كسر مضاعف
نظر كامل لعلي مبتسما بسعادة
_ ربنا يخليهملك يا على .. بصراحة انت ربنا كرمك فى عيالك .. رغم ان كل واحد فيهم عنده شغله وبيته وعياله .. لكن اول ما عرفوا باللي حصلك جم كلهم جري عشان يشوفوك
ابتسم علي بسعادة
_ يلا ما احنا ياما شيلناهم .. يشيلونا هما شويه بقى .. بس اللى مفرحنى بجد يا كامل انهم الحمد لله بيعملوا ده وهما حابينه .. محستش اني تقيل على حد فيهم ..
كانت اسماء في ذلك الوقت تقف في المطبخ وهي تتكلم في هاتفها مع زوجها .. كانت رغم غضبها الواضح في نبرة صوتها الا انها كانت تتكلم بصوت منخفض حتي لا يسمعها اشقاءها المتجمعين في الصالة ولا والدها وضيفه المتواجدان في غرفة والدها ..
_ يا عصام بلاش تتغط عليا اكتر من كده انا فيا اللى مكفينى وزيادة …. وانا هاعمل ايه ما كلهم موجودين هنا هاسيبهم وانا وأمشي …..هو مين اللى بيعيط ده …. طب ما تحطله ياكل يا عصام .. يعني سايب الواد جعان وبيعيط عشان تسمعني صوته ….. يا سلام ما انت لما مامتك تعبت روحتلها وبايت معاها …… يعني ايه انا ست وانت راجل دي ؟….. خلاص خلاص هاشوف هما هيرسوا علي ايه وابقي احاول اتحجج بأي حجه وأجي ….. بس أكل الواد يا عصام .. الواد ملوش ذنب
اغلقت هاتفها وهي تكتم غيظها وفي نفس الوقت يأتيها صوت كامل من خارج المطبخ
_ يا أسمااااااااء
ترد بغضب
_ نعم
ثم تتمالك نفسها مرة اخرى وهى تتحرك خارجه من المطبخ
_ايوه انا جايه اهو
ترسم ابتسامة مزيفة علي وجهها وتخرج لتجد عم كامل الذي خرج من غرفة والدها ووقف متحرجا
_ ايه ياعمو انت ماشى بدرى كده ليه ؟
يبتسم بود
_ خلاص بقى يا بنتى مبقاش فينا حيل للسهر .. عموما بكره ان شاء الله هاعدى عليه واقعد معاه شويه اسليه
_ ان شاء الله
تظل محتفظة بإبتسامتها حتي يبتعد ثم تتخلي عن ملامحها المزيفة وتعود لتزفر بضيق وتتجه الي الصالة وهي تسمع صوت كامل وهو يتبادل عبارات الوداع مع اشقاءها ويعقب ذلك صوت غلق باب الشقة .. تخرج اسماء متمهلة الي صالة المنزل .. اشقاءها الاربعة كل منهم يجلس في احد جوانبها مشغول بهاتفه .. تقف وهي تنظر لهم وهي تحاول ان تبدو طبيعية وهي تتكلم
_انا كده شطبت المطبخ ورتبت الاوضه جوه وكله تمام
ينظر لها ادم مبتسما بسخرية
_ ومالك بتقوليها زي ام سيد اللي بتيجي تساعد ندي مراتي كل جمعة كده
تجلس وهي تنظر لهم بعد ان اتجهت انظارهم جميعا لها
_ عشان عايزة امشي
هتف فيها اكرم بغضب
_ احنا هنهزر من اولها
ترد اسماء بعصبية
_ مش باهزر .. انتوا اللي هتبقوا بتهزروا لو عايزيني ابات
يشير لهم امجد ان يخفضوا اصواتهم
_ يا جماعة وطوا صوتكم .. بابا كده هيسمعكم
يأتي صوت علي وهو ينادي من غرفته
_ يا احمد .. احمد
ينظر احمد الي اسماء
_ قومي شوفي بابا عايز ايه
ترد عليه بنبرة متحدية
_ هو قال يا احمد مش يا اسماء
ينظر لها بغضب وهو ينهض
_ ماشي
يدخل احمد الي غرفة والده .. وتنظر اسماء الي اشقاءها وهي تتكلم بعصبية
_ انتوا رجاله لكن انا ست .. وشغل البيت كله فوق دماغي
يرد عليها اكرم بحدة
_ ما احنا كمان ورانا اشغال واتفقنا اننا كلنا هنقعد مع بعض
ترد بعصبية
_ وليه كلنا .. ما الموجود يسد
يتدخل امجد محاولا تهدئة الموقف
_ خلاص يا جماعه نهدا شوية بقي مش كده .. الناس لو سمعت صوتنا كده يقولوا ايه يعني ؟ .. مش قادرين يستحملوا ابوهم لما تعب ؟
يصمت الجميع بعد ان شعروا ان كلامه صحيح .. ويكمل هو حديثه بشكل طبيعي
_ خلاص .. هي اسماء تقعد معانا شوية وانا هانزل اوصلها عشان متروحش لوحدها
ضحك ادم بقوة وهو ينظر لشقيقة امجد الذي بدأ ينظر لهم بارتباك وقد فهم ان خدعته تم كشفها اسرع مما توقع .. نظر له اكرم بقوة
_ زي ما انت متغيرتش .. لما تحب توصل لحاجة تقعد تلف وتدور حواليها
قبل ان يرد امجد لينفي التهمة عنه خرج احمد لهم وهو يزفر بضيق وهو يتكلم بصوت خفيض غاضب
_ لا انا مش هينفعني الوضع ده .. انتوا عارفين انى مبعرفش اعمل حاجه فى البيت .. انا من اول ما دخلت لابوكم وهو مبطلش طلبات ..هاتلى كذا .. افتحلى التليفزيون .. اعملى شاى .. وكمان خلاني ادخله الحمام .. انا دكتور مش بيبي سيتر
القي بنفسه علي اقرب مقعد له .. وبدا علي الجميع الضيق فهم سيكونون تلك الليلة وربما ليالي قادمة ايضا اسري لطلبات والدهم التي لن تنتهي .. نهض ادم وهو يسأل اشقائه عن شاحن لهاتفه .. لم يكن احدهم يملك شاحن فبدأ بالبحث في بعض ادراج نيش السفرة حتي اصطدمت يده صدفة بورقة فتحها بلا مبالاة في البداية ولكنه توقف وهو يقرأ ما فيها متعجبا ثم نظر الي اشقائه وهو يهتف
_ انتوا شوفتوا ده قبل كده ؟
تعلقت انظار الجميع به
تحركت اسماء داخل المطبخ وهي مرتبكة ومتوترة .. كان ما حدث منذ دقائق أمر صعب للغاية علي نفسها .. رن هاتفها فجأة فجعلها تفزع رغما عنها .. كان المتصل هو عصام زوجها .. اتاها من الطرف الاخر صوته غاضبا
_ ايه يا اسماء ؟.. مجتيش ليه ؟
_ معلش يا عصام جصلت حاجة كده …
قاطعها
_ ايوه ابتدينا الحجج بقي
_ مش حجج والله يا عصام .. انا قولتلهم هاروح وهما وافقوا وهيقعدوا هما الليلة مع بابا
_ اومال مالك .. في ايه ؟
غلبتها دموعها
_ بابا يا عصام
_ ايوه ما انا عارف ان رجله اتكسرت
_ لا مش بس كده .. بابا طلع عنده سرطان ومخبي علينا
صمت زوجها قليلا وهو يستوعب الموقف .. اكملت اسماء وهي تبكي
_ شوية كده وهانزل ولما اجي ابقي احكيلك علي كل حاجة
جلس احمد وهو مازال يقلب في الاوراق التي تحمل التحاليل التي وجدها ادم .. كانت عيون ادم وامجد واكرم متعلقة به ينتظرون منه ان يتكلم .. خرجت اسماء لتجلس معهم وقد لاحظت صمتهم فنظرت اليهم متسائلة
_ فهمتوا حاجة تانية من التحاليل دي
رد احمد وهو مازال يحرك الاوراق بين يديه في حيرة
_ ورق التحاليل بيقول كانسر .. لكن الغريب ان اسم المريض متشال من التحاليل كلها
ردت اسماء باكية
_ اكيد بابا خاف حد مننا يشوف التحاليل ويعرف انه مريض
يصمت الجميع وهم يفكرون .. يبدو كلام اسماء مقنعا .. والدهم مريض بالسرطان واخفي عنهم الأمر حتي لا يثير قلقهم .. لم يكن لدي اي منهم شيء ليقوله ولا حل ليقدمه للأخرين .. بدت افكارهم مشوشة وجملهم مبتورة غير مكتملة .. نظر ادم لهم
نظر كامل لعلي مبتسما بسعادة _ ربنا يخليهملك يا على .. بصراحة انت ربنا كرمك فى عيالك .. رغم ان كل واحد فيهم عنده شغله وبيته وعياله .. لكن اول ما عرفوا باللي حصلك جم كلهم جري عشان يشوفوك ابتسم علي بسعادة _ يلا ما احنا ياما شيلناهم .. يشيلونا هما شويه بقى .. بس اللى مفرحنى بجد يا كامل انهم الحمد لله بيعملوا ده وهما حابينه .. محستش اني تقيل على حد فيهم .. كانت اسماء في ذلك الوقت تقف في المطبخ وهي تتكلم في هاتفها مع زوجها .. كانت رغم غضبها الواضح في نبرة صوتها الا انها كانت تتكلم بصوت منخفض حتي لا يسمعها اشقاءها المتجمعين في الصالة ولا والدها وضيفه المتواجدان في غرفة والدها .. _ يا عصام بلاش تتغط عليا اكتر من كده انا فيا اللى مكفينى وزيادة …. وانا هاعمل ايه ما كلهم موجودين هنا هاسيبهم وانا وأمشي …..هو مين اللى بيعيط ده …. طب ما تحطله ياكل يا عصام .. يعني سايب الواد جعان وبيعيط عشان تسمعني صوته ….. يا سلام ما انت لما مامتك تعبت روحتلها وبايت معاها …… يعني ايه انا ست وانت راجل دي ؟….. خلاص خلاص هاشوف هما هيرسوا علي ايه وابقي احاول اتحجج بأي حجه وأجي ….. بس أكل الواد يا عصام .. الواد ملوش ذنب اغلقت هاتفها وهي تكتم غيظها وفي نفس الوقت يأتيها صوت كامل من خارج المطبخ _ يا أسمااااااااء ترد بغضب _ نعم ثم تتمالك نفسها مرة اخرى وهى تتحرك خارجه من المطبخ _ايوه انا جايه اهو ترسم ابتسامة مزيفة علي وجهها وتخرج لتجد عم كامل الذي خرج من غرفة والدها ووقف متحرجا
