سنة أولى
المرأة ليجعلنى خيالى الواسع أرى انفي يكبر شيئا فشيئا ليصبح ضخم وتكبر بطني وتمتد الى الامام وتصبح ككرة القدم .. وعلى الافطار أصبحت لا أتحمل شكل البيض على المائدة ولا المربى ولا الزيتون ولا الخبز ولا الجبن .. وكنت أقضى أوقاتا طويلة أبكى مع والدي وأشكى له افتقادي لوالدتي فى تلك المرحلة .. كانت نوبات الاكتئاب تستمر معي لعدة ايام ..
فى احد الايام عاد ماجد ليجدني فى نوبة بكاء حادة وعندما سألني عن السبب أخبرته ان سهام ماتت .. اعتقد ماجد ان سهام هى احدى صديقاتي المقربات فكان عليه ابداء حزنه هو ايضا على موت سهام الذى لا يعرفها
_ وماتت ازاى ؟.. كانت مريضة ؟
_ بالعكس كانت صحتها كويسة جدا .. سهام ماتت منتحرة .. رمت نفسها فى البحر بعد ما عرفت ان جوزها بيخونها
_وجوزها عمل ايه لما عرف انها انتحرت ؟
_ مش عارفة .. بس أكيد هأعرف الحلقة الجاية
بدا على ماجد الغيظ عندما عرف انني أبكى على شخصية فى مسلسل وطلب مني ان أكف عن الحزن على اشياء بسيطة وذكؤنى عندما تأثرت بالطفل الذى وجدته يجلس امام منزلنا وصممت ان يصعد وأقدم له الطعام وفى النهايه قام بسرقه اشياء من شقتنا حتى ال Dental Mirror ( مرأة الاسنان ) الحديثة التى يستعملها واصبح من وقتها يطلب من المرضى ان يفتحوا فمهم وينظر هو بنفسه داخله ..
كنت أشعر كثيرا بالوحدة لذلك كنت سعيدة جدا بزيارة والدي الذى أتى ليطمئن علي .. كان يبدو سعيدا جدا بحملى ..وقف معى فى المطبخ وانا أعد له القهوة .يحكى لي باستمتاع عن يوم ولادتي وكيف كان ينتظر قدومي بعد اسبوع ولكني قررت القدوم مبكرا
_ عاملة ايه بجد يا فيروز ؟ .. خايفة ؟
_ أكيد خايفة .. اول مرة حمل وولادة لازم اخاف .. كمان كل اللى بيتغير حواليا مخلينى اخاف أكتر .. ماجد كمان تعب معايا
كان فى ذلك الوقت ماجد يجلس عند والدته ماما نبيلة التى دعته الى الغداء فى منزلها .. كان يتناول الطعام بنهم أثار دهشتها .. أخبرها انني منذ بداية حملي لا اطيق رائحة الطعام ولا نأكل الا الجبن الرومى وكأنني حامل فى فأر .. كانت والدة ماجد امرأة قوية الشخصية .. كانت مديرة مدرسة سابقة تميزت بالحزم الذى اشتهرت به طوال فترة عملها .. لذلك كان لديها حلا حاسما لمشكلة ابنها .. نظرت له مبتسمة بهدوء
_ انا عندى الحل لمشكلتك دى
كنت أجلس فى غرفه المكتب أحاول الكتابة وكلما كتبت شئ أمسحه بضيق.. عاد ماجد وأخبرنى انه يريد ان يحدثني فى امر هام .. لاحظت تردده ولذلك حاولت ان أبدو اكثر تفهما وان أتحمل الصدمه أيا كانت وسوف أسامحه .. وبدأت فى سؤاله هل دخل فى مشروع وخسر كل امواله ؟ هل هو مدمن مخدرات ؟ هل يضارب فى البورصه او يلعب القمار ؟ هل خانني مع امرأة اخرى ؟ .. أكد لى انه لم يفعل اى شيء من ذلك ولكنه إتفق مع والدته ان تأتى لتعيش معنا .. انفجرت فى وجهه غاضبة وانا اخبره اننى لن اسامحه على ذلك أبدا ..
لم يمر يومان فقط حتى أتت ماما نبيلة ومعها الكثير من حقائبها ومتعلقاتها الشخصية كان يبدو وكأنها كانت تنوى ان تنقل جدران منزلها معها الى منزلنا .. من أول لحظة لها بالمنزل بدأت فى فرض قوانينها .. منعت عنى القهوة لانها مضرة بالطفل .. تخرج معى للتسوق فتشترى ما تراه هى مناسبا واصبحت انا فى وجودها قائدة ماهرة لعربة التسوق فقط .. فكل ما أختاره تعترض عليه ماما نبيلة .. فهذا كثير الدهون وهذا به ملح وهذا نسبة الكافيين به عالية .. لم يقتصر الأمر على ذلك بل بدأت بدعوة نساء العائلة اللائى كن يزورنها فى منزلها الى منزلنا .. وكأن منزلى أصبح الحديقة الخلفية لمنزلها .. لم يكن أطفال عائلتهم أطفالا عاديين اجبرونى ان اتراشق معهم بالبيض وعلب الدقيق وعلب الكاتشب والمسطردة ..
بدأت أعراض الغيرة المفرطة تظهر علي .. كل النساء يشعرن بالغيرة على ازواجهن لكن يبدو ان الحمل يزيد قليلا .. أو كثيرا من تلك الغيرة .. كنت أجلس وحدى أشاهد فيديو زفافي انا وماجد عندما لاحظت ان حديثا جانبيا جمعه مع احدى الفتيات .. كانت الفتاة تنظر له باعجاب .. لماذا الفتيات ينظرن باعجاب للرجل المتزوج ؟.. عندما عادل ماجد من عيادته لم يستطع ان يتذكر ما قاله للفتاة فى هذا اليوم متحججا انه لم يكن مهتما وفى نفس الوقت لان فترة طويلة مرت بين يوم زفافنا وهذا اليوم .. لم يقنعنى بإجاباته .. افتقدت للمنطق تماما فابتسامته لها كانت تدل على انها يعرفها جيدا ويعرف ماذا قالت له ايضا جيدا حتى انه علق على ما قالته .. الأن ينكر ويدعى انه لا يتذكر ..
لم تتوقف ماما نبيلة عن التدخل فى شؤونى والاعتراض على كل ما اقوله .. حتى عندما شعرت اننى اصبت بالزكام وقررت شراء ادوية البرد من الصيدلية اعترضت لان على حسب رأيها ادوية البرد مضره للحامل .. وعندما أتى عامل الصيدلية وبخته ماما نبيلة لانه اتى بسرعه وكان عليه الاهتمام بالمرضى الاخرين اللذين يحتاجون الدواء اكثر منا وبعد ان أخذت الادوية جلست معى وبدأت فى قراءة نشرة كل دواء .. وبدا عليها الرعب من الاثار الجانبية الخطيرة للدواء التى تتنوع بين تصلب الشرايين والكساح والاكتئاب والتخلف العقلى وانتهت ان كل هذه الادويه لا تصلح وان علينا ان تجرب الاشياء الطبيعيه فقط .. مزيج العسل بالليمون ومغلى قشر الليمون وعصير الليمون الدافئ .. تحولت فى عدة ايام الى ليمونة كبيرة من كثرة ما تناولته فى تلك الفترة من ليمون ..
عادت سارة ابنة خالة ماجد والتى كانت سبب علاقتنا من السفر .. بدت اكثر تحررا فى ملابسها وافكارها مما اثار استياء ماما نبيلة التى اتهمتني انني لا انتقى اصدقائي جيدا .. حاولت ان اذكرها بأن سارة هى ابنة شقيقتها ولكن ماما نبيلة اصرت على موقفها اننى انا المخطئة .. وبدا الامر اكثر سوءا عندما استمعت لافكار سارة عن الرجل الذى تنحصر اهميته فى فتح برطمنات الصلصة وتناول الطعام والنوم ليس الا .. ولولا اننى تتدخلت فى الوقت المناسب وابعدت جميع البرطمنات عن يد ماما نبيلة لكانت حطمتها كلها على رأس سارة ..
تلقيت مكالمة اخرى من منتجتى ووعدتها ان احاول العمل قريبا .. جلست فى غرفه مكتبى أحاول ان أستعيد هدوئي وابداعي مرة اخرى .. قمت بتمرينات الاسترخاء واستمعت لموسيقى كلاسيكيه واكدت لنفسي انني فى طريقي لاستعادة بنات افكاري .. فتح باب الغرفة ودخلت فتاة فى السادسة عشر ترتدى ملابس باليه وتعقد رأسها بمنديل وتمسك منفضه فى يدها .. نظرت لها باستغراب وانا اتسأل هل تلك احدى بنات افكاري ؟ وما تلك الملابس التى ترتديها ؟ وكيف وصل بها الحال هكذا ؟ ….. ولكن الفتاة اخبرتني انها خادمة اتت بها ماما نبيلة لتنظيف المنزل .. وبدأت فجأة حملة تنظيف المنزل حسب الخطة التي وضعتها ماما نبيلة .. حاولت ان اشرح لها انني كاتبة تحتاج مساحة خاصة تبدع فيها .. كانت تنظر لى وكأننى أشرح لها كيف انقرض الديناصورات فى عصر ما قبل وجود الانسان.. انتهى الامر بي بالجلوس فى المطبخ على امل ان يلتقط عقلي فكرة جديدة لمسلسلى الذى يأبى ان يكتب منذ زواجى .. لم تأتى لى اى فكرة الا بعض افكار عن برامج للطبخ ..
لم أفهم يوما ما المقصود ب ((وحم الحمل )) ولكن عندما اخبرت ماما نبيلة اننى اشم رائحة مكرونة بالبشاميل وجدت اهتماما غير عادى منها بالامر وطلبت منى انه اذا التقطت انفي اى رائحة ان اخبر ماجد مع بعض الحكايات عن الحالات المماثلة والتى
المرأة ليجعلنى خيالى الواسع أرى انفي يكبر شيئا فشيئا ليصبح ضخم وتكبر بطني وتمتد الى الامام وتصبح ككرة القدم .. وعلى الافطار أصبحت لا أتحمل شكل البيض على المائدة ولا المربى ولا الزيتون ولا الخبز ولا الجبن .. وكنت أقضى أوقاتا طويلة أبكى مع والدي وأشكى له افتقادي لوالدتي فى تلك المرحلة .. كانت نوبات الاكتئاب تستمر معي لعدة ايام .. فى احد الايام عاد ماجد ليجدني فى نوبة بكاء حادة وعندما سألني عن السبب أخبرته ان سهام ماتت .. اعتقد ماجد ان سهام هى احدى صديقاتي المقربات فكان عليه ابداء حزنه هو ايضا على موت سهام الذى لا يعرفها _ وماتت ازاى ؟.. كانت مريضة ؟ _ بالعكس كانت صحتها كويسة جدا .. سهام ماتت منتحرة .. رمت نفسها فى البحر بعد ما عرفت ان جوزها بيخونها _وجوزها عمل ايه لما عرف انها انتحرت ؟ _ مش عارفة .. بس أكيد هأعرف الحلقة الجاية بدا على ماجد الغيظ عندما عرف انني أبكى على شخصية فى مسلسل وطلب مني ان أكف عن الحزن على اشياء بسيطة وذكؤنى عندما تأثرت بالطفل الذى وجدته يجلس امام منزلنا وصممت ان يصعد وأقدم له الطعام وفى النهايه قام بسرقه اشياء من شقتنا حتى ال Dental Mirror ( مرأة الاسنان ) الحديثة التى يستعملها واصبح من وقتها يطلب من المرضى ان يفتحوا فمهم وينظر هو بنفسه داخله .. كنت أشعر كثيرا بالوحدة لذلك كنت سعيدة جدا بزيارة والدي الذى أتى ليطمئن علي .. كان يبدو سعيدا جدا بحملى ..وقف معى فى المطبخ وانا أعد له القهوة .يحكى لي باستمتاع عن يوم ولادتي وكيف كان ينتظر قدومي بعد اسبوع ولكني قررت القدوم مبكرا