الحب اللي كان
هل تستحق جميلة هذه الهدية ؟ هل تستحق أن تضحي بحياتك وسعادتك وأموالك من أجلها ؟ّ!
لأول مرة اترك الهدية في مكانها .. ذهبت إلي البيت حتى استعد للحفلة …
منذ الوهلة الأولى لدخول المنزل تشعر بسعادة كبيرة لما تراه من جمال واناقة وشياكة المكان فقد جاءت بشركه خاصه لترتيبات الحفل ، لكن كل هذا بلا روح بلا معنى ولا طعم .. وقتها تمنيت أن أكون أى شخص آخر غيري … تمنيت أن أكون أحد الحراس أو الخدم التي تملأ المكان أريد أن أكون شخص عادي بل أقل من ذلك . أردت أن أكون مثل ” آمين” رجل بسيط يسعى على قوت يومه . الجميع يحبه لأنه غير مطمع لهم .. الحب واضح والكره أوضح .
عندما تختفي المصالح تشعر بالحب …
راودتني أسئلة كثيرة منها ..
. لو كنت فقيرا ….هل سأكون سعيدا ؟ هل سأشعر بالحب ؟ هل سأعرف من يحبني حقا ؟
رأسي تكاد تنفجر من كثرة الأسئلة ، فقدت رغبتي في كل شيء .لم يعد هناك شيء يستهوينى ، حتى الكلام المعسول اشمئز منه .. إلى أن ظهرت بشكل ملائكي شعر منسدل ع ظهرها مرتدية الفستان الذي طلبته خصيصا من أكبر مصممي البلد كي تتباهى أمام صديقتها ،و ابتسامتها التي تسحرك من أول نظرة إليها ، فهي تسحرك بوجهها الملائكي وتخفي السم وراء ابتسامتها ، وتعطيه لك كي تشربه وأنت في قمة سعادتك دون حراك ..
مثل الطفل الذي يتناول طعامه من والدته بكل سعادة ..
بدأ المدعويين الحضور حيث امتلأ المكان بالكثير من الأشخاص … والإبتسامات المزيفة .. الأحضان الخالية من العطف والحب .
في المساء أحضان و ضحكات صاخبة … بالنهار نتهافت ونتصارع
كانت جميلة هي الأفضل لهذا المجتمع المنافق فهي تشبههم لحد كبير …
كنت واقف مع أحد المدعويين نتحدث رأيتها تتحدث الي بشير الذي كانت تعمل معه من قبل .. رأيت نظرات غريبة أول مره أشعر بها أو أراها بينهم ، خصوصا عندما وضع يده على ذراعيها …
تسالت ما السبب وراء هذه الحركة . اقتربت إليهم لاحظت عليهم الإرتباك خصوصا بعد أن سألته لماذا تضع يدك على زوجتي ؛ لتنقذه “جميلة”
_كان بيقول فيه حاجة على دراعي وشالها ..
_ آها حاجة على دراعك . شكرا يابشير بيه .
ثم تحرك بشير بين المدعويين ، حيث انفعلت عليها قائلا :
بشير تجاوز حدوده معاكى ، لازم تخلى بالك من تصرفاتك وتعرفي أنت متجوزة مين ؟
جميلة : إيه ياحبيبي العصبية دي محصلش حاجة ، اهدي
_ أنا قولتلك اقطعي علاقتك به نهائي قبل كده . وأنت صممتي تعزميه مع إني كنت رافض .
جميلة : متنساش برضه إنه كان السبب في حبنا ..
_ إنسي … إنسي بقي أنت كنت فين وشغالة إيه ، أنت مراتي دلوقتي ..
تركتها وحدها .. كأني أرحب بالمدعوين .. شعرت بضيق بسبب ماحدث .. ذهبت إلي الشرفة أستجمع قواي .. أشم بعض الهواء النقي .
تذكرت إحدي المرات التي كنا فيها أنا ” نور ” جالسين سويا نتشاطر أطراف الحديث قائلة : أنت عارف إني شيفاك ابن ناس اوى ياإياد
( نظرت إليها باندهاش )
_ يعني إيه ..مش فاهم ؟
نور : شيفاك في مكان حلو لايق عليك رجل أعمال وبيه .. هيحصل وهفكرك …
ضحكت ساخرا منها وأخبرتها بأني لا أريد سوي أن نكون سويا ..
إلى أن جاءت هي وصديقتها ” غادة ” في الشرفة المقابلة لكنها لم تراني ، حيث شعرت ببعض الأحاسيس والمشاعر المتضاربة لا أعرف هل أحبها بالفعل ؟ هل أحافظ على وجودها خوفا من الوحدة مرة أخرى ؟ قلبي ينبض بأسمها وعقلى يرفضها ويذكرني بكل شيء فعلته معي من استغلال وطمع ولامبالاة لمشاعري … قلبي يغفر ويعفو عنها …. إلي أن فاز قلبي وحسم الأمر بأن أعطيها فرصة أخيرة .. أتحدث معها بكل ما يغضبني .. أن نضع حلول لكل هذه المشاكل حتى نحافظ على حياتنا .. نبدأ صفحة جديدة بها من الحب والاهتمام والاحتواء …
إلي أن حدث شيء غريب غير كل توقعاتى وكل ما أقنعت نفسي به …
جاءت الرياح بما لاتشتهي السفن .
سمعت صديقتها غادة تقول:
_ لازم تخلى بالك كويس من تصرفاتك مع بشير وجوزك موجود ..
(سمعت الكلمة لكني لم أفهم ماذا تعنيه )
سمعتها تقول: يابنتي إياد بيحبني وعمره ماشك فيا
غادة : بس هو بيغير عليكي . ويمنعك انك تكلمي اي راجل اي كان هو مين
جميلة : انا بستمتع بحياتي بطريقتي مع بشير وغيرة ..
غادة : ياريت متنسيش انك متجوزة .
( كلماتها نزلت كالخنجر في قلبي كلما تحدثت تحرك الخنجر ليغوص أعمق داخل قلبي )
تذكرت كلمات هاني لابد انه يعرف شئ وإلا لما حذرني منهما . لأول مرة يحذرني من أشخاص بعينهم . كان رافض هذه العلاقة لولا أنه المحامي الخاص بي ولم أستطع الاستغناء عنه لكان انتهى بالنسبة لي مثل الآخرين . أيعقل إني كنت مغفل لهذه الدرجة ؟ لماذا يحدث معي كل هذا ؟ كنت مخلصا اليها أحببتها أكثر من روحي ، كنت أتمنى رضاها ، لم أخونها مطلقآ ، رأسي تكاد تنفجر من التفكير ، الشيطان يتلاعب بي ..
مازالت “غادة “تدافع عني ، مقدرة حبي لها وإخلاصي ..
غادة : بس الحفلة تحفة يابنت الإيه وطلعت زى ماأنت عاوزه بالظبط .
جميلة : طبعا يابنتى
هل تستحق جميلة هذه الهدية ؟ هل تستحق أن تضحي بحياتك وسعادتك وأموالك من أجلها ؟ّ! لأول مرة اترك الهدية في مكانها .. ذهبت إلي البيت حتى استعد للحفلة … منذ الوهلة الأولى لدخول المنزل تشعر بسعادة كبيرة لما تراه من جمال واناقة وشياكة المكان فقد جاءت بشركه خاصه لترتيبات الحفل ، لكن كل هذا بلا روح بلا معنى ولا طعم .. وقتها تمنيت أن أكون أى شخص آخر غيري … تمنيت أن أكون أحد الحراس أو الخدم التي تملأ المكان أريد أن أكون شخص عادي بل أقل من ذلك . أردت أن أكون مثل ” آمين” رجل بسيط يسعى على قوت يومه . الجميع يحبه لأنه غير مطمع لهم .. الحب واضح والكره أوضح . عندما تختفي المصالح تشعر بالحب … راودتني أسئلة كثيرة منها .. . لو كنت فقيرا ….هل سأكون سعيدا ؟ هل سأشعر بالحب ؟ هل سأعرف من يحبني حقا ؟ رأسي تكاد تنفجر من كثرة الأسئلة ، فقدت رغبتي في كل شيء .لم يعد هناك شيء يستهوينى ، حتى الكلام المعسول اشمئز منه .. إلى أن ظهرت بشكل ملائكي شعر منسدل ع ظهرها مرتدية الفستان الذي طلبته خصيصا من أكبر مصممي البلد كي تتباهى أمام صديقتها ،و ابتسامتها التي تسحرك من أول نظرة إليها ، فهي تسحرك بوجهها الملائكي وتخفي السم وراء ابتسامتها ، وتعطيه لك كي تشربه وأنت في قمة سعادتك دون حراك .. مثل الطفل الذي يتناول طعامه من والدته بكل سعادة .. بدأ المدعويين الحضور حيث امتلأ المكان بالكثير من الأشخاص … والإبتسامات المزيفة .. الأحضان الخالية من العطف والحب . في المساء أحضان و ضحكات صاخبة … بالنهار نتهافت ونتصارع