كسر مضاعف

كسر مضاعف
كسر مضاعف

طيب ما نسأله

رد اكرم بحدة

_ نسأله نقوله ايه ؟..احنا اكتشفنا انك عيان ومخبي علينا ؟

نظر له ادم مستنكرا

_ طب وايه المشكلة ؟

رد اكرم بحدة اكبر

_ اقولك انا فين المشكلة .. المشكلة اننا قاعدين مع بعض دلوقت عشان رجله مكسورة وكل واحد فينا بيفكر ازاي يرميها ع الباقيين ويمشي .. هنعمل ايه بقي لما نواجهه اننا عارفين انه مريض سرطان ؟ .. انت عارف مريض السرطان ده محتاج رعاية ازاي ؟

رد امجد باضطراب

_ يعني هنسيبه يموت ؟

اتجهت اعينهم جميعا لأكرم .. جعله هذا يشعر وكأن سؤال امجد اتهام مباشر له هو فجعله هذا يرد بارتباك

_ انا مقولتش كده .. بس هو اكيد كان مخبي علينا عشان ميحملناش فوق طاقتنا

رد احمد مؤيدا

_ ايوه هو عارف ظروفنا كويس وعارف اننا مش هنقدر نتواجد بشكل يومي عشان ناخد بالنا منه

نظرت لهم اسماء باكية

_ مش هنسيبه .. افتكروا لما كان حد فينا بيتعب كان بيعمل ايه .. انت يا احمد لما تعبت وانت في ثانوي كان بينام جنب سريرك ع الارض عشان كل شوية يتطمن عليك ويديك الدوا

ينكسون رؤوسهم بخزي .. تنهض اسماء

_ انا هاقوم اروح دلوقت عشان عصام كل شوية يرن عليا .. وبكره هاجيلكم من بدري

انهت جملتها سريعا ولم تنتظر منهم اجابة .. فتحت باب الشقة وخرجت واغلقته سريعا خلفها واتجهت الي درجات السلم لتهبط .. لم تتجاوز بضع درجات حتي سمعت رنين هاتفها .. كان المتصل عصام زوجها .. ردت علي مكالمته وهي تنزل مسرعة وهي تدق بكعب حذائها الارض بقوة حتي تسمعه صوت هبوطها السلم

_ ايوه يا عصام .. انا نزلت اهو وجايه علي طول ….

قاطعها

_ لا

تيجي فين ؟.. خليكي انتي مع باباكي هو محتاجك دلوقت .. وبالنسبة للولاد متقلقيش ..انا هاعشيهم وانيمهم كمان .. بس انتي خليكي عندك متجيش

توقفت مكانها مندهشة من تغيره المفاجئ

_ مش فاهمة حاجة .. هو مش انت كنت عايزني اروح

_ كنت

_ ومش عايزني اروح دلوقت ليه ؟

_ هافهمك

 

وقف امجد في المطبخ يعد الشاي .. كان في نفس الوقت يتكلم في هاتفه مع زوجته ريهام .. كانت ريهام بالنسبة له العقل الذي يفكر له كما كانت تقول له دائما .. كان يستشيرها في كل اموره سواء في العمل او في علاقاته بالأخرين حتي اصبح لا يفعل شيء الا بعد ان تقره هي وتوافق عليه اولا .. كان يرد عليها وهو مرتبك حتي ان نظارته تأرجحت اعلي انفه عدة مرات وهو يرد عليها

_ انا بأقولك بابا تعبان مش مات

_ انت بتقول ان احمد قال ان حالته متأخرة

_ ايوه

_ طيب يعني لازم تفكر في اللي بعد كده

_ افكر في ايه ؟ ما هو لو لا قدر الله مات تفاصيل بقي العزا والدفن دي كلها هيقوم بيها احمد وأكرم .. انا مبفهمش في الحاجات دي

_ عزا ودفن ايه ؟..

_ اومال انتي قصدك ايه ؟

_ هو انت مش باباك عنده فلوس في البنك وعنده ارض ده غير الشقة اللي عايش فيها ؟

عجز امجد عن الرد كان يفهم جيدا ما ترمي اليه ريهام .. كان تفكيرها الاول دائما ينصب علي الماديات مما جعله رغم راتبه الكبير يكبل بالديون من اجل تطلعاتها التي لا تتوقف ابدا .. جائه صوتها به بعض الحدة

_ امجد .. مالك سكت ليه ؟

 

في صالة المنزل جلس احمد وهو مازال ممسكا بأوراق التحاليل الطبية الخاصة بوالده وهو يقرأ فيها .. رفع عينيه ليجد اكرم يتحرك في الصالة ويفتح كل الادراج التي يجدها امامه ويبحث بداخلها .. نظر له متعجبا

_ انت بتدور علي ايه ؟

اقترب منه اكرم وجلس بجانبه وهو يتكلم بصوت منخفض حتي لا يسمعه احد

_ هو انت عارف ابوك عنده ايه ؟

_ عنده كانسر

_ عنده ايه املاك ؟

كانت الجملة صادمة لأحمد جعلته يفتح فمه ولا يتكلم للحظات .. فتحت اسماء باب الشقة ودخلت مرتبكة وهي تنظر لأحمد وأكرم وهي تحاول رسم ابتسامة علي وجهها

_ عصام مخلصوش اني اسيب بابا واسيبكم لوحدكم .. انا هادخل اشوفه احسن يكون عايز حاجة

لم تمهلهم ليردا عليها .. تركتهما واندفعت الي الداخل وكأنها ستري والدها للمرة الأولي في يومها هذا .. ظل اكرم يتابعها حتي اختفت ثم نظر الي احمد الذي ظل فمه مفتوح كما تركه قبل ان تدخل اسماء جعله ذلك يهتف فيه بدهشة

_ انت ساكت ليه ؟

_ مستغرب

_ مستغرب اني بأسأل علي املاك ابوك ؟

_ مستغرب انك بتسأل عليها دلوقت

_  انت دكتور وقولت بنفسك ان التحاليل بتقول انه في مرحلة متأخرة

صمت احمد .. لم يكن في امكانه مجادلة اكرم فهو يعرف طبيعته جيدا فهو يجيد النقاش ويتشبث برأيه حتي النهاية .. ظل محملقا فقط في وجه اخيه دون رد حتي انقذه ادم الذي دخل من الشرفة واقترب منهما وهو يلقي بجسده علي مقعد بالقرب منهما وهو ينظر لهما بهدوء

_ 14 فدان في البلد وارض في اكتوبر وبيت اسكندرية ده غير الفلوس اللي في البنك والشقة دي

نقل احمد عينيه دون ان ترمش من وجه اكرم الي وجه ادم وظل يحملق فيه هو الاخر .. نظرته المتعجبة جعلت ادم يبتسم رغما عنه

_ ايه يا دكتور ؟.. الموضوع سهل اتصلت بالمحامي بتاع بابا وعرفت منه

نفض احمد رأسه وهو يحاول الاستيعاب

_ انتوا بجد قاعدين بتفكروا في الورث في وقت زي ده

رد اكرم تلك المرة بهدوء

_ يا دكتور الاعمار بأيد ربنا .. احنا بس مش عايزين تحصل مشاكل لو لا قدر الله بابا اتوفي فجأة

نظر له احمد بدهشة

_ وايه اللي هيخلي مشاكل تحصل .. يوم ما يموت هتتقسم بالشرع وحق ربنا

نظر له ادم مبتسما بإستهتار

_ وهي كانت اتقسمت وهو عايش بحق ربنا عشان تقسمها بعد ما يموت بحق ربنا ؟

رد احمد متعجبا من لهجة شقيقة الاصغر

_ مش فاهم

تدخل اكرم وهو ينظر لأحمد بحدة

_ يعني متساويش اللي اتصرف عليه 7 سنين في طب واتفتحله عيادة باللي مخدش الا مساعدة بسيطة

رد احمد بعنف

_ الشقة اللي ابوك اشترهالك عشان تتجوز فيها .. مساعدة بسيطة ؟

تدخل ادم ليتوقف الامر عند ذلك بعد ان لمح نيران الغضب توشك ان تندلع في عيون شقيقيه

_ انتوا هتقلبوها خناقة ليه ؟ .. احنا بنتكلم بس

رد احمد بضيق وهو ينظر الي شقيقيه وهو ينهض

_ اللي القلوب مخبياه  المواقف بتبينه .. انا داخل اشوف ابوكم واطمئن علي صحته .. ميصحش نقعد نتكلم هنعمل ايه بعد موته وهو لسه عايش

 

طيب ما نسأله رد اكرم بحدة _ نسأله نقوله ايه ؟..احنا اكتشفنا انك عيان ومخبي علينا ؟ نظر له ادم مستنكرا _ طب وايه المشكلة ؟ رد اكرم بحدة اكبر _ اقولك انا فين المشكلة .. المشكلة اننا قاعدين مع بعض دلوقت عشان رجله مكسورة وكل واحد فينا بيفكر ازاي يرميها ع الباقيين ويمشي .. هنعمل ايه بقي لما نواجهه اننا عارفين انه مريض سرطان ؟ .. انت عارف مريض السرطان ده محتاج رعاية ازاي ؟ رد امجد باضطراب _ يعني هنسيبه يموت ؟ اتجهت اعينهم جميعا لأكرم .. جعله هذا يشعر وكأن سؤال امجد اتهام مباشر له هو فجعله هذا يرد بارتباك _ انا مقولتش كده .. بس هو اكيد كان مخبي علينا عشان ميحملناش فوق طاقتنا رد احمد مؤيدا _ ايوه هو عارف ظروفنا كويس وعارف اننا مش هنقدر نتواجد بشكل يومي عشان ناخد بالنا منه نظرت لهم اسماء باكية _ مش هنسيبه .. افتكروا لما كان حد فينا بيتعب كان بيعمل ايه .. انت يا احمد لما تعبت وانت في ثانوي كان بينام جنب سريرك ع الارض عشان كل شوية يتطمن عليك ويديك الدوا ينكسون رؤوسهم بخزي .. تنهض اسماء _ انا هاقوم اروح دلوقت عشان عصام كل شوية يرن عليا .. وبكره هاجيلكم من بدري انهت جملتها سريعا ولم تنتظر منهم اجابة .. فتحت باب الشقة وخرجت واغلقته سريعا خلفها واتجهت الي درجات السلم لتهبط .. لم تتجاوز بضع درجات حتي سمعت رنين هاتفها .. كان المتصل عصام زوجها .. ردت علي مكالمته وهي تنزل مسرعة وهي تدق بكعب حذائها الارض بقوة حتي تسمعه صوت هبوطها السلم _ ايوه يا عصام .. انا نزلت اهو وجايه علي طول …. قاطعها _ لا
تيجي فين ؟.. خليكي انتي مع باباكي هو محتاجك دلوقت .. وبالنسبة للولاد متقلقيش ..انا هاعشيهم وانيمهم كمان .. بس انتي خليكي عندك متجيش توقفت مكانها مندهشة من تغيره المفاجئ _ مش فاهمة حاجة .. هو مش انت كنت عايزني اروح _ كنت _ ومش عايزني اروح دلوقت ليه ؟ _ هافهمك   وقف امجد في المطبخ يعد الشاي .. كان في نفس الوقت يتكلم في هاتفه مع زوجته ريهام .. كانت ريهام بالنسبة له العقل الذي يفكر له كما كانت تقول له دائما .. كان يستشيرها في كل اموره سواء في العمل او في علاقاته بالأخرين حتي اصبح لا يفعل شيء الا بعد ان تقره هي وتوافق عليه اولا .. كان يرد عليها وهو مرتبك حتي ان نظارته تأرجحت اعلي انفه عدة مرات وهو يرد عليها _ انا بأقولك بابا تعبان مش مات _ انت بتقول ان احمد قال ان حالته متأخرة _ ايوه _ طيب يعني لازم تفكر في اللي بعد كده _ افكر في ايه ؟ ما هو لو لا قدر الله مات تفاصيل بقي العزا والدفن دي كلها هيقوم بيها احمد وأكرم .. انا مبفهمش في الحاجات دي _ عزا ودفن ايه ؟.. _ اومال انتي قصدك ايه ؟ _ هو انت مش باباك عنده فلوس في البنك وعنده ارض ده غير الشقة اللي عايش فيها ؟ عجز امجد عن الرد كان يفهم جيدا ما ترمي اليه ريهام .. كان تفكيرها الاول دائما ينصب علي الماديات مما جعله رغم راتبه الكبير يكبل بالديون من اجل تطلعاتها التي لا تتوقف ابدا .. جائه صوتها به بعض الحدة _ امجد .. مالك سكت ليه ؟   في
صالة المنزل جلس احمد وهو مازال ممسكا بأوراق التحاليل الطبية الخاصة بوالده وهو يقرأ فيها .. رفع عينيه ليجد اكرم يتحرك في الصالة ويفتح كل الادراج التي يجدها امامه ويبحث بداخلها .. نظر له متعجبا _ انت بتدور علي ايه ؟ اقترب منه اكرم وجلس بجانبه وهو يتكلم بصوت منخفض حتي لا يسمعه احد _ هو انت عارف ابوك عنده ايه ؟ _ عنده كانسر _ عنده ايه املاك ؟ كانت الجملة صادمة لأحمد جعلته يفتح فمه ولا يتكلم للحظات .. فتحت اسماء باب الشقة ودخلت مرتبكة وهي تنظر لأحمد وأكرم وهي تحاول رسم ابتسامة علي وجهها _ عصام مخلصوش اني اسيب بابا واسيبكم لوحدكم .. انا هادخل اشوفه احسن يكون عايز حاجة لم تمهلهم ليردا عليها .. تركتهما واندفعت الي الداخل وكأنها ستري والدها للمرة الأولي في يومها هذا .. ظل اكرم يتابعها حتي اختفت ثم نظر الي احمد الذي ظل فمه مفتوح كما تركه قبل ان تدخل اسماء جعله ذلك يهتف فيه بدهشة _ انت ساكت ليه ؟ _ مستغرب _ مستغرب اني بأسأل علي املاك ابوك ؟ _ مستغرب انك بتسأل عليها دلوقت _  انت دكتور وقولت بنفسك ان التحاليل بتقول انه في مرحلة متأخرة صمت احمد .. لم يكن في امكانه مجادلة اكرم فهو يعرف طبيعته جيدا فهو يجيد النقاش ويتشبث برأيه حتي النهاية .. ظل محملقا فقط في وجه اخيه دون رد حتي انقذه ادم الذي دخل من الشرفة واقترب منهما وهو يلقي بجسده علي مقعد بالقرب منهما وهو ينظر لهما بهدوء _ 14 فدان في البلد وارض في اكتوبر وبيت اسكندرية ده غير الفلوس اللي في البنك والشقة دي نقل احمد عينيه دون ان ترمش من وجه اكرم الي وجه ادم وظل يحملق فيه هو الاخر .. نظرته المتعجبة جعلت ادم يبتسم رغما عنه _ ايه يا دكتور ؟.. الموضوع سهل اتصلت بالمحامي بتاع بابا وعرفت منه نفض احمد رأسه وهو يحاول الاستيعاب _ انتوا بجد قاعدين بتفكروا في الورث في وقت زي ده رد اكرم تلك المرة بهدوء _ يا دكتور الاعمار بأيد ربنا .. احنا بس مش عايزين تحصل مشاكل لو لا قدر الله بابا اتوفي فجأة نظر له احمد بدهشة _ وايه اللي هيخلي مشاكل تحصل .. يوم ما يموت هتتقسم بالشرع وحق ربنا نظر له ادم مبتسما بإستهتار _ وهي كانت اتقسمت وهو عايش بحق ربنا عشان تقسمها بعد ما يموت بحق ربنا ؟ رد احمد متعجبا من لهجة شقيقة الاصغر _ مش فاهم تدخل اكرم وهو ينظر لأحمد بحدة _ يعني متساويش اللي اتصرف عليه 7 سنين في طب واتفتحله عيادة باللي مخدش الا مساعدة بسيطة رد احمد بعنف _ الشقة اللي ابوك اشترهالك عشان تتجوز فيها .. مساعدة بسيطة ؟ تدخل ادم ليتوقف الامر عند ذلك بعد ان لمح نيران الغضب توشك ان تندلع في عيون شقيقيه _ انتوا هتقلبوها خناقة ليه ؟ .. احنا بنتكلم بس رد احمد بضيق وهو ينظر الي شقيقيه وهو ينهض _ اللي القلوب مخبياه  المواقف بتبينه .. انا داخل اشوف ابوكم واطمئن علي صحته .. ميصحش نقعد نتكلم هنعمل ايه بعد موته وهو لسه عايش  
تم نسخ الرابط