حبيبة

حبيبة
حبيبة

يمر وقت طويل حتي اكتشفت انها حامل .. كان عليها ان تلجأ الي فارس الذي ذهبت له وهي محملة بأزمة شك زوج امها في عذريتها فعادت بزواج عرفي وحمل ايضا ..

وعدها فارس انه لن يتخلى عنها وانه سيحول زواجهما العرفي هذا الي زواج رسمي في اقرب وقت .. كان وقتها بالفعل ينوي ذلك .. جلس مع عم ربيع ليخبره بقراره الذي ينوي عليه فهو لن يتخلى عن حبيبة بعد ان وثقت به .. جلس عم ربيع صامتا بعد ان ترك فارس يخبره بكل ما لديه ثم نظر له وهو يبتسم بسخرية

_وانت بقى ضامن ان العيل اللى جاى ده يبقى ابنك

امسك به فارس بعنف وهو يهتف فيه

_ انت بتقول ايه يا عم ربيع ؟

_ متتعفاش عليا يا ابن الحلال .. انا مش هاممنى الا مصلحتك

_ما انا اتاكدت خلاص ان محدش لمسها قبلى

_ وضامن ان محدش لمسها بعدك ؟

قالها عم ربيع وترك فارس للشيطان يتلاعب بعقله .. هل بالفعل حبيبة قد تكون علي علاقة بشخص اخر غيره وهو والد طفلها الذى لم يولد بعد ؟.. لقد تشكك هو ايضا من قبل فى كونها عذراء فلما لا تكون مثلما يقول الان عم ربيع وتكون قد خدعته لتنسب ذلك الطفل له .. لم يكن يعرف انه فى نفس الوقت الذى كان يفكر فى كل هذا كانت حبيبة تعانى عندما تشككت والدتها فيها بعد ان لاحظت ان بطنها ارتفعت كثيرا وانها تحاول ان تداريها

خيرية تفتح باب الغرفه وتدخل وهى تجذب حبيبة معها الى الغرفه وتغلقها بعنف وتنظر الى حبيبة التى تقف محاوله مداره بطنها .. اصرت خيرية ان تقوم بعمل تحليل لحبيبة ..

وبالفعل ذهبت معها الى طبيبة لتخبرها انها بالفعل حامل فى الشهر الثالث .. انطلقت خيرية بها الى المنزل واختلت بها فى غرفتها وهى تصفعها بكلتا يديها حتي سقطت حبيبة منهارة امامها علي الارض .. امسكت خيرية بها بقوة وهى تهتف فيها

_ قوليلي انتي حامل من مين .. ده الناس لو عرفت تبقى فضيحه ومش بعيد ضياء يطلقنى

نظرت حبيبة لامها بكراهية شديدة ,, هتفت فيها خيرية بقوة

_ بتبصيلى ليه مش هو اول واحد قال انك مش بنت

_لما قالها كنت لسه بنت 

_بس مبقتيش خلاص .. بس انا مش هاستنى لما الفضيحه تبان .. احنا هنقول ان جالك سفريه اسكندرية .. وانتى تلمى هدومك وتروحى تقعدى فى اى داهيه لحد ما نعرف هنعمل ايه

ذهبت حبيبة للاقامة عند سحر صديقتها .. كانت سحر اختيار مناسب فهى تعيش هى ووالدها المصاب بالزهايمر وحدهما وبالفعل وافقت سحر علي ان تقيم حبيبة معها حتي تلد طفلها .. جلست حبيبة فى الغرفة التي اعدتها لها سحر وهى تنظر حولها باحراج

_ معلش يا سحر  ملقتش حد غيرك اروحله

_ متقوليش كده احنا اخوات .. متقلقيش ان شاء الله ربنا هيتملك على خير

نظرت الى سحر  والدموع تملئ عينيها

_عارفه يا سحر  .. انا عمرى ما فكرت فى اللى جاى ولا خفت منه ..  لكن كل اللى جوايا ده ما يتحرك .. بأحس انه بيقوللى خافى من اللى جاى..  بقيت مرعوبه من الناس والفضيحه .. ومبقتش عارفه هو كمان مستقبله  هيبقى ايه

_ بس انتي لازم تروحي للي اسمه فارس ده .. لازم يقف جنبك ويشهر جوازكم .. انتي معاكي طبعا ورقة الجواز

_ لا

_ لا ؟ لا ازاي ؟

_ مكانش ينفع بعد اللي حصل مع امي وجوزها ده اني اشيل ورقة زي دي في البيت وممكن تقع في ايد اي حد

نظرت لها سحر بخوف لم يكن ما تقوله مطمئنا ولكنها حاولت ان تطمئنها وتخبرها ان فارس الذي تحكي لها عنه من المؤكد انه لن يتخلي عنها .. لم تكن تثق تماما فيما تقوله لحبيبة ولكن نظرة الخوف والقلق التي كانت في عيني حبيبة جعلتها تخبرها بالكثير مما يخالف احساسها وهي تدعو الله ان يخلف فارس ظنها ..

 

قررت حبيبة ان تذهب لمقابلة فارس .. ذهبت الي عنوان الكافتيريا الذي كان فارس قد اخبرها انه يعمل حارس امن بها .. كانت تحاول الاتصال به من اول اليوم ولكن هاتفه ظل مغلقا طوال الوقت .. كان ربيع يجلس وبجانبه شاب اخر وهما يرتديان ملابس الامن .. اقتربت منهما حبيبة وهي تتسأل بإحراج

_ سلامو عليكم .. معلش كنت عايزه اسأل عن فارس غريب هو كان شغال هنا امن

دقق ربيع النظر فيها

_ ايوه ايوه .. بس ده ساب الشغل خلاص ورجع بلدهم

_ رجع بلدهم ؟

 _ اه اصله هيتجوز من البلد عندهم وهيعيش هناك

نظرت له حبيبة وهى مصدومة

_انت متأكد ؟

_ الا متأكد .. ده انا وهو عشره من سنتين واكتر .. هو انتى كنتى عايزاه فى ايه ؟

نظرت له حبيبة بارتباك وهي لا تعرف ماذا عليها ان تقول .. تركتهما وانصرفت سريعا وربيع يتابعها وابتسامة شامته ترتسم علي وجهه .. اقترب منه فرد الامن الاخر وهو ينقل نظره بينه وبين حبيبة التي تمشي مبتعدة عنهما وهو ينظر الى ربيع متسائلا

_ هو فى ايه يا عم ربيع .. انت فاهم حاجه

_ الا فاهم .. هاعمل كوبايتين شاى واجى احكيلك

 

عانت حبيبة لفترة طويلة بعد ذلك .. لا تستطيع الوصول الي فارس ولا تستطيع النزول الي عملها ولا تعرف ما هو مصير هذا الطفل الذي يتحرك في احشاءها .. كانت تشعر انه حمل ثقيل عليها .. يختبئ بداخلها ويجعلها تختبئ عن العالم كله .. وكأنه رغم انه لم يأتي للدنيا بعد الا انه شعر بمعانتها بوجوده داخلها فقرر الخروج الي العالم قبل موعده بشهرين .. ففي الشهر السابع من الحمل فاجأت حبيبة الام الولادة .. وما هي الا ساعات قليلة وكان طفلها يرقد بجانبها .. لم تكن تعرف هل تحبه بكل تلك البراءة التي ينظر بها اليها .. ام تكرهه بعد كل ما تحملته بسببه ..

اتصلت سحر بوالدة حبيبة لتأتي لزيارتها بعد ان اخبرتها بولادة حبيبة لطفلها ..

اتت خيرية مسرعة .. جلست علي طرف الفراش الذي ترقد عليه حبيبة وطفلها الصغير وهي تنظر لهما بغضب

_ يعنى اللى اسمو فارس ده سابك وهرب .. وكمان خد ورقتين الجواز معاه  .. وسابك متعلقه انتى وابنك

ظلت حبيبة صامتة لا تجيب .. كانت تعرف ان كل تلك الاسئلة مقدمة لشيء سيء تريد والدتها ان تقوله ولكنها تمهد له .. نظرت خيرية للطفل بنفس النظرة الغاضبة

_ باقولك ايه .. انتى الواد ده تتصرفى فيه .. شوفيله ملجأ ولا شوفى ناس اغنيا ياخدوه

احتضنت حبيبة ابنها بقوه

_ايه اللى انتى بتقوليه ده .. حرام عليكى

_ حرام عليا لو كنتى جايباه فى الحلال .. انا قولتلك اللى عندى

تركتها خيرية وانصرفت .. لم تكن حبيبة تريد ان تفعل ما قالته لها امها ولكنها لم تكن تملك خيارا اخر فهي في تلك الفترة في اضعف حالاتها ولا تقوي علي مواجهة العالم بهذا الطفل الذي لا اب له

 

في المساء خرجت حبيبة وهي تحمل طفلها بين يديها .. اتجهت الي احد دور الايتام وطلبت من حارس الملجأ ان تترك الطفل لديه .. وقف الحارس وهو ينظر له باستغراب

_ يا ستى الساعه بقت 3 الصبح .. فهمينى انتى عايزه ايه عشان اعرف ادلك

_ عايزه اقدم للولد هنا فى الملجأ

_ وعايزه تقدميله سباحه ولا العاب قوى .. يا ستى الله لا يسيئك انا عندى شغل الصبح ومش فاضيلك

_ طب والنبى تدلنى اعمل ايه ..  انا عايزه الواد يدخل الملجأ هنا

_ هى سايبه ؟.. دى فى اجراءات كتير ونيابه وبوليس .. يلا يا ستى من هنا .. وروحى سلميه فى القسم

تحركت حبيبة  فى احد الشوارع الهادئة وهى تحمل بين يديها طفلها وهى تتلفت يمينا ويسارا لا تعرف اين تذهب بعد ان رفض حارس الملجأ ان يأخذه منها .. رأت امامها احد الجوامع التى تستعد لصلاة الفجر فاتجهت اليه تلقائيا .. كان خيار ترك طفلها امام الجامع خيارا جيدا فلعل هناك من يجده ويرعاه ويستطيع تحمل مسؤوليته  ..اقتربت من احد الحوائط القريبة من الجامع وهي تنظر فى كل اتجاه حتى تتأكد ان لا احد يراها ثم وضعت الطفل واسرعت مبتعدة عنه الى احد السيارات لتختبئ خلفها وهى تنظر على الطفل الذى بدأ فى البكاء بعد ان شعر لأول مرة منذ ولادته انه اصبح وحده .. كانت حبيبة تتابعه وهي تبكي كانت تري يديه التي يحركها بتشنج وكأنه يطلب منها ان تعود لتلتقطه مرة اخري ..اقترب احد الكلاب الضالة من الطفل وهو يحركه بفمه ثم تجمع خلفه كلبين اخرين .. كان يبدو انهم يتشمموا رائحته ليعرفوا هل يصلح هذا الكائن ليكون وجبة لهم  .. انطلقت حبيبة وسط الكلاب الثلاثة وهي تلتقط طفلها وتحاول دفعهم بعيدا عنها .. انقضت عليها الكلاب تمزق ملابسها وتنشب اظافرها في جسدها في معركة شرسة .. انطلق بعض المصليين من الجامع لإنقاذها حتي استطاعوا ابعاد الكلاب الشرسة عنها وعن طفلها ..

 

في  احد زوايا الجامع جلست حبيبة وهى تمسك طفلها وتضمه الى صدرها وملابسها الممزقة وضع عليها شيخ الجامع عباءته لسترجسدها .. انتهي المصليين من صلاتهم وبدأ الجامع يخلو .. اقترب شيخ الجامع من حبيبة وجلس امامها وهو ينظر لها بهدوء وود

_ الدكتور هيجى دلوقت ويشوف الجروح اللى فيكى

_ لو الجروح دى ممكن توصلنى للموت يبقى ملوش لازمه الدكتور

_ ليه يا بنتى كده .. ربنا بيقول ( قل يا عبادي اللذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ) مينفعش نيأس من رحمة ربنا

_ مش يائسه من رحمه ربنا .. بس ربنا خالق ناس معندهاش رحمه .. ناس فيهم شر اكتر من الشياطين .. اب يرمي بنته ومراته ويسافر وينسي ان كل راع مسؤول عن رعيته وزوج ام ميتقيش ربنا في بنت مراته اللي قد بنته ويبصلها وشاب يضحك علي واحدة ويتجوزها وبعدين يرميها هي وابنها ويسيبها تواجه الدنيا لوحدها

_عندك حق يا بنتى فى اللى بتقوليه .. ربنا يهدى الناس ويخليهم يفهموا دينهم ويبطلوا يحفظوه بس

كانت في تلك الليلة حبيبة يائسة حتي انها قررت التخلص من ابنها .. لكن الله ارسل شيخ الجامع لها ليشعرها بالاطمئنان .. ساعدها ان تجد عمل مناسب تنفق منه علي ابنها وجعلها تتواصل مع محامي لتثبت نسب طفلها ..

كانت تحاول ان تغير حياتها وتعتمد علي نفسها فقد جربت الاعتماد علي الاخرين وكانت حياة طفلها ستضيع بين انياب كلاب مفترسة

 

يمر وقت طويل حتي اكتشفت انها حامل .. كان عليها ان تلجأ الي فارس الذي ذهبت له وهي محملة بأزمة شك زوج امها في عذريتها فعادت بزواج عرفي وحمل ايضا .. وعدها فارس انه لن يتخلى عنها وانه سيحول زواجهما العرفي هذا الي زواج رسمي في اقرب وقت .. كان وقتها بالفعل ينوي ذلك .. جلس مع عم ربيع ليخبره بقراره الذي ينوي عليه فهو لن يتخلى عن حبيبة بعد ان وثقت به .. جلس عم ربيع صامتا بعد ان ترك فارس يخبره بكل ما لديه ثم نظر له وهو يبتسم بسخرية _وانت بقى ضامن ان العيل اللى جاى ده يبقى ابنك امسك به فارس بعنف وهو يهتف فيه _ انت بتقول ايه يا عم ربيع ؟ _ متتعفاش عليا يا ابن الحلال .. انا مش هاممنى الا مصلحتك _ما انا اتاكدت خلاص ان محدش لمسها قبلى _ وضامن ان محدش لمسها بعدك ؟ قالها عم ربيع وترك فارس للشيطان يتلاعب بعقله .. هل بالفعل حبيبة قد تكون علي علاقة بشخص اخر غيره وهو والد طفلها الذى لم يولد بعد ؟.. لقد تشكك هو ايضا من قبل فى كونها عذراء فلما لا تكون مثلما يقول الان عم ربيع وتكون قد خدعته لتنسب ذلك الطفل له .. لم يكن يعرف انه فى نفس الوقت الذى كان يفكر فى كل هذا كانت حبيبة تعانى عندما تشككت والدتها فيها بعد ان لاحظت ان بطنها ارتفعت كثيرا وانها تحاول ان تداريها خيرية تفتح باب الغرفه وتدخل وهى تجذب حبيبة معها الى الغرفه وتغلقها بعنف وتنظر الى حبيبة التى تقف محاوله مداره بطنها .. اصرت خيرية ان تقوم بعمل تحليل لحبيبة ..
وبالفعل ذهبت معها الى طبيبة لتخبرها انها بالفعل حامل فى الشهر الثالث .. انطلقت خيرية بها الى المنزل واختلت بها فى غرفتها وهى تصفعها بكلتا يديها حتي سقطت حبيبة منهارة امامها علي الارض .. امسكت خيرية بها بقوة وهى تهتف فيها _ قوليلي انتي حامل من مين .. ده الناس لو عرفت تبقى فضيحه ومش بعيد ضياء يطلقنى نظرت حبيبة لامها بكراهية شديدة ,, هتفت فيها خيرية بقوة _ بتبصيلى ليه مش هو اول واحد قال انك مش بنت _لما قالها كنت لسه بنت  _بس مبقتيش خلاص .. بس انا مش هاستنى لما الفضيحه تبان .. احنا هنقول ان جالك سفريه اسكندرية .. وانتى تلمى هدومك وتروحى تقعدى فى اى داهيه لحد ما نعرف هنعمل ايه ذهبت حبيبة للاقامة عند سحر صديقتها .. كانت سحر اختيار مناسب فهى تعيش هى ووالدها المصاب بالزهايمر وحدهما وبالفعل وافقت سحر علي ان تقيم حبيبة معها حتي تلد طفلها .. جلست حبيبة فى الغرفة التي اعدتها لها سحر وهى تنظر حولها باحراج _ معلش يا سحر  ملقتش حد غيرك اروحله _ متقوليش كده احنا اخوات .. متقلقيش ان شاء الله ربنا هيتملك على خير نظرت الى سحر  والدموع تملئ عينيها _عارفه يا سحر  .. انا عمرى ما فكرت فى اللى جاى ولا خفت منه ..  لكن كل اللى جوايا ده ما يتحرك .. بأحس انه بيقوللى خافى من اللى جاى..  بقيت مرعوبه من الناس والفضيحه .. ومبقتش عارفه هو كمان مستقبله  هيبقى ايه _ بس انتي لازم تروحي للي اسمه فارس ده .. لازم يقف جنبك ويشهر جوازكم .. انتي معاكي طبعا ورقة الجواز _ لا _ لا ؟ لا ازاي ؟ _
مكانش ينفع بعد اللي حصل مع امي وجوزها ده اني اشيل ورقة زي دي في البيت وممكن تقع في ايد اي حد نظرت لها سحر بخوف لم يكن ما تقوله مطمئنا ولكنها حاولت ان تطمئنها وتخبرها ان فارس الذي تحكي لها عنه من المؤكد انه لن يتخلي عنها .. لم تكن تثق تماما فيما تقوله لحبيبة ولكن نظرة الخوف والقلق التي كانت في عيني حبيبة جعلتها تخبرها بالكثير مما يخالف احساسها وهي تدعو الله ان يخلف فارس ظنها ..   قررت حبيبة ان تذهب لمقابلة فارس .. ذهبت الي عنوان الكافتيريا الذي كان فارس قد اخبرها انه يعمل حارس امن بها .. كانت تحاول الاتصال به من اول اليوم ولكن هاتفه ظل مغلقا طوال الوقت .. كان ربيع يجلس وبجانبه شاب اخر وهما يرتديان ملابس الامن .. اقتربت منهما حبيبة وهي تتسأل بإحراج _ سلامو عليكم .. معلش كنت عايزه اسأل عن فارس غريب هو كان شغال هنا امن دقق ربيع النظر فيها _ ايوه ايوه .. بس ده ساب الشغل خلاص ورجع بلدهم _ رجع بلدهم ؟  _ اه اصله هيتجوز من البلد عندهم وهيعيش هناك نظرت له حبيبة وهى مصدومة _انت متأكد ؟ _ الا متأكد .. ده انا وهو عشره من سنتين واكتر .. هو انتى كنتى عايزاه فى ايه ؟ نظرت له حبيبة بارتباك وهي لا تعرف ماذا عليها ان تقول .. تركتهما وانصرفت سريعا وربيع يتابعها وابتسامة شامته ترتسم علي وجهه .. اقترب منه فرد الامن الاخر وهو ينقل نظره بينه وبين حبيبة التي تمشي مبتعدة عنهما وهو ينظر الى ربيع متسائلا _ هو فى ايه يا عم ربيع .. انت فاهم حاجه _ الا فاهم .. هاعمل كوبايتين شاى واجى احكيلك   عانت حبيبة لفترة طويلة بعد ذلك .. لا تستطيع الوصول الي فارس ولا تستطيع النزول الي عملها ولا تعرف ما هو مصير هذا الطفل الذي يتحرك في احشاءها .. كانت تشعر انه حمل ثقيل عليها .. يختبئ بداخلها ويجعلها تختبئ عن العالم كله .. وكأنه رغم انه لم يأتي للدنيا بعد الا انه شعر بمعانتها بوجوده داخلها فقرر الخروج الي العالم قبل موعده بشهرين .. ففي الشهر السابع من الحمل فاجأت حبيبة الام الولادة .. وما هي الا ساعات قليلة وكان طفلها يرقد بجانبها .. لم تكن تعرف هل تحبه بكل تلك البراءة التي ينظر بها اليها .. ام تكرهه بعد كل ما تحملته بسببه .. اتصلت سحر بوالدة حبيبة لتأتي لزيارتها بعد ان اخبرتها بولادة حبيبة لطفلها .. اتت خيرية مسرعة .. جلست علي طرف الفراش الذي ترقد عليه حبيبة وطفلها الصغير وهي تنظر لهما بغضب _ يعنى اللى اسمو فارس ده سابك وهرب .. وكمان خد ورقتين الجواز معاه  .. وسابك متعلقه انتى وابنك ظلت حبيبة صامتة لا تجيب .. كانت تعرف ان كل تلك الاسئلة مقدمة لشيء سيء تريد والدتها ان تقوله ولكنها تمهد له .. نظرت خيرية للطفل بنفس النظرة الغاضبة _ باقولك ايه .. انتى الواد ده تتصرفى فيه .. شوفيله ملجأ ولا شوفى ناس اغنيا ياخدوه احتضنت حبيبة ابنها بقوه _ايه اللى انتى بتقوليه ده .. حرام عليكى _ حرام عليا لو كنتى جايباه فى الحلال .. انا قولتلك اللى عندى تركتها خيرية وانصرفت .. لم تكن حبيبة تريد ان تفعل ما قالته لها امها ولكنها لم تكن تملك خيارا اخر فهي في تلك الفترة في اضعف حالاتها ولا تقوي علي مواجهة العالم بهذا الطفل الذي لا اب له   في المساء خرجت حبيبة وهي تحمل طفلها بين يديها .. اتجهت الي احد دور الايتام وطلبت من حارس الملجأ ان تترك الطفل لديه .. وقف الحارس وهو ينظر له باستغراب _ يا ستى الساعه بقت 3 الصبح .. فهمينى انتى عايزه ايه عشان اعرف ادلك _ عايزه اقدم للولد هنا فى الملجأ _ وعايزه تقدميله سباحه ولا العاب قوى .. يا ستى الله لا يسيئك انا عندى شغل الصبح ومش فاضيلك _ طب والنبى تدلنى اعمل ايه ..  انا عايزه الواد يدخل الملجأ هنا _ هى سايبه ؟.. دى فى اجراءات كتير ونيابه وبوليس .. يلا يا ستى من هنا .. وروحى سلميه فى القسم تحركت حبيبة  فى احد الشوارع الهادئة وهى تحمل بين يديها طفلها وهى تتلفت يمينا ويسارا لا تعرف اين تذهب بعد ان رفض حارس الملجأ ان يأخذه منها .. رأت امامها احد الجوامع التى تستعد لصلاة الفجر فاتجهت اليه تلقائيا .. كان خيار ترك طفلها امام الجامع خيارا جيدا فلعل هناك من يجده ويرعاه ويستطيع تحمل مسؤوليته  ..اقتربت من احد الحوائط القريبة من الجامع وهي تنظر فى كل اتجاه حتى تتأكد ان لا احد يراها ثم وضعت الطفل واسرعت مبتعدة عنه الى احد السيارات لتختبئ خلفها وهى تنظر على الطفل الذى بدأ فى البكاء بعد ان شعر لأول مرة منذ ولادته انه اصبح وحده .. كانت حبيبة تتابعه وهي تبكي كانت تري يديه التي يحركها بتشنج وكأنه يطلب منها ان تعود لتلتقطه مرة اخري ..اقترب احد الكلاب الضالة من الطفل وهو يحركه بفمه ثم تجمع خلفه كلبين اخرين .. كان يبدو انهم يتشمموا رائحته ليعرفوا هل يصلح هذا الكائن ليكون وجبة لهم  .. انطلقت حبيبة وسط الكلاب الثلاثة وهي تلتقط طفلها وتحاول دفعهم بعيدا عنها .. انقضت عليها الكلاب تمزق ملابسها وتنشب اظافرها في جسدها في معركة شرسة .. انطلق بعض المصليين من الجامع لإنقاذها حتي استطاعوا ابعاد الكلاب الشرسة عنها وعن طفلها ..   في  احد زوايا الجامع جلست حبيبة وهى تمسك طفلها وتضمه الى صدرها وملابسها الممزقة وضع عليها شيخ الجامع عباءته لسترجسدها .. انتهي المصليين من صلاتهم وبدأ الجامع يخلو .. اقترب شيخ الجامع من حبيبة وجلس امامها وهو ينظر لها بهدوء وود _ الدكتور هيجى دلوقت ويشوف الجروح اللى فيكى _ لو الجروح دى ممكن توصلنى للموت يبقى ملوش لازمه الدكتور _ ليه يا بنتى كده .. ربنا بيقول ( قل يا عبادي اللذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ) مينفعش نيأس من رحمة ربنا _ مش يائسه من رحمه ربنا .. بس ربنا خالق ناس معندهاش رحمه .. ناس فيهم شر اكتر من الشياطين .. اب يرمي بنته ومراته ويسافر وينسي ان كل راع مسؤول عن رعيته وزوج ام ميتقيش ربنا في بنت مراته اللي قد بنته ويبصلها وشاب يضحك علي واحدة ويتجوزها وبعدين يرميها هي وابنها ويسيبها تواجه الدنيا لوحدها _عندك حق يا بنتى فى اللى بتقوليه .. ربنا يهدى الناس ويخليهم يفهموا دينهم ويبطلوا يحفظوه بس كانت في تلك الليلة حبيبة يائسة حتي انها قررت التخلص من ابنها .. لكن الله ارسل شيخ الجامع لها ليشعرها بالاطمئنان .. ساعدها ان تجد عمل مناسب تنفق منه علي ابنها وجعلها تتواصل مع محامي لتثبت نسب طفلها .. كانت تحاول ان تغير حياتها وتعتمد علي نفسها فقد جربت الاعتماد علي الاخرين وكانت حياة طفلها ستضيع بين انياب كلاب مفترسة  
تم نسخ الرابط