سنة أولى
 
                فجأة وقد شعرت ان الهواء لا يدخل الى رئتى بشكل كاف وما هى الا لحظات وسقطت على الارض وتم نقلى الى المستشفى.. كانت مفاجأة صادمة لي عندما فتحت عيناي لأجد أمامي الطبيبة المعالجة تبتسم لي بود وهى تقول ( مبروك ) .. نظرت لها باستغراب متسائلة عن المرض الذى يبارك فيه الاطباء لمرضاهم عليه ولكن كانت الصدمة القوية عندما أخبرتنى اننى حامل .. خرجت من غرفه الكشف صامته مصدومة لا أستطيع الرد على استفسارات شيرين وماجد لي .. عدت الى المنزل وأنا مازالت أعانى من أثار الصدمة وعندما حاول ماجد أن يخفف عني عنفته وأنا أتهمه انه سبب هذا الحمل .. نظر لي مبتسما
_ ايوه ما هو ده طبيعى مش اتهام
_ لا فى الحالة اللى احنا فيها دى اتهام .. ده انا بأعانى ان بنات أفكارى مش عارفه أتلم عليهم وانا لوحدى .. اومال هأعمل ايه بقى وانا حامل
_ طب ما يمكن ربنا رايد يعوضك عن بنات أفكارك ببنات بجد
كلامه زاد من صدمتي فهتفت
_ طب وأفكارى ؟
لم يكن لديه رد عند تلك النقطة فيبدو انه كان يرحب بالفكرة .. ذهب الى عيادته وتركنى تتنازعنى الافكار .. ماذا علي ان أفعل فأنا لم أكن أستطيع الكتابة وأنا متزوجة فقط فهل سأستطيع الكتابة وأنا متزوجة وحامل أيضا .. كان الأمر يبدو فى غاية الصعوبة مما اصابنى بالتوتر والعصبية وزاد من صعوبة الامر مكالمة من هناء لاشين المنتجة التى كانت تٍسألنى عن تفاصيل المسلسل الجديد .. لم أكن لدي استعداد للكذب فأخبرتها بمنتهى الهدوء
_ مكتبتش حاجة
وبنفس قدر هدوئي ردت علي هناء بنفس الهدوء تطلب مقابلتي .. كانت متمسكة بى لأقصي درجة حتى انها
لم أجد امامي الا ان أكلم ابن خالتي النقيب عمر الاسيوطي .. عمر الذى كان يحبنى ويسعى للزواج مني ولكني تركته وتزوجت من ماجد .. جلست فى سيارة عمر الذى أصر على توصيلي الى المنزل وأنا مرتبكة .. نظرت له بحيرة لعله يعطينى اجابة تدلني على ما يجب علي فعله
_ انا فى حاجة محيرانى يا عمر ومش عارفة أخد فيها قرار
_ ايه هى ؟
_ فى حاجة محتاجة أتخلى عنها الفترة الجاية .. بس معتقدش ان ماجد هيوافق
اسعده كلامي وقد اعتقد ان ما أريد التخلى عنه هو ماجد فهتف بحماس
_ ميقدرش ميوافقش .. دى حاجة تخصك انتى وانتى اللى لازم تاخدى فيها قرار
أشعرنى حماسه بالحماس أيضا
_ يعنى انت ممكن تيجى معايا وتكلم ماجد ؟
ابتسم لي بحب
_ هو انتى لسه بتسألى ؟.. ( ثم نظر الى الطريق أمامه وكأنه يتوعد ماجد ) .. أكيد هاجى معاكى
بعد دقائق كنت اقف فى منزلى بين ماجد الذى لا يفهم لما يهتم عمر بأمر حملى وعمر الذى يعتقد اننى اريد الطلاق من ماجد وظل هذا الالتباس قائما حتى فهم عمر فى النهاية بأمر حملي ..
فى اليوم التالى جلس ماجد غاضبا وهو يتناول الافطار معي .. كنت أعرف ان حديثي عن التخلص من الطفل قد اصابه بالإحباط ولكني لم أكن لأترك احباطه يكسب تلك الجولة من احباطي الذى أشعر به منذ ان عرفت بالأمر
_ ماجد .. انا مش هاقدر أكمل فى موضوع الحمل ده .. انا لسه عندى طموحات عايزة احققها
_ ده فى الاول وفى الاخر قرارك
_ يعنى مش زعلان ؟
_ انك تكونى حامل او لا ده قرارك .. لكن انى اكون زعلان او لا ده قرارى انا
تركنى وخرج وجلست أفكر .. ولكن كان الاجهاض هو الحل الأمثل بالنسبة لي .. ارتديت ملابسي سريعا وذهبت الى المستشفى لمقابلة الطبيبة التى اخبرتنى بأمر الحمل فى اليوم السابق .. وقبل ان تبادرنى الطبيبة بـ ( مبروك ) أخرى اخبرتها اننى أريد التخلص من هذا الحمل .. وقفت الطبيبة للحظات تنظر لي دون ان ترد ثم اشارت لي ان أتبعها الى غرفة الكشف لعمل سونار أولا .. كان الأمر روتينيا بالنسبة لي ولم أبدو مهتمة ولكن الطبيبة طلبت مني ان أستمع الى صوت دقات قلب الطفل
_ لوب دوب .. لوب دوب .. لوب دوب
وكأن الحياة توقفت فجأة من حولي وأنا أستمع الى هذا الصوت .. كان شيئا غريبا لا أستطيع وصفه رغم اننى كاتبة محترفة .. كانت هناك حياة اخرى تنمو بداخلي .. انهمرت الدموع من عيني وأنا أنظر الى طبيبتي التى ابتسمت لي رغم الحزن الذى ظهر جليا فى عينيها الدامعتين
_ على فكرة انا متجوزة من سبع سنين .. ولحد دلوقت ربنا ما أرادش انى اكون حامل
سقطت الدموع من عينى الطبيبة وسقطت معها كل أفكاري عن الاجهاض الذى كانت أنوى عليه
بعد أن أنهى ماجد عمله فى عيادته عاد الى المنزل .. دخل ليجدنى أجلس فى الظلام صامتة .. أعتقد اننى قمت بالاجهاض كما أخبرته فى الصباح .. تماسك واقترب مني مبتسما وهو يحتضننى بحب
_ على فكرة انا مش زعلان .. انا لما فكرت كويس لقيت ان كان عندك حق .. احنا لسه فى بداية جوازنا .. وبعدين الحمل دلوقت هيبوظ شكلك وجسمك .. مناخيرك هتكبر وهتتخنى وتبقى زى الفيل .. وبعدين هيأثر على شغلك ويخليكى كاتبه فاشله .. عشان كده انا موافق على قرارك
نظرت له وأنا أبتسم وعيني تنهمر منها الدموع
_ انا مش هاعمل اجهاض يا ماجد وهاحتفظ بإبننا .. ( زاد بكائى وأنا أفكر فيما قاله ) .. هو أنا بجد هأبقى زى الفيل وهأبقى كاتبه فااشلة
احتضنني وهو يخفى ابتسامة ارتسمت على وجهه فلم يكن لديه ما يضيفه
بدأت فى التعايش مع فكرة انني قد اصبحت حامل .. ورغم انني كنت فى بداية الشهر الثانى من الحمل الا انني بدأت فى النفور من شكلي الجديد الذى لم يكن قد تغير فيه شئ بعد ولكنني كنت أشعر ان ملامحى قد تغيرت واننى أصبحت دميمة .. كنت أقف امام
فجأة وقد شعرت ان الهواء لا يدخل الى رئتى بشكل كاف وما هى الا لحظات وسقطت على الارض وتم نقلى الى المستشفى.. كانت مفاجأة صادمة لي عندما فتحت عيناي لأجد أمامي الطبيبة المعالجة تبتسم لي بود وهى تقول ( مبروك ) .. نظرت لها باستغراب متسائلة عن المرض الذى يبارك فيه الاطباء لمرضاهم عليه ولكن كانت الصدمة القوية عندما أخبرتنى اننى حامل .. خرجت من غرفه الكشف صامته مصدومة لا أستطيع الرد على استفسارات شيرين وماجد لي .. عدت الى المنزل وأنا مازالت أعانى من أثار الصدمة وعندما حاول ماجد أن يخفف عني عنفته وأنا أتهمه انه سبب هذا الحمل .. نظر لي مبتسما _ ايوه ما هو ده طبيعى مش اتهام _ لا فى الحالة اللى احنا فيها دى اتهام .. ده انا بأعانى ان بنات أفكارى مش عارفه أتلم عليهم وانا لوحدى .. اومال هأعمل ايه بقى وانا حامل _ طب ما يمكن ربنا رايد يعوضك عن بنات أفكارك ببنات بجد كلامه زاد من صدمتي فهتفت _ طب وأفكارى ؟ لم يكن لديه رد عند تلك النقطة فيبدو انه كان يرحب بالفكرة .. ذهب الى عيادته وتركنى تتنازعنى الافكار .. ماذا علي ان أفعل فأنا لم أكن أستطيع الكتابة وأنا متزوجة فقط فهل سأستطيع الكتابة وأنا متزوجة وحامل أيضا .. كان الأمر يبدو فى غاية الصعوبة مما اصابنى بالتوتر والعصبية وزاد من صعوبة الامر مكالمة من هناء لاشين المنتجة التى كانت تٍسألنى عن تفاصيل المسلسل الجديد .. لم أكن لدي استعداد للكذب فأخبرتها بمنتهى الهدوء _ مكتبتش حاجة وبنفس قدر هدوئي ردت علي هناء بنفس الهدوء تطلب مقابلتي .. كانت متمسكة بى لأقصي درجة حتى انها 
				
 
                                 
                                 
                                 
                                 
                                 
                                 
                                 
                                 
                                 
                                