يتردد على المنزل المقابل ولكن يونس لم يتعرف على اى منهم .. بعد ان انتهى يونس واتجه ليغادر مكتب عامر تقابل مع هشام زوج غدير الذى أتى لسؤال الرائد عامر عن أى معلومات عن زوجته ..رغم انهما لم يتقابلا من قبل الا ان يونس شعر ان هشام ينظر له كأنه يعرفه .. جعله ذلك يتساءل بداخله هل كان فى اليوم الذى شاهد هشام ينظر تجاهه كان ينظر اليه بالفعل ..
فى المساء يتسلل ثلاثة شباب ملثمين الى داخل المبنى لسرقة بعض الاشياء من المبنى .. حاول يونس ان يتصدى لهم ولكنهم يقومون بالاعتداء عليه والهرب .. فى المستشفى يعرف يونس من عبيد صاحب العمل انهم هربوا دون سرقة شيء .. أثار ذلك دهشته .. هل بعد هذا الصراع المرير معه لم يحاولوا سرقة شيء .. لقد كادوا يقتلوه فلماذا تلك المغامرة منهم اذا كانوا لم يحققوا أى فائدة ..
فى اليوم التالى اثناء ذهاب يونس الى عمله كان يمر امام المنزل المقابل للمبنى الذى يعمل به .. تفاجئ يونس بهشام صاحب المنزل الذى استوقفه واثنى على شجاعته التى سمع عنها من الجميع .. كان هشام يتكلم بود شديد وطلب من يونس تناول الشاى معه .. كانت المرة الأولى الذى يدخل فيها يونس الى ذلك المنزل الذى كان يراه دائما من الجهة المقابلة .. كل تفاصيل المنزل كان يعرفها جيدا فقد ظل لأيام طويلة يتأملها سواء فى وجود هشام وتغريد او فى عدم وجودهما .. ألقى نظرة عابرة على المبنى الذى يعمل به وهو يحاول أن يتأكد من احساسه اذا كان هشام قد شاهده يومها ام لا .. وضع هشام الشاى امامه وهو يبتسم له بود
_ قوللى يا يونس .. انت من مكانك فى المبنى اللى ادامنا كان ممكن تشوفنا واحنا جوه هنا .. صح ؟
_ صح .. بس انا مكنتش بأبص عليكم
ابتسم هشام بهدوء
_ ما هو اكيد بالواجهة الازاز دى احنا كنا متوقعين ان فى ناس هتشوفنا جوه البيت .. عشان كده اوض النوم مكنتش بالشكل ده .. متقلقش يا يونس النقطة دى مكانتش شاغله بالنا خالص
زفر يونس ما فى صدره من هواء بارتياح فقد كان على عكس هشام صاحب المنزل تلك كانت هى النقطة التى تثير قلقه من ان يذكرها هشام منذ بدء حديثه معه وها هو يتجاوزها .. نظر اليه هشام باهتمام .. كانت عينيه تنطق بخوفه وقلقه على زوجته بالفعل
_ قوللى يا يونس .. انت شوفت حاجة غريبة فى الفترة اللى فاتت ؟
_ انا قولت للمباحث عن الراجل اللى كان موجود فى الفترة اللى انت مكنتش موجود فيها
كان يبدو وانه يسمع تلك المعلومة للمرة الاولى
فضولية الا هذا الحد وقد كان هذا شيئا لطيفا بالنسبة له فهو قد كره ان يذكر لأى شخص أمر سجنه ويرى فى عينيه تلك النظرة الحذرة فى التعامل معه .. خرجا من المطعم وودعا بعضهما .. كان سيذهب بعدها الى المنزل ولكنه شعر انه لا يريد ان يذهب الى النوم .. تجول قليلا فى الشوارع ولكنه بعد فترة من تجوله صادف الرائد عامر .. كان هذا يوم المصادفات بالنسبة له ولكنه كان سعيد ان عامر لم يقابله وهو مع شيماء .. أخبره عامر انهم مازالوا يحققون فى قضية اختفاء تغريد وانهم بالفعل تحروا عن وجوده فى المستشفى فى تلك الليلة .. ثم توقف الرائد عامر فجأة وهو ينظر الى يونس متسائلا _ هو انت دخلت السجن فى ايه ؟ _ واضح ان حضرتك عملت تحريات كتير عنى ابتسم عامر بهدوء _ دى شغلتى ابتسم يونس بدوره _ يبقى أكيد حضرتك عرفت انى كنت مسجون فى قضية شيكات بدون رصيد _ عشان تضمن صاحبك _ ايوه يعنى مش حرامى _ هنشوف قالها الرائد عامر وهو ينظر فى عينى يونس مباشرة وكأنه يحاول قراءة ما بداخله .. كان من الواضح انه كما قالت له أمل انه مازال على لائحة اتهام الرائد عامر .. بعد ان تركه الرائد عامر يرحل فى طريقه تلقى يونس اتصالا من ابنه .. كان اليوم هو عيد ميلاد يونس .. لم يكن يتذكره أو لم يكن مهتم بأن يتذكره .. ولكنه تساءل بداخله هل عمرو ابنه الصغير بالفعل يتذكر يوم مولده ؟.. ام ان ذلك طريقة اعتذار من أمل عن ما قالته له فى أخر مقابلة لها معه ؟.. عادت لعبة الاستنتاجات من جديد .. لكنه فى النهاية كان