– حرامي حرامي
أفهم هذه الكلمة عندما كانت ترددها أمي للتؤامين عندما كانوا يدخلون المطبخ وهي تعد الطعام ويأخذان منه بعض الشيء.. ولكنها كانت تقولها وهي تضحك، فلماذا تصرخ هذه السيدة في وجهي؟! أنا حتى لم اخذ منها أي طعام.. ظللت أقفز هنا وهناك لأتفادى بطش السيدة وعصا مكنستها، وبعد أن سنحت لي فرصة أن أقفز لأخرج إلى الشرفة و منها إلى السور وجدت كريم أمامي في شرفتنا ينظر باتجاهي محاولًا معرفة سبب صراخ جارته، وصدم عندما شاهدني وأنا أقفز باتجاهه ..لكنه أستوعب الأمر سريعًا واحتضنني وهو يلتقطني.. وجلس بي على الأرض بجوار السور لكي نختبئ من السيدة خوفًا من أن تقول علينا حرامي.. فلقد خرجت من ورائي للشرفة لكي تعرف أين ذهبت، وعندما اطمأننت أنا وأخي إنها رجعت إلى حيث كانت قبل أن ادخل قام كريم من الأرض وتركني ودخل إلى غرفته، دخلت ورائه الغرفة وأنا أعلم من نظرته لي إنه غضب مني ومن فعلتي.. ليتني كنت أقدر على شرح أمري وأن أقول له إنني فعلت هذا لأجله.. هو أخي وصديقي الصدوق الذي نتشارك أنا وهو أحلى الذكريات.. فأنا لا أتذكر متى تواجدت في هذا المنزل لكن أكثر ما أتذكره هو وجه أخي الكبير وهو يحملني بحب وأنا أتسلقه لأصل إلى كتفيه.. وفي صغري كنت لا أطمئن في نومي إلا وأنا أنام فوق رأسه أو بجواره، حاولت أن ألعب معه لأسترضيه ولكنه يتجاهلني تمامًا.. ياله من شعور مؤلم.. فاكتفيت بالجلوس في مكاني حزين ولكني أعلم مدى حبه لي فهو لا يقدر على مشاهدتي وأنا حزين سيأتي قريبا ليلعب معي. أذكر ايضًا عندما رأيت أمي ذات مرة وهي تجلس وحدها تبكي
حزينة فاقتربت منها لكي أواسيها وعندما شعرت بي أنني ايضًا حزين لأجلها ظلت تحدثني وهي لازالت تبكي وكأنها تشكو لي عن ما يبكيها.. ولكني لا أفهم شيء مما تقول وكنت أتمنى لو حللت لها مشكلتها فلا أكتفي بالمواساة ،فمؤكد إنني عندي حلول كثيرة لمشاكل البشر.. ولكنهم لا يفقهون لغتي ولا أفهم أنا لغتهم ولكن ما يجمع بيننا لغة المشاعر لأنها لغة بدون كلمات، احب ممارسة رياضتي بالوقوف على سور شرفتنا وهذه الرياضة الوحيدة التي لا يضاهيني بها البشر أقفز على السور في ثقة ورشاقة وأستمتع بالمشي عليه ذهابًا وإيابًا، في حين أشتم رائحة ما تعده أمي لنا من الطعام في مطبخنا رائحة السمك الذي تطهوه أمي اليوم تتغلل داخل أنفي وتنعشني.. فالسمك وجبتي المفضلة وأمي تعلم ذلك فتدللني بإعطائي الكثير منه في وعاء الأكل الخاص بي ولكن قد تبقى في وعائي القليل من الطعام لا مشكلة.. ستتخلص منه أمي وتضع لي وجبتي الطازجة مثل كل يوم، أجلس على السور أشاهد قطط الشارع وهي نائمة فوق السيارات التي تتخذها فراشًا لنومها، وأتأمل حالهم وأشفق عليهم عندما أجد هؤلاء القطط الصغار يبحثون عن الطعام هنا وهناك ولا يجدون سوى القليل من قمامة الشارع التي ينبشونها على أمل أن يجدون فيها ما يسد جوعهم ويبقيهم أحياء.. حتى إنني أجد هذا الصغير لا يتوانى عن شرب الماء من البركه الصغيرة في الأرض التي امتلأت بماء غسيل السيارات و لا يهمه غير أن يروي عطشه حتى وأن كان الماء غير نظيف ملوس بالطين، مساكين هؤلاء الضعفاء الذين يحتمون من قرصة برد الشتاء بغطاء بعضهم لبعض ينامون فوق بعضهم كلما شعر أحدهم بالبرد أخذ يدفع بنفسه تحت إخوته ليشعر بالدفئ، عندما أتأمل أحوالهم أتيقن بأنني قط محظوظ فلدي عائلتي وبيتي وفراشي ومأكلي ومشربي.. أنا مدين لعائلتي.. لذلك أحب أن اسعدهم دائمًا مثلما يسعدونني فالتوأمان الصغار أشقائي عندما يعودان من الخارج أول شيء يفعلاه وأنا استقبلهم على باب المنزل أن يجلسا بجواري ويخرجون من حقائبهم الحلوى لأشاركهم إياها خاصًا حلوى كيك الشوكولاتة الذي أحبه كثيرًا فرائحته تجعلني في أسعد أوقاتي وأنا ألتهمه سريعًا ليعطوني المزيد منه قبل أن ينفد، وأحب أمي وهي تتلمس خدي بحنان واقبل يديها وأدور متمسح في قدميها لأمتناني لوجودها في حياتي، وأبي الذي يجلس بجواري على الأريكة لنشاهد معًا مباريات كرة القدم ألتي يحبها ولكنه كثيرًا ما ينشغل عني.. فبعد أن يداعبني قليلًا وهو يجلس وأهيئ نفسي لوصلة لعب ولهو معه يتركني لمشاهدة تفاصيل المباراة.. فأحاول إستنباط همته بأن ألعب بكرتي أمامه ليعلم أنني أمهر من لاعبين المباراة ويشاركني اللعب.. فينشغل عني بهاتفه، أذهب بعد ذلك لكريم ألذي لا يخيب ظني ويكمل دائمًا اللعب معي ولكن ذات يوم صدمت عندما ذهبت إلى غرفته ووجدته يلعب مع قط غيري ذلك القط الذي يتحرك مع نقره على جهاز الكمبيوتر الخاص به، في البداية وقفت أشاهده والغيرة تحرق قلبي الصغير.. ولكن بعد ملاحظتي لمعاناة هذه القطة وهو يتحكم بها فيجعلها تقفز من فوق العربات المسرعة التي إن طالتها أصدرت صوت صارخًا يجعلني أرتعد من الخوف عليها كل مرة، احذر ياكريم لا تخفق وتوقعها أمام السيارة إتجه يمينًا لا بل يسارًا، احذر نعم دعها تقفز هنا.. هذا كله ما كان يدور برأسي وأنا اشاهده ولكن إكتفيت بكلمة ( مياااو ) كي لا أزعجه كثيرًا، أنا أعلم إنها لعبة وأن القطة تعود للحياة بعد كل إخفاق يقع به كريم.. ولكن كنت أحزن بموتها وأفرح عندما ينجح أخي بالنجاة بحياتها وأشاهدها وهي ترقص بعد عبورها الطريق بأمان وانهاء مهمتها، خوفي هذا عرفته وأنا صغير عندما كنت أراقب قطه تعبر الشارع وفجأة أتت سيارة مسرعة وصدمتها بقوة لدرجة إنها ألقت بها على الجانب الأخر التي كانت تريد العبور إليه.. ولكن القطة لم تعد تتحرك بعد ذلك ولم تعد لها الحياة ثانية مثل الألعاب، نحن القطط مثل البشر فلكل منا خصال وطماع وأشكال.. لكن الاختلاف يكمن في الحب.. فارتباط القط بمن يحبه ويرعاه مهما كانت فصيلته حتى وإن من فصيلة مفترسة فلا يغدر أبدًا بمن أطعمه و أحسن إليه وتربى على يديه.. بخلاف البشر يأكلون وينكرون.. ولهذا أخاف كثيرًا من بعض البشر ولدي دائمًا حدث يخبرني عنهم عندما أراهم وأعرف الطيب من الشرير، ففي ذات يوم زارنا أحد معارف أبي وجلس معه يتحدثان في أمر ما ..وكنت أنا متواجد في نفس الغرفة ألهو بألعابي فالتقطت أذني كلمة أعرفها لأن الكثير من الغرباء الذين يأتون لمنزلنا يخاطبونني بها أو يستخدمونها عند الإشارة علّي كلمة ( القطة ) أعرف إنها اسمي عند الغرباء، فنظرت إليهما لأنهما يتحدثان عني.. ووجدت الغريب الذي يحمل في يديه علبة حمراء مفتوحة يظهر بداخلها خاتم مثل الذي ترتديه أمي، فاقتربت منه بهدوء حذر أحاول أن أشتم رائحة العلبة لأفهم ما الصلة بينهما وبين اسمي، وبينما كنت اسخر كل حواسي عليها ألتفت لأجد الرجل ينظر لي بعينين متسعتان لأخرهما بهما لمعة شريرة وإبتسامة اكثر شر وكان يقول
– حرامي حرامي
أفهم هذه الكلمة عندما كانت ترددها أمي للتؤامين عندما كانوا يدخلون المطبخ وهي تعد الطعام ويأخذان منه بعض الشيء.. ولكنها كانت تقولها وهي تضحك، فلماذا تصرخ هذه السيدة في وجهي؟! أنا حتى لم اخذ منها أي طعام.. ظللت أقفز هنا وهناك لأتفادى بطش السيدة وعصا مكنستها، وبعد أن سنحت لي فرصة أن أقفز لأخرج إلى الشرفة و منها إلى السور وجدت كريم أمامي في شرفتنا ينظر باتجاهي محاولًا معرفة سبب صراخ جارته، وصدم عندما شاهدني وأنا أقفز باتجاهه ..لكنه أستوعب الأمر سريعًا واحتضنني وهو يلتقطني.. وجلس بي على الأرض بجوار السور لكي نختبئ من السيدة خوفًا من أن تقول علينا حرامي.. فلقد خرجت من ورائي للشرفة لكي تعرف أين ذهبت، وعندما اطمأننت أنا وأخي إنها رجعت إلى حيث كانت قبل أن ادخل قام كريم من الأرض وتركني ودخل إلى غرفته، دخلت ورائه الغرفة وأنا أعلم من نظرته لي إنه غضب مني ومن فعلتي.. ليتني كنت أقدر على شرح أمري وأن أقول له إنني فعلت هذا لأجله.. هو أخي وصديقي الصدوق الذي نتشارك أنا وهو أحلى الذكريات.. فأنا لا أتذكر متى تواجدت في هذا المنزل لكن أكثر ما أتذكره هو وجه أخي الكبير وهو يحملني بحب وأنا أتسلقه لأصل إلى كتفيه.. وفي صغري كنت لا أطمئن في نومي إلا وأنا أنام فوق رأسه أو بجواره، حاولت أن ألعب معه لأسترضيه ولكنه يتجاهلني تمامًا.. ياله من شعور مؤلم.. فاكتفيت بالجلوس في مكاني حزين ولكني أعلم مدى حبه لي فهو لا يقدر على مشاهدتي وأنا حزين سيأتي قريبا ليلعب معي. أذكر ايضًا عندما رأيت أمي ذات مرة وهي تجلس وحدها تبكي
حزينة فاقتربت منها لكي أواسيها وعندما شعرت بي أنني ايضًا حزين لأجلها ظلت تحدثني وهي لازالت تبكي وكأنها تشكو لي عن ما يبكيها.. ولكني لا أفهم شيء مما تقول وكنت أتمنى لو حللت لها مشكلتها فلا أكتفي بالمواساة ،فمؤكد إنني عندي حلول كثيرة لمشاكل البشر.. ولكنهم لا يفقهون لغتي ولا أفهم أنا لغتهم ولكن ما يجمع بيننا لغة المشاعر لأنها لغة بدون كلمات، احب ممارسة رياضتي بالوقوف على سور شرفتنا وهذه الرياضة الوحيدة التي لا يضاهيني بها البشر أقفز على السور في ثقة ورشاقة وأستمتع بالمشي عليه ذهابًا وإيابًا، في حين أشتم رائحة ما تعده أمي لنا من الطعام في مطبخنا رائحة السمك الذي تطهوه أمي اليوم تتغلل داخل أنفي وتنعشني.. فالسمك وجبتي المفضلة وأمي تعلم ذلك فتدللني بإعطائي الكثير منه في وعاء الأكل الخاص بي ولكن قد تبقى في وعائي القليل من الطعام لا مشكلة.. ستتخلص منه أمي وتضع لي وجبتي الطازجة مثل كل يوم، أجلس على السور أشاهد قطط الشارع وهي نائمة فوق السيارات التي تتخذها فراشًا لنومها، وأتأمل حالهم وأشفق عليهم عندما أجد هؤلاء القطط الصغار يبحثون عن الطعام هنا وهناك ولا يجدون سوى القليل من قمامة الشارع التي ينبشونها على أمل أن يجدون فيها ما يسد جوعهم ويبقيهم أحياء.. حتى إنني أجد هذا الصغير لا يتوانى عن شرب الماء من البركه الصغيرة في الأرض التي امتلأت بماء غسيل السيارات و لا يهمه غير أن يروي عطشه حتى وأن كان الماء غير نظيف ملوس بالطين، مساكين هؤلاء الضعفاء الذين يحتمون من قرصة برد الشتاء بغطاء بعضهم لبعض ينامون فوق بعضهم كلما شعر أحدهم بالبرد أخذ يدفع بنفسه
تحت إخوته ليشعر بالدفئ، عندما أتأمل أحوالهم أتيقن بأنني قط محظوظ فلدي عائلتي وبيتي وفراشي ومأكلي ومشربي.. أنا مدين لعائلتي.. لذلك أحب أن اسعدهم دائمًا مثلما يسعدونني فالتوأمان الصغار أشقائي عندما يعودان من الخارج أول شيء يفعلاه وأنا استقبلهم على باب المنزل أن يجلسا بجواري ويخرجون من حقائبهم الحلوى لأشاركهم إياها خاصًا حلوى كيك الشوكولاتة الذي أحبه كثيرًا فرائحته تجعلني في أسعد أوقاتي وأنا ألتهمه سريعًا ليعطوني المزيد منه قبل أن ينفد، وأحب أمي وهي تتلمس خدي بحنان واقبل يديها وأدور متمسح في قدميها لأمتناني لوجودها في حياتي، وأبي الذي يجلس بجواري على الأريكة لنشاهد معًا مباريات كرة القدم ألتي يحبها ولكنه كثيرًا ما ينشغل عني.. فبعد أن يداعبني قليلًا وهو يجلس وأهيئ نفسي لوصلة لعب ولهو معه يتركني لمشاهدة تفاصيل المباراة.. فأحاول إستنباط همته بأن ألعب بكرتي أمامه ليعلم أنني أمهر من لاعبين المباراة ويشاركني اللعب.. فينشغل عني بهاتفه، أذهب بعد ذلك لكريم ألذي لا يخيب ظني ويكمل دائمًا اللعب معي ولكن ذات يوم صدمت عندما ذهبت إلى غرفته ووجدته يلعب مع قط غيري ذلك القط الذي يتحرك مع نقره على جهاز الكمبيوتر الخاص به، في البداية وقفت أشاهده والغيرة تحرق قلبي الصغير.. ولكن بعد ملاحظتي لمعاناة هذه القطة وهو يتحكم بها فيجعلها تقفز من فوق العربات المسرعة التي إن طالتها أصدرت صوت صارخًا يجعلني أرتعد من الخوف عليها كل مرة، احذر ياكريم لا تخفق وتوقعها أمام السيارة إتجه يمينًا لا بل يسارًا، احذر نعم دعها تقفز هنا.. هذا كله ما كان يدور برأسي وأنا اشاهده ولكن إكتفيت بكلمة ( مياااو ) كي لا أزعجه كثيرًا، أنا أعلم إنها لعبة وأن القطة تعود للحياة بعد كل إخفاق يقع به كريم.. ولكن كنت أحزن بموتها وأفرح عندما ينجح أخي بالنجاة بحياتها وأشاهدها وهي ترقص بعد عبورها الطريق بأمان وانهاء مهمتها، خوفي هذا عرفته وأنا صغير عندما كنت أراقب قطه تعبر الشارع وفجأة أتت سيارة مسرعة وصدمتها بقوة لدرجة إنها ألقت بها على الجانب الأخر التي كانت تريد العبور إليه.. ولكن القطة لم تعد تتحرك بعد ذلك ولم تعد لها الحياة ثانية مثل الألعاب، نحن القطط مثل البشر فلكل منا خصال وطماع وأشكال.. لكن الاختلاف يكمن في الحب.. فارتباط القط بمن يحبه ويرعاه مهما كانت فصيلته حتى وإن من فصيلة مفترسة فلا يغدر أبدًا بمن أطعمه و أحسن إليه وتربى على يديه.. بخلاف البشر يأكلون وينكرون.. ولهذا أخاف كثيرًا من بعض البشر ولدي دائمًا حدث يخبرني عنهم عندما أراهم وأعرف الطيب من الشرير، ففي ذات يوم زارنا أحد معارف أبي وجلس معه يتحدثان في أمر ما ..وكنت أنا متواجد في نفس الغرفة ألهو بألعابي فالتقطت أذني كلمة أعرفها لأن الكثير من الغرباء الذين يأتون لمنزلنا يخاطبونني بها أو يستخدمونها عند الإشارة علّي كلمة ( القطة ) أعرف إنها اسمي عند الغرباء، فنظرت إليهما لأنهما يتحدثان عني.. ووجدت الغريب الذي يحمل في يديه علبة حمراء مفتوحة يظهر بداخلها خاتم مثل الذي ترتديه أمي، فاقتربت منه بهدوء حذر أحاول أن أشتم رائحة العلبة لأفهم ما الصلة بينهما وبين اسمي، وبينما كنت اسخر كل حواسي عليها ألتفت لأجد الرجل ينظر لي بعينين متسعتان لأخرهما بهما لمعة شريرة وإبتسامة اكثر شر وكان يقول