طموح رجل تزوج

طموح رجل تزوج
طموح رجل تزوج

– محدش له مشكلة شخصية معاك، أي شتيمة تسمعها خليك فاهم إنها للسيستم بتاع الشركة مش لشخصك، فلازم تمتص غضب العميل وتهندله.

جلس يستمع لشكوى زوجته من الجارة الشريرة، وهو يشعر بطنين في أذنه لكنه كان متحمسًا للحديث:

– استهدي بالله بس وأنا عندي حل عبقري… انتِ عارفة حلولي بقى.

زفرت ناريمان وهي تستعد لسماع كارثة جديدة:

– قول يا آخرة صبري، اطربني يا عبقرينو.

اقترب حسن منها وبدأ يتحدث بهمس وكأنه يخشى أن يستمع له أحد:

– نهندلها!

– نبهدلها؟ إزاي يعني؟!

قام برفع صوته قليلًا:

– باقول لك نهندلها بس بطريقتنا، الولية اللي قدامنا دي مفترية، وانتِ عارفة الحكمة اللي بتقول “لا يفل الحديد إلا الحديد” فإحنا نتعامل معاها كويس بس نجيب لها اللي يبهدلها زي ما انتِ قلتِ كده.

فركت جبينها بيدها في محاولة منها لفهمه دون جدوى:

– حديد إيه يا حسن، ونهندلها يعني إيه؟

– نهندلها يعني نسايسها وناخدها على قد عقلها مؤقتًا، لكن عارفة!  الست دي مفيش حد هيعرف يسلك معاها ويوقفها عند حدها غير أمي… تيجي بس تقعد كام يوم وتتعامل هي بطريقتها ونرتاح بقى من الوش ده.

لم تستطع أن تكتم شهقتها في وجهه:

– أمك لأ الله يسترك يا شيخ… أنا هاتحمل الولية دي وهاتعامل معاها لكن أمك لأ.

– مالها أمي يا ناريمان… بتعمل لك إيه ؟

– متستعبطش يا حسن انت عارف أمك بتعمل إيه؟ وأنا تعبت بقى من تلقيح الكلام وبهدلتها فيَّ كل شوية.

أصر حسن على استضافة والدته، بعد نقاش طويل بينما ترى ناريمان أن قهر حسن لها أصبح لا يُطاق، هو يعرف تمامًا كيف تتعامل “سعاد” معها، ورغم كل ما تحمَّلته لأجله، وكل ما تقبلته منذ أن تمت هذه الزيجة، كان يصر على

إيجاد أسباب جديدة لقهرها، واتخاذ قرارًا مفاجئًا آخر باستضافة والدته لبضعة أيام وتكدير صفو حياتها بحجة التصدي لتلك الجارة، وكأنها “سوبر سعاد” قاتلة الأشرار، لكنها هذه المرة لن تستسلم، ولن تواجه هذه المرأة وحدها، فكما قال زوجها “لا يفل الحديد إلا الحديد” فلابد من وضع حد لتصرفات “سعاد” أيضًا، ولن يتصدى لها سوى “هدى” فأمسكت هاتفها، وأخبرت والدتها بأنها تحتاج أن تقيم لديها لبضعة أيام حتى تتقي شر حماتها، التي وصلت بالطبع لتنال فرصة جديدة للتشفي من ناريمان:

– أهلا وسهلا با طنط، نورتي بيتنا الجديد.

– والله يا بنتي مش عارفة أقول لك إيه؟ يعني حبة العفش الحلوين دول، مكانهم مش هنا خالص… لا في الشارع ده ولا الشقة دي، خسارة والله، بس نقول إيه بقى، ما لو كنتِ وقتها بلغتنيني باللي…

قاطعتها وهي تقاوم تلك الرغبة في الانفجار أمامها:

– معلش بقى الظروف حكمت، وكلها شوية ونسد لابنك الكبير فلوسه ونرجع بيتنا على خير.

– معلش؟ آه طبعًا، ما لازم تقولي كده… ما هو كله منك.

– كله من ابنك… اسمها كله من ابنك يا طنط، ابنك اللي ضحك عليا وفهمني إنه مخطط لحياة مختلفة وأنا زي الهبلة سمعت كلامه وصدقته، داريت عنك وعن أهلي أنا عايشة معاه إزاي واستحملت معاه إيه، وبرضه مصممة تخليني أشيل ذنب مش ذنبي.

– أحسن… تستاهلي أنا فرحانة فيكٍ.. فاكرة إن أنا هاعيط بقى من الكلمتين دول وأقول لك معلش سامحيني؟  انتِ ضيعتي مستقبله وحياته رغم إن أنا مجوزاه مخصوص علشان يتلم ويشيل مسؤولية، لكن بدل ما تصلحي أحواله عوجتيها زيادة… استحملي بقى ياختي.

أنهت كلماتها مع ابتسامة سمجة تنم عن شماتة مطلقة، لم تتحملها ناريمان:

– عارفة الشماتة اللي انتِ جاية لي بيها دي؟ أنا عارفة إنها في ابنك مش فيَّ لأ، انتِ ست مريضة، زعلانة أوي علشان ماسمعش كلامك حتى بعد ما كنتِ متخيلة إنك أجبرتيه يتجوز علشان يخاف على مرتبه، دبستيني ومشيلاني ذنبه وذنبك بس أنا دلوقتي واثقة إنك شمتانة فيه هو… طول الوقت كنت عارفة وكنت باتفرَّج عليكِ، وكنت شمتانة فيكِ برضه علشان استخدمتيني في مخططاتك، اللي ابنك بوظها.

زمت سعاد شفتيها وهي تضحك بسخرية:

– الحاجة الوحيدة اللي محسساني بالذنب هي إني اخترت لابني واحدة جابت له النحس، نحستيه يا ناريمان وخليتي حاله بقى يصعب على الكافر، ولو شمتانة فيه زي ما بتقولي فهيبقى علشان غبي ومفهمش إنك نحس من أول يوم.

ظلت ناريمان تبتلع غضبها حتى سمعت طرقات على باب شقتها، لتتنهد براحة بعدما شاهدت والديها أمامها، كانت هدى والدة ناريمان متحفزة للغاية لمقابلة سعاد وكأنها ذاهبة لاسترداد كرامة ابنتها المهدورة تحت أقدام هذه المرأة ونجلها، أخذت تنظر لها بحنق ثم جلست أمامها بعدما أخذت جولة سريعة في الشقة مع التمتمة بكلمات عن القذارة، والقرف:

– إيه الزريبة اللي ابنك جايب بنتي فيها دي يا أم حسن؟

– سبق وقلت قبل كده مبحبش حد يقول لي يا أم فلان وعلان أنا اسمي سعاد، وبعدين ما هو عايش معاها في الزريبة أهه مش سايبها لوحدها، بس معلش أهه غباء ناس بتشيله ناس.

لم يتحمل والد ناريمان سماع هذه الكلمات على ابنته، فقرر ولأول مرة أن يواجه هذه المرأة بنفس أسلوبها، متخليًا عن سلبيته:

– يا ست انتِ مدرستيش منطق في المدرسة قبل كده؟ ده بنتي مستحملة مع ابنك اللي مفيش يتحمله، بنتي بتصرف عليه من فلوسها، عارفة ابنك كده يبقى اسمه إيه؟

– ابني اسمه حسن ياخويا؟ وبنتك بتصرف على بيتها وابنها مش على ابني، ولولا إنها طاوعته في الهبل اللي عمله وماخدتش رأي حد ولا رجعت لي يبقى هي السبب علشان جوازة ابني السودا دي كان غرضي منها يشيل مسؤولية، لكن أهه غرق زيادة بشيلة تقيلة على دماغه.

تعالت الأصوات وتداخلت، ثم تحولت لسباب وتبادل اتهامات وتهديد بطلب الطلاق، والمطالبة بحقوق ناريمان الزوجية، زادت حدة النقاش وتحولت لشجار حاد انتبه له الجيران وتوجهوا مسرعين نحو الشقة طارقين بابها بعنف، تقدمت “سميرة” مسيرة الجيران وسبقتهم داخل الشقة مستفسرة عن سبب الشجار، استقبلتهم ناريمان بترحاب مقتضب في محاولة لنفي الأمر:

– أهلا يا جماعة مفيش حاجة هو بس سوء تفاهم وصوتنا علي شوية.

– محدش له مشكلة شخصية معاك، أي شتيمة تسمعها خليك فاهم إنها للسيستم بتاع الشركة مش لشخصك، فلازم تمتص غضب العميل وتهندله. جلس يستمع لشكوى زوجته من الجارة الشريرة، وهو يشعر بطنين في أذنه لكنه كان متحمسًا للحديث: – استهدي بالله بس وأنا عندي حل عبقري… انتِ عارفة حلولي بقى. زفرت ناريمان وهي تستعد لسماع كارثة جديدة: – قول يا آخرة صبري، اطربني يا عبقرينو. اقترب حسن منها وبدأ يتحدث بهمس وكأنه يخشى أن يستمع له أحد: – نهندلها! – نبهدلها؟ إزاي يعني؟! قام برفع صوته قليلًا: – باقول لك نهندلها بس بطريقتنا، الولية اللي قدامنا دي مفترية، وانتِ عارفة الحكمة اللي بتقول “لا يفل الحديد إلا الحديد” فإحنا نتعامل معاها كويس بس نجيب لها اللي يبهدلها زي ما انتِ قلتِ كده. فركت جبينها بيدها في محاولة منها لفهمه دون جدوى: – حديد إيه يا حسن، ونهندلها يعني إيه؟ – نهندلها يعني نسايسها وناخدها على قد عقلها مؤقتًا، لكن عارفة!  الست دي مفيش حد هيعرف يسلك معاها ويوقفها عند حدها غير أمي… تيجي بس تقعد كام يوم وتتعامل هي بطريقتها ونرتاح بقى من الوش ده. لم تستطع أن تكتم شهقتها في وجهه: – أمك لأ الله يسترك يا شيخ… أنا هاتحمل الولية دي وهاتعامل معاها لكن أمك لأ. – مالها أمي يا ناريمان… بتعمل لك إيه ؟ – متستعبطش يا حسن انت عارف أمك بتعمل إيه؟ وأنا تعبت بقى من تلقيح الكلام وبهدلتها فيَّ كل شوية. أصر حسن على استضافة والدته، بعد نقاش طويل بينما ترى ناريمان أن قهر حسن لها أصبح لا يُطاق، هو يعرف تمامًا كيف تتعامل “سعاد” معها، ورغم كل ما تحمَّلته لأجله، وكل ما تقبلته منذ أن تمت هذه الزيجة، كان يصر على
إيجاد أسباب جديدة لقهرها، واتخاذ قرارًا مفاجئًا آخر باستضافة والدته لبضعة أيام وتكدير صفو حياتها بحجة التصدي لتلك الجارة، وكأنها “سوبر سعاد” قاتلة الأشرار، لكنها هذه المرة لن تستسلم، ولن تواجه هذه المرأة وحدها، فكما قال زوجها “لا يفل الحديد إلا الحديد” فلابد من وضع حد لتصرفات “سعاد” أيضًا، ولن يتصدى لها سوى “هدى” فأمسكت هاتفها، وأخبرت والدتها بأنها تحتاج أن تقيم لديها لبضعة أيام حتى تتقي شر حماتها، التي وصلت بالطبع لتنال فرصة جديدة للتشفي من ناريمان: – أهلا وسهلا با طنط، نورتي بيتنا الجديد. – والله يا بنتي مش عارفة أقول لك إيه؟ يعني حبة العفش الحلوين دول، مكانهم مش هنا خالص… لا في الشارع ده ولا الشقة دي، خسارة والله، بس نقول إيه بقى، ما لو كنتِ وقتها بلغتنيني باللي… قاطعتها وهي تقاوم تلك الرغبة في الانفجار أمامها: – معلش بقى الظروف حكمت، وكلها شوية ونسد لابنك الكبير فلوسه ونرجع بيتنا على خير. – معلش؟ آه طبعًا، ما لازم تقولي كده… ما هو كله منك. – كله من ابنك… اسمها كله من ابنك يا طنط، ابنك اللي ضحك عليا وفهمني إنه مخطط لحياة مختلفة وأنا زي الهبلة سمعت كلامه وصدقته، داريت عنك وعن أهلي أنا عايشة معاه إزاي واستحملت معاه إيه، وبرضه مصممة تخليني أشيل ذنب مش ذنبي. – أحسن… تستاهلي أنا فرحانة فيكٍ.. فاكرة إن أنا هاعيط بقى من الكلمتين دول وأقول لك معلش سامحيني؟  انتِ ضيعتي مستقبله وحياته رغم إن أنا مجوزاه مخصوص علشان يتلم ويشيل مسؤولية، لكن بدل ما تصلحي أحواله عوجتيها زيادة… استحملي بقى ياختي. أنهت كلماتها مع ابتسامة سمجة تنم عن شماتة مطلقة، لم تتحملها ناريمان: – عارفة الشماتة اللي انتِ
جاية لي بيها دي؟ أنا عارفة إنها في ابنك مش فيَّ لأ، انتِ ست مريضة، زعلانة أوي علشان ماسمعش كلامك حتى بعد ما كنتِ متخيلة إنك أجبرتيه يتجوز علشان يخاف على مرتبه، دبستيني ومشيلاني ذنبه وذنبك بس أنا دلوقتي واثقة إنك شمتانة فيه هو… طول الوقت كنت عارفة وكنت باتفرَّج عليكِ، وكنت شمتانة فيكِ برضه علشان استخدمتيني في مخططاتك، اللي ابنك بوظها. زمت سعاد شفتيها وهي تضحك بسخرية: – الحاجة الوحيدة اللي محسساني بالذنب هي إني اخترت لابني واحدة جابت له النحس، نحستيه يا ناريمان وخليتي حاله بقى يصعب على الكافر، ولو شمتانة فيه زي ما بتقولي فهيبقى علشان غبي ومفهمش إنك نحس من أول يوم. ظلت ناريمان تبتلع غضبها حتى سمعت طرقات على باب شقتها، لتتنهد براحة بعدما شاهدت والديها أمامها، كانت هدى والدة ناريمان متحفزة للغاية لمقابلة سعاد وكأنها ذاهبة لاسترداد كرامة ابنتها المهدورة تحت أقدام هذه المرأة ونجلها، أخذت تنظر لها بحنق ثم جلست أمامها بعدما أخذت جولة سريعة في الشقة مع التمتمة بكلمات عن القذارة، والقرف: – إيه الزريبة اللي ابنك جايب بنتي فيها دي يا أم حسن؟ – سبق وقلت قبل كده مبحبش حد يقول لي يا أم فلان وعلان أنا اسمي سعاد، وبعدين ما هو عايش معاها في الزريبة أهه مش سايبها لوحدها، بس معلش أهه غباء ناس بتشيله ناس. لم يتحمل والد ناريمان سماع هذه الكلمات على ابنته، فقرر ولأول مرة أن يواجه هذه المرأة بنفس أسلوبها، متخليًا عن سلبيته: – يا ست انتِ مدرستيش منطق في المدرسة قبل كده؟ ده بنتي مستحملة مع ابنك اللي مفيش يتحمله، بنتي بتصرف عليه من فلوسها، عارفة ابنك كده يبقى اسمه إيه؟ – ابني اسمه حسن ياخويا؟ وبنتك بتصرف على بيتها وابنها مش على ابني، ولولا إنها طاوعته في الهبل اللي عمله وماخدتش رأي حد ولا رجعت لي يبقى هي السبب علشان جوازة ابني السودا دي كان غرضي منها يشيل مسؤولية، لكن أهه غرق زيادة بشيلة تقيلة على دماغه. تعالت الأصوات وتداخلت، ثم تحولت لسباب وتبادل اتهامات وتهديد بطلب الطلاق، والمطالبة بحقوق ناريمان الزوجية، زادت حدة النقاش وتحولت لشجار حاد انتبه له الجيران وتوجهوا مسرعين نحو الشقة طارقين بابها بعنف، تقدمت “سميرة” مسيرة الجيران وسبقتهم داخل الشقة مستفسرة عن سبب الشجار، استقبلتهم ناريمان بترحاب مقتضب في محاولة لنفي الأمر: – أهلا يا جماعة مفيش حاجة هو بس سوء تفاهم وصوتنا علي شوية.
تم نسخ الرابط