أوهام نسائية
أمامهن دليلًا حيًا على الجمال الطبيعي، والعناية المنزلية بالجمال، ولم يلتفت أحد لضحى سوى لشكرها على دعوة منيرة.
وفي المساء جلست منيرة على فراشها تسترجع أحداث اليوم، هي أيضًا أرادت شكر ضحى على هذه الدعوة، كم هو شعور رائع تَمَلَّكها أثناء هذه الجلسة، كانت تشعر أنها ملكة تجلس مع وصيفاتها، أو نجمة سينمائية معروفة يود الجميع التقرب منها، والتودد لها، كانت فقط نظرات رامي زوج ضحى هو أكثر ما يثير تقززها، مهما كانت المرأة جميلة وتسعد بإعجاب الجميع فهناك خيط رفيع بين التعبير عن الإعجاب ببعض المجاملة ونظرات الرغبة، وبخبرة المرأة تعرف تمام المعرفة طبيعة نظرات هذا الرجل، لكنها قررت أن تكرر هذه اللقاءات، مع من أسمتهم بجمهورها.
أصبحت منيرة أكثر اختلاطًا بجاراتها، وتكررت لقاءاتها معهن، ثم أصبح منزلها مقرًا للقاءاتها، وصل هوسها لتغيير بعض قطع الأثاث والديكورات لإبهار صديقاتها الجدد، كان زوجها يشاهد كل ذلك باستياء مطلق، لكن لسبب ما لم يكن يواجه منيرة، وأصبح يترك المنزل في تلك الأوقات الطويلة التي يستضيف فيها منزله صديقات زوجته، وكان هذا مريحًا بالنسبة لزوجته.
أما ضحى ودون أن تشعر أصبحت تقتدي بمنيرة، فأخذت تجدد من ديكورات منزلها، حتى أصبح منزلها يحاكي منزل جارتها، ذهبت أيضًا لصبغ شعرها بنفس لون الأخرى، كل شيء أصبحت تفعله كتقليد أعمى لها، حتى أسلوب الملابس، وطريقة التحدث، وإن استطاعت لكانت فعلت بنبرة الصوت، لم تكن ضحى فحسب التي قررت تطبيق حياة منيرة، بل كل من عرف منيرة وتقرب منها باستثناء بعض الجارات اللاتي رأين أن منيرة مجرد امرأة مزيفة مدعية، تشبه فتاة الإعلانات التي تعلن عن منتج رديء لتقنع المغفلات بشراؤه واستخدامه، لكنها في حقيقة الأمر لم ولن تستخدم
بالرغم من أن رامي قد لاحظ هذا التجديد الذي طرأ على زوجته، إلا أنه لم يكف عن خيانتها، كانت ضحى قد اتخذت خطوة جديدة نحو علاقتها برامي، فقد أفادتها كثيرًا تلك الجلسات النسائية، فبدأت تستمع لصاحبات الخبرة مما تعرضن للخيانة، فمنهن من تطلقت، ومنهن من جعلت بذور الشك تنبت في قلبه فتوقف عن الخيانة مجبرًا لمراقبتها، لكنها قررت تنفيذ فكرة قرأت عنها في أحد الصفحات، عن زوجة أنشأت حسابًا مزيفًا وبدأت تراسل زوجها، ثم بدأت تبتزه بالمال وتهدده بأن تنشر صور المحادثات مرفقة برقم هاتفه على وسائل التواصل، رغم معرفة ضحى بأنه سيظل على نفس الحال، ولن تذهب عنه وصمة أنه رجل خائن، فلما لا تعلمه درس حياته، فقامت بشراء هاتفًا جديدًا، وأنشأت بريدًا الكترونيًا مزيفًا، وأنشأت حساب بنفس الاسم، ووضعت صورة الملف الشخصي لامرأة كتبت أوصافها بالتفصيل، ونفذها لها أحد تطبيقات الذكاء الاصطناعي، كانت قلقة من أن يعرفها زوجها، من أسلوبها في الكتابة، لكنه لم ينتبه سوى لصورة المرأة.
بعد عدة أسابيع ملَّت منيرة من الأمر، بدأت تشعر أن هؤلاء النسوة يستغلنها في الاستفادة من خبراتها، كانت ترى أنها صاحبة فضل عليهن، ولم يعد التقدير الذي تحظى به من خلالهن كافي، لم يعد مرضيًا لهوسها بعدما رأت نفسها في نًسَخًا مكررة ورديئة، وأصبح الأمر مملًا، أصبحت ترى الأمر وكأنها لوحة فنية أصلية، ثم بدأ بعض الهواة بتقليد اللوحة وعرضها، لذلك قررت فجأة أن تعتذر عن لقاءات الجارات، في منزلها أو حتى خارجه، وأصبحت تعتذر مرارًا لهن بحجج مختلفة، حتى بات الأمر ملحوظًا، وبدأت تضع مخططًا جديدَا للتغيير لا تستطيع أن تحاكيها فيه إحداهن، لتعود مكانة اللوحة الأصلية كما كانت تمامًا، فقامت بتغيير كامل على كل شيء، وأرسلت في طلب ملابس جديدة من الخارج، قامت بتغيير لون شعرها للون صارخ، تعرف تمامًا أنهن لن يجرؤن على تجربته، بعض الثقوب في أذنها لن تضر، وربما تذهب خلسة مرة اخرى لعيادة الطبيب، للتخلص من الذقن المزدوج الذي أصبح مظهره يؤرقها مؤخرًا؟
كان هذا التغير الصادم والمفاجيء الذي طرأ عليها في المظهر وأسلوب المعاملة معهن ورفضها للقاءات النساء، جعلهن أكثر حقدًا عليها، وبدأن في التساؤل ما سر هذا الانسحاب؟
ربما ترى نفسها أفضل منهن؟
ربما قُمن بإعطاءها قيمة كبيرة أكبر من حجمها الضئيل؟
بل أن إحداهن ألقت باللوم على ضحى، لجعل هذه المرأة تدخل في تجمعاتهن، وتحولت منيرة لوليمة دسمة يومية على مائدة النميمة، وكيف أنها امرأة شريرة، خبيثة، لا تحب مخالطة البشر، مساحيق التجميل جعلت منها دمية بلاستيكية ثقيلة الظل ومدعية الخبرة؛ كل هذه الصفات أصبحت تلتصق بمنيرة كلما سنحت الفرصة بالحديث عنها، بعد أسابيع أخرى تبدلت فيها أحوال ضحى معهن بعدما أصبحت تقضي وقتًا أطول في محادثة زوجها على الانترنت بالحساب المزيف، وجعلت الأمر سرًا أخفته عن الجميع، فأصبحت ألسنتهن تنال منها كما نالت من منيرة، كانت تعرف طِباع صديقاتها جيدًا فلم تهتم سوى بعلاقتها الجديدة مع زوجها الغريب الذي بدأت في التعرف عليه من جديد، في محاولة بائسة لإصلاحه، وتشعر بأنها أنثى مقهورة بائسة، تتسول الحب من زوجها وتبكي بجواره ليلًا على أنوثتها الضائعة.
وقع رامي في شباك زوجته بمنتهى السهولة وكان يحادثها يوميًا ويقضي معها الكثير من الوقت عبر المحادثات، طلب منها مرارًا أن يتقابلا أو يتواصل معها تليفونيًا لكنها كانت ترفض بحجة أنها من عائلة كبيرة ومحافظة، لا تقبل ذلك.
وعجبًا!!
لقد تمسك رامي بهذه العلاقة أكثر، وقررت ضحى أن تكتشفه من جديد، بدلًا من أن تبتزه، ثم تنسحب في اللحظة المناسبة وتستولي على عقله وتملأ فراغ هذه المرأة للأبد، وتكون قد انتقمت منه لكرامتها، هل هذه خيانة؟!
كانت ضحى تشعر أحيانًا أنها تخونه، ورغم ذلك كانت مستمتعة برؤيته يفكر فيها، ويشرد لكي يجد فرصة ليهرب ويحادثها، وفي بعض اللحظات كانت تفكر أن الطلاق هو الحل الوحيد، لكن مستقبل الأولاد الذي سيصبح مهددًا كان يثنيها عن
أمامهن دليلًا حيًا على الجمال الطبيعي، والعناية المنزلية بالجمال، ولم يلتفت أحد لضحى سوى لشكرها على دعوة منيرة. وفي المساء جلست منيرة على فراشها تسترجع أحداث اليوم، هي أيضًا أرادت شكر ضحى على هذه الدعوة، كم هو شعور رائع تَمَلَّكها أثناء هذه الجلسة، كانت تشعر أنها ملكة تجلس مع وصيفاتها، أو نجمة سينمائية معروفة يود الجميع التقرب منها، والتودد لها، كانت فقط نظرات رامي زوج ضحى هو أكثر ما يثير تقززها، مهما كانت المرأة جميلة وتسعد بإعجاب الجميع فهناك خيط رفيع بين التعبير عن الإعجاب ببعض المجاملة ونظرات الرغبة، وبخبرة المرأة تعرف تمام المعرفة طبيعة نظرات هذا الرجل، لكنها قررت أن تكرر هذه اللقاءات، مع من أسمتهم بجمهورها. أصبحت منيرة أكثر اختلاطًا بجاراتها، وتكررت لقاءاتها معهن، ثم أصبح منزلها مقرًا للقاءاتها، وصل هوسها لتغيير بعض قطع الأثاث والديكورات لإبهار صديقاتها الجدد، كان زوجها يشاهد كل ذلك باستياء مطلق، لكن لسبب ما لم يكن يواجه منيرة، وأصبح يترك المنزل في تلك الأوقات الطويلة التي يستضيف فيها منزله صديقات زوجته، وكان هذا مريحًا بالنسبة لزوجته. أما ضحى ودون أن تشعر أصبحت تقتدي بمنيرة، فأخذت تجدد من ديكورات منزلها، حتى أصبح منزلها يحاكي منزل جارتها، ذهبت أيضًا لصبغ شعرها بنفس لون الأخرى، كل شيء أصبحت تفعله كتقليد أعمى لها، حتى أسلوب الملابس، وطريقة التحدث، وإن استطاعت لكانت فعلت بنبرة الصوت، لم تكن ضحى فحسب التي قررت تطبيق حياة منيرة، بل كل من عرف منيرة وتقرب منها باستثناء بعض الجارات اللاتي رأين أن منيرة مجرد امرأة مزيفة مدعية، تشبه فتاة الإعلانات التي تعلن عن منتج رديء لتقنع المغفلات بشراؤه واستخدامه، لكنها في حقيقة الأمر لم ولن تستخدم