كسر مضاعف

كسر مضاعف
كسر مضاعف

يتحرك احمد ليدخل غرفة والده .. يزفر اكرم كل الغضب الذي بصدره وينظر له ادم مبتسما محاولا تخفيف الامر عليه

_ متزعلش نفسك .. ما انت عارف احمد اخوك دايما مصدر القيم والمبادئ في كل كلامه

هز اكرم رأسه موافقا علي ما يقوله ادم

_ عندك حق .. بس احنا برضو اتسرعنا في الكلام ادامه بالشكل ده

أومئ ادم برأسه موافقا .. زفر اكرم زفرة قصيرة اخرج بها ما تبقي في صدره من ضيق ثم التفت الي ادم وهو يخفض صوته

_ المحامي قالك عنده كام في البنك ولا مقالش ؟

 

جلس احمد علي طرف فراش والده وهو يضع السماعة الطبية في اذنه وهو يقوم بقياس ضغط دم والده .. كان المؤشر يعلو ويهبط واحمد ينظر له بتركيز وكأن ذلك المؤشر يشير الي ما بداخله هو من مشاعر متضاربة .. نظرت له اسماء التي كانت تقف الي جانبه بقلق واضح

_ ايه الاخبار يا احمد طمني .. ضغطه عامل ايه ؟

_ عالي شوية

ابتسم علي بوهن وهو ينظر لهما

_ يلا بقي حسن الختام .. هو انا هاخد زمني وزمن غيري

_ بس انت لازم لما تكون تعبان تقولنا متخبيش علينا

قالتها اسماء لوالدها بدون تفكير مما جعل احمد ينظر لها بضيق معاتبا .. تراجعت خطوة للوراء وقد شعرت انها اخطأت .. خفف احمد من حدة نظرته لها وهو يتكلم بهدوء

_ روحي انتي اعمليله حاجة يشربها

_ حاضر

خرجت اسماء من الغرفة وتركت احمد مع والدها .. انتظر احمد ليتأكد انها ابتعدت تماما ثم نظر الي والده مبتسما

_ لازم تاخد بالك من صحتك شوية يا حاج

_ السن ليه حكمه يا دكتور

_ عارف .. ومتقلقش انا

هاعمل كل اللي اقدر عليه عشان اخليك مستريح

_ طول عمرك حنين يا احمد وقد المسؤولية

ابتسم علي وهو يقول جملته الاخيرة برضا .. ابتسم احمد وهو يربت علي يد والده بحنان

_ انا هاتابعك كل يوم عشان نتطمن علي صحتك

_ طب وشغلك يا ابني ؟

_ ما هو عشان كده انا فكرت في حاجة واعتقد انك مش هتعترض

_ ايه يا ابني خير ؟

ابتسم احمد وهو يزيد من اقترابه من والده

_ فاكر حضرتك الشقة اللي انت كنت شاريها في اخر الشارع وكنت قافلها ومقولتش لحد عليها الا انا وماما الله يرحمها

_ كنت عايزك تتجوز فيها .. بس انت مرضتش

_ اهو جه وقتها .. ممكن افتحها عيادة وهتبقي قريبة منك واعرف اتابع صحتك بشكل دوري

_ بس ازاي هتقدر تباشر عيادتين في مدينة نصر والهرم

_ عادي هاقسم الايام وهاشغل دكاترة معايا .. بس والله انا فكرت في الفكرة دي عشان ابقي قريب منك

يبدو علي على التردد وهو يفكر

_ ماشي يا ابني سيبني افكر .. اصل انا مش عايز حاجة زي كده تعمل مشكلة بينك وبين اخواتك ولا يفتكروا اني بافضلك عنهم

_ والله لو كان فيهم حد دكتور ما كنت هاعترض .. هو حد يكره الخير لأخوه .. بس عشان محدش يزعل .. بلاش تقولهم

 

خرج امجد الي الشرفة وهو يمسك كوب الشاي في يده ويتكلم في الهاتف مع زوجته وهو مرتبك

_ فيلا ايه اللي بتفكري تشتريها وهتدفعيلها عربون يا ريهام ؟…… وهو انا هاقسم الميراث بتاعه وهو عايش …. هو ايه اللي ان شاء الله لما يموت ؟.. اسمها بعد الشر ولا بعد عمر طويل ….. ماشي اعملي اللي انتي عاوزاه …. مع السلامة

يضع الهاتف في جيبه ويمد فمه ليرتشف بعض الشاي من الكوب الذي بيده وهو يلتفت ليجد اكرم امامه ينظر له بغضب

_ هو انت مش كنت بتعملي شاي معاك

يرتبك فقد نسي بسبب مكالمة ريهام له انه وعد اكرم بكوب شاي له ايضا فيمد يده بالكوب الذي بيده له وهو يبتسم

_ اه اهو الشاي بتاعك

_ ما انت كنت بتشرب منه

وهو يضحك بارتباك

_ لا ده انا كنت بادوقه بس .. انت عارف بقي النفس امارة بالسوء

يمسك اكرم منه كوب الشاي وهو ينظر له بعدم اقتناع

_ قالتلك ايه ؟

_ مين ؟ نفسي ؟

_ لا مراتك

_ هو انت خدت بالك ؟

_ لا مخدتش بالي .. انا سمعت كل اللي كنت بتقوله

كان يود ان يهتف في شقيقه انه كان عليه الا يسمح لنفسه ان يستمع لمكالمة بينه وبين زوجته ولكن نظرة اكرم الذي تضيق عينيه عندما يكون غاضبا جعلته يتراجع ويبتسم بارتباك

_ ما انت عارف الستات .. قعدت تعيط بقي وصعب عليها بابا اوي

_ ريهام مراتك بتعرف تعيط ؟

_ اه .. احيانا

_ انت بتكدب ليه ؟ مش باقولك سمعت هي قالت ايه

_ ما انت عارف ريهام وتفكيرها .. بس قلبها ابيض

_ مش مهم .. ما انا شيرين مراتي كانت برضو مكلماني من شوية عشان عايزاني اشارك اخوها في مشروع .. المهم انا عايز انا وانت نتحد مع بعض وكلامنا يبقي واحد

_ اكيد احنا اخوات ولازم نتحد .. بس هنتحد ضد مين ؟

_ ضد اخواتك

ينظر له امجد باستغراب

_ نتحد ضدهم ازاي ؟

 

وقفت اسماء في المطبخ مع ادم وهي تنظر له باستغراب

_ مش فاهمة انت عايز تقول ايه

_ عايز اقول نكلم بابا يقسم من دلوقت

_ ده احنا مش عارفين نقوله اننا اكتشفنا انه عيان هنقوله ازاي يقسم الورث بينا ؟

_ ما احنا لازم نقوله ونصارحه .. كلنا عندنا التزامات ومصاريف

_ بس بابا عمره ما بخل علينا في حاجه

_ بس لما يديكي حبه في حبه غير ما تاخدي حقك علي بعضه وتتصرفي انتي

تصمت اسماء وهي تفكر فيما يقوله لها ادم .. كانت من لحظات قليلة انتهت من مكالماتها مع عصام الذي كان يريد ان يأتي هو وابناءها ليقيموا مع والدها ليضمن لها حقها في شقة والدها .. انفعل عندما قالت له ان اشقاءها سيرفضون واخبرها بنبرة عنيفة انه يستطيع التصدي لهم .. يبدو ان الامور ستتطور للأسوء

 

جلس علي في غرفته وهو مازال يعاني من الألم .. كان ينتظر احمد الذي خرج ليشتري له حقته مسكنة تخفف بعض من الامه تلك .. كان انتهي للتو من مكالمة اصابته بالدهشة .. شيرين زوجة اكرم التي لم تكن له يوما ودا حتي في المرات القليلة التي زارته فيها كانت متحفظة بشكل كبير في تعاملها معه .. كانت تعرض عليه ان ينتقل للإقامة معهم في منزلهم … سبقتها بدقائق ندي زوجة ادم وهي تعرض عليه نفس العرض .. ابنائه يتسابقون علي نيل رضائه بشكل لم يعهده منهم من قبل .. كان يحاول قلبه ان يقنعه انهم بالفعل شعروا بقيمته لديهم رغم رفض عقله لهذا التحول المفاجئ .. وهو يتجاذب ذلك الحديث مع عقله وقلبه دخل احمد الي غرفته ومعه كامل .. ابتسم علي لصديقه مازحا

 _ ايه يا كامل وحشتك ولا ايه ؟

_ وانا اقدر استغني عنك يا صديق العمر

رد احمد الذي كان يبدو علي وجهه الارتباك

_ عم كامل قابلني وانا باجيبلك المسكن وقاللي .. قاللي انه عايز منك ورق التحاليل بتاعته اللي كان شايلهم عندك

 

وقف امجد في شرفة منزل والده وهو يتكلم في هاتفه

_ ايوه يا ريهام زي ما بأقولك التحاليل كانت بتاعه عم كامل وكان مديها لبابا عشان يعرضها علي دكتور صديق ليهم ..عشان كده كان قاطع اسمه من الورقة …. لا اخواتي اتسرسبوا واحد ورا التاني .. اسماء قالت ان جوزها اتصل وقالها ان ابنها الصغير اتعور ومشيت وقالت انها هتيجي الصبح .. واحمد قال ان المستشفي كلموه وقالوله في حالة مهمة ولازم يجي .. واكرم قال انه هيجي اخر الاسبوع يشوف بابا ويتطمن عليه ….. ادم قاللي هاقعد معاك ونزل يجيب اكل وبعدين اتصل بيا من بره وقاللي العربية عطلت منه وهيجي بكره او بعده …. طيب وانا هاسيبه ازاي يا ريهام وامشي انا وعدته هاقعد معاه لحد الصبح

 

دخل امجد الي غرفة والده الذي كان يستغرق في النوم .. التقط امجد المنبه الصغير الموجود بجوار الفراش وبدل التوقيت من الثانية عشر الي السابعة .. ثم مد يده يهز والده ليوقظه .. فتح علي عينيه بصعوبة وهو ينظر الي امجد

_ ايه يا امجد خير في ايه ؟

_ انا هانزل يا بابا بقي الساعة بقت سبعة

حاول علي ان يفتح عينيه اكثر لكن يبدو ان تأثير الحقنة التي اعطاها له احمد كان لا يزال يؤثر به

_ غريبة .. اومال ليه حاسس ان احنا لسه بالليل ؟

_ لا هو الجو مغيم شوية النهاردة .. انا هانزل بقي وشويه كده واسماء هتجيلك

_ طيب يا حبيبي مع السلامة انت

اغلق علي عينيه وخرج امجد سريعا من الغرفة ومن الشقة كلها ..

 

مرت عدة ساعات .. المنبه الذي تلاعب امجد بعقاربه كان يشير الي العاشرة .. فتح علي عينيه وهو ينظر الي المنبه وينظر الي النافذة التي لا يظهر ضوء النهار خلفها .. ظل ينقل نظره بينهما عدة مرات محدثا نفسه بدهشة

_ هو انا كنت بأحلم ولا ايه ؟؟

اعتدل بصعوبة وهو يتكئ علي ظهر فراشه بصعوبة وهو ينادي بصوت عال

_ يا اسمااااااء .. اسماء .. امجد .. يا امجد .. حد يجي يوديني الحمام

كان  يبدو انه مازال مشوشا

_ يا احمد .. اكرم … يا ادم

ينتظر قليلا فلا يجيبه احد .. يحاول بصعوبة ان ينهض مستندا على الحائط  ويتحرك بدون اتزان الى خارج الغرفه .. يتحرك محاولا الوصول الي الصالة وهو مازال ينادي علي ابنائه

_يا ولااااد انتوا فين …. أمجد.. ادم .. يا احمد .. اكرم .. اسماء .. يا ولاااااد

تتعثر قدمه في طرف السجادة .. حاول علي أن يتمسك بالحائط لكن قدمه المكسورة خانته ..سمع صوت السجادة تُزمجر كوحشٍ خفي  ثم انهار على الأرض .. الألم اخترق جسده كسكين له نصل حاد .. لكن الأقسى كان صمت البيت من حوله… صمت يصرخ بأن أبناءه نسوه كما نسوا يوماً كل تضحياته

تلك المرة كان الكسر مضاعفا .. لم تكن عظامه فقط التي كُسرت

 

 

 

 

يتحرك احمد ليدخل غرفة والده .. يزفر اكرم كل الغضب الذي بصدره وينظر له ادم مبتسما محاولا تخفيف الامر عليه _ متزعلش نفسك .. ما انت عارف احمد اخوك دايما مصدر القيم والمبادئ في كل كلامه هز اكرم رأسه موافقا علي ما يقوله ادم _ عندك حق .. بس احنا برضو اتسرعنا في الكلام ادامه بالشكل ده أومئ ادم برأسه موافقا .. زفر اكرم زفرة قصيرة اخرج بها ما تبقي في صدره من ضيق ثم التفت الي ادم وهو يخفض صوته _ المحامي قالك عنده كام في البنك ولا مقالش ؟   جلس احمد علي طرف فراش والده وهو يضع السماعة الطبية في اذنه وهو يقوم بقياس ضغط دم والده .. كان المؤشر يعلو ويهبط واحمد ينظر له بتركيز وكأن ذلك المؤشر يشير الي ما بداخله هو من مشاعر متضاربة .. نظرت له اسماء التي كانت تقف الي جانبه بقلق واضح _ ايه الاخبار يا احمد طمني .. ضغطه عامل ايه ؟ _ عالي شوية ابتسم علي بوهن وهو ينظر لهما _ يلا بقي حسن الختام .. هو انا هاخد زمني وزمن غيري _ بس انت لازم لما تكون تعبان تقولنا متخبيش علينا قالتها اسماء لوالدها بدون تفكير مما جعل احمد ينظر لها بضيق معاتبا .. تراجعت خطوة للوراء وقد شعرت انها اخطأت .. خفف احمد من حدة نظرته لها وهو يتكلم بهدوء _ روحي انتي اعمليله حاجة يشربها _ حاضر خرجت اسماء من الغرفة وتركت احمد مع والدها .. انتظر احمد ليتأكد انها ابتعدت تماما ثم نظر الي والده مبتسما _ لازم تاخد بالك من صحتك شوية يا حاج _ السن ليه حكمه يا دكتور _ عارف .. ومتقلقش انا
هاعمل كل اللي اقدر عليه عشان اخليك مستريح _ طول عمرك حنين يا احمد وقد المسؤولية ابتسم علي وهو يقول جملته الاخيرة برضا .. ابتسم احمد وهو يربت علي يد والده بحنان _ انا هاتابعك كل يوم عشان نتطمن علي صحتك _ طب وشغلك يا ابني ؟ _ ما هو عشان كده انا فكرت في حاجة واعتقد انك مش هتعترض _ ايه يا ابني خير ؟ ابتسم احمد وهو يزيد من اقترابه من والده _ فاكر حضرتك الشقة اللي انت كنت شاريها في اخر الشارع وكنت قافلها ومقولتش لحد عليها الا انا وماما الله يرحمها _ كنت عايزك تتجوز فيها .. بس انت مرضتش _ اهو جه وقتها .. ممكن افتحها عيادة وهتبقي قريبة منك واعرف اتابع صحتك بشكل دوري _ بس ازاي هتقدر تباشر عيادتين في مدينة نصر والهرم _ عادي هاقسم الايام وهاشغل دكاترة معايا .. بس والله انا فكرت في الفكرة دي عشان ابقي قريب منك يبدو علي على التردد وهو يفكر _ ماشي يا ابني سيبني افكر .. اصل انا مش عايز حاجة زي كده تعمل مشكلة بينك وبين اخواتك ولا يفتكروا اني بافضلك عنهم _ والله لو كان فيهم حد دكتور ما كنت هاعترض .. هو حد يكره الخير لأخوه .. بس عشان محدش يزعل .. بلاش تقولهم   خرج امجد الي الشرفة وهو يمسك كوب الشاي في يده ويتكلم في الهاتف مع زوجته وهو مرتبك _ فيلا ايه اللي بتفكري تشتريها وهتدفعيلها عربون يا ريهام ؟…… وهو انا هاقسم الميراث بتاعه وهو عايش …. هو ايه اللي ان شاء الله لما يموت ؟.. اسمها بعد الشر ولا بعد عمر طويل …..
ماشي اعملي اللي انتي عاوزاه …. مع السلامة يضع الهاتف في جيبه ويمد فمه ليرتشف بعض الشاي من الكوب الذي بيده وهو يلتفت ليجد اكرم امامه ينظر له بغضب _ هو انت مش كنت بتعملي شاي معاك يرتبك فقد نسي بسبب مكالمة ريهام له انه وعد اكرم بكوب شاي له ايضا فيمد يده بالكوب الذي بيده له وهو يبتسم _ اه اهو الشاي بتاعك _ ما انت كنت بتشرب منه وهو يضحك بارتباك _ لا ده انا كنت بادوقه بس .. انت عارف بقي النفس امارة بالسوء يمسك اكرم منه كوب الشاي وهو ينظر له بعدم اقتناع _ قالتلك ايه ؟ _ مين ؟ نفسي ؟ _ لا مراتك _ هو انت خدت بالك ؟ _ لا مخدتش بالي .. انا سمعت كل اللي كنت بتقوله كان يود ان يهتف في شقيقه انه كان عليه الا يسمح لنفسه ان يستمع لمكالمة بينه وبين زوجته ولكن نظرة اكرم الذي تضيق عينيه عندما يكون غاضبا جعلته يتراجع ويبتسم بارتباك _ ما انت عارف الستات .. قعدت تعيط بقي وصعب عليها بابا اوي _ ريهام مراتك بتعرف تعيط ؟ _ اه .. احيانا _ انت بتكدب ليه ؟ مش باقولك سمعت هي قالت ايه _ ما انت عارف ريهام وتفكيرها .. بس قلبها ابيض _ مش مهم .. ما انا شيرين مراتي كانت برضو مكلماني من شوية عشان عايزاني اشارك اخوها في مشروع .. المهم انا عايز انا وانت نتحد مع بعض وكلامنا يبقي واحد _ اكيد احنا اخوات ولازم نتحد .. بس هنتحد ضد مين ؟ _ ضد اخواتك ينظر له امجد باستغراب _ نتحد ضدهم ازاي ؟   وقفت اسماء في المطبخ مع ادم وهي تنظر له باستغراب _ مش فاهمة انت عايز تقول ايه _ عايز اقول نكلم بابا يقسم من دلوقت _ ده احنا مش عارفين نقوله اننا اكتشفنا انه عيان هنقوله ازاي يقسم الورث بينا ؟ _ ما احنا لازم نقوله ونصارحه .. كلنا عندنا التزامات ومصاريف _ بس بابا عمره ما بخل علينا في حاجه _ بس لما يديكي حبه في حبه غير ما تاخدي حقك علي بعضه وتتصرفي انتي تصمت اسماء وهي تفكر فيما يقوله لها ادم .. كانت من لحظات قليلة انتهت من مكالماتها مع عصام الذي كان يريد ان يأتي هو وابناءها ليقيموا مع والدها ليضمن لها حقها في شقة والدها .. انفعل عندما قالت له ان اشقاءها سيرفضون واخبرها بنبرة عنيفة انه يستطيع التصدي لهم .. يبدو ان الامور ستتطور للأسوء   جلس علي في غرفته وهو مازال يعاني من الألم .. كان ينتظر احمد الذي خرج ليشتري له حقته مسكنة تخفف بعض من الامه تلك .. كان انتهي للتو من مكالمة اصابته بالدهشة .. شيرين زوجة اكرم التي لم تكن له يوما ودا حتي في المرات القليلة التي زارته فيها كانت متحفظة بشكل كبير في تعاملها معه .. كانت تعرض عليه ان ينتقل للإقامة معهم في منزلهم … سبقتها بدقائق ندي زوجة ادم وهي تعرض عليه نفس العرض .. ابنائه يتسابقون علي نيل رضائه بشكل لم يعهده منهم من قبل .. كان يحاول قلبه ان يقنعه انهم بالفعل شعروا بقيمته لديهم رغم رفض عقله لهذا التحول المفاجئ .. وهو يتجاذب ذلك الحديث مع عقله وقلبه دخل احمد الي غرفته ومعه كامل .. ابتسم علي لصديقه مازحا  _ ايه يا كامل وحشتك ولا ايه ؟ _ وانا اقدر استغني عنك يا صديق العمر رد احمد الذي كان يبدو علي وجهه الارتباك _ عم كامل قابلني وانا باجيبلك المسكن وقاللي .. قاللي انه عايز منك ورق التحاليل بتاعته اللي كان شايلهم عندك   وقف امجد في شرفة منزل والده وهو يتكلم في هاتفه _ ايوه يا ريهام زي ما بأقولك التحاليل كانت بتاعه عم كامل وكان مديها لبابا عشان يعرضها علي دكتور صديق ليهم ..عشان كده كان قاطع اسمه من الورقة …. لا اخواتي اتسرسبوا واحد ورا التاني .. اسماء قالت ان جوزها اتصل وقالها ان ابنها الصغير اتعور ومشيت وقالت انها هتيجي الصبح .. واحمد قال ان المستشفي كلموه وقالوله في حالة مهمة ولازم يجي .. واكرم قال انه هيجي اخر الاسبوع يشوف بابا ويتطمن عليه ….. ادم قاللي هاقعد معاك ونزل يجيب اكل وبعدين اتصل بيا من بره وقاللي العربية عطلت منه وهيجي بكره او بعده …. طيب وانا هاسيبه ازاي يا ريهام وامشي انا وعدته هاقعد معاه لحد الصبح   دخل امجد الي غرفة والده الذي كان يستغرق في النوم .. التقط امجد المنبه الصغير الموجود بجوار الفراش وبدل التوقيت من الثانية عشر الي السابعة .. ثم مد يده يهز والده ليوقظه .. فتح علي عينيه بصعوبة وهو ينظر الي امجد _ ايه يا امجد خير في ايه ؟ _ انا هانزل يا بابا بقي الساعة بقت سبعة حاول علي ان يفتح عينيه اكثر لكن يبدو ان تأثير الحقنة التي اعطاها له احمد كان لا يزال يؤثر به _ غريبة .. اومال ليه حاسس ان احنا لسه بالليل ؟ _ لا هو الجو مغيم شوية النهاردة .. انا هانزل بقي وشويه كده واسماء هتجيلك _ طيب يا حبيبي مع السلامة انت اغلق علي عينيه وخرج امجد سريعا من الغرفة ومن الشقة كلها ..   مرت عدة ساعات .. المنبه الذي تلاعب امجد بعقاربه كان يشير الي العاشرة .. فتح علي عينيه وهو ينظر الي المنبه وينظر الي النافذة التي لا يظهر ضوء النهار خلفها .. ظل ينقل نظره بينهما عدة مرات محدثا نفسه بدهشة _ هو انا كنت بأحلم ولا ايه ؟؟ اعتدل بصعوبة وهو يتكئ علي ظهر فراشه بصعوبة وهو ينادي بصوت عال _ يا اسمااااااء .. اسماء .. امجد .. يا امجد .. حد يجي يوديني الحمام كان  يبدو انه مازال مشوشا _ يا احمد .. اكرم … يا ادم ينتظر قليلا فلا يجيبه احد .. يحاول بصعوبة ان ينهض مستندا على الحائط  ويتحرك بدون اتزان الى خارج الغرفه .. يتحرك محاولا الوصول الي الصالة وهو مازال ينادي علي ابنائه _يا ولااااد انتوا فين …. أمجد.. ادم .. يا احمد .. اكرم .. اسماء .. يا ولاااااد تتعثر قدمه في طرف السجادة .. حاول علي أن يتمسك بالحائط لكن قدمه المكسورة خانته ..سمع صوت السجادة تُزمجر كوحشٍ خفي  ثم انهار على الأرض .. الألم اخترق جسده كسكين له نصل حاد .. لكن الأقسى كان صمت البيت من حوله… صمت يصرخ بأن أبناءه نسوه كما نسوا يوماً كل تضحياته تلك المرة كان الكسر مضاعفا .. لم تكن عظامه فقط التي كُسرت        
تم نسخ الرابط