مياااو مياااو

مياااو مياااو
مياااو مياااو

_بوسي ( مياااو )

فأتت لي مسرعة فأخبرتها

_بابا هياخدني للدكتور، عايزك تستنيني أنا مش هتأخر كثير

_وانت إيه اللي عرفك إنك هترجع؟، مش يمكن هيرميك في الشارع؟

_القفص إللي أنا جواه ده بكون فيه كل مرة نروح فيها للدكتور

_طيب، عايز حاجة تانيه؟

-عندي ليك كلام كتير جواية لما هرجع  هقولهولك  كله

سمعت جملتي الأخيرة وأدارت ظهرها لي وابتعدت عني بلا مبلاه.. في حين خرج أبي من غرفته مرتدي ثيابه الأنيقة وحملني وخرج بي من البيت، في كل مرة خرجت فيها إلى الشارع قبل ذلك كنت أجلس في قفصي طوال الطريق أشاهد الحيوانات الضالة ولا ألقي بال بمعاناتهم وقسوة الحياة عليهم ..ولكن بعد ماروته لي بوسي عن تجربتها في هذا الأمر أصبحت أنظر إليهم وأنا أكاد أبكي لحالهم ولو كان الأمر بيدي ماتركت حيوان بدون مأوي يحميه.. ولكن ماحيلتي أنا في ذلك فأنا نفسي لو لم يكن لدي عائلة ترعاني لكنت الأن معهم في هذا العالم المخيف.. وبينما كنت مستغرق بالتفكير في عالمهم هذا راودتني فكرة متسائلة هل يعقل أن يكون أبي خرج بي ليتخلص مني في الشارع؟… وجدتني بشكل تلقائي سريع أرد على التساؤل الخبيث بكلمة .. مستحيل .. فإن أبي يحبني وأنا من عائلته وهو دائم الاطمئنان على صحتي مثل مايطمئن على إخوتي عنده مرضهم .. ولكن أنا لست مريض فلماذا يخرجني أبي الأن؟ وفي حين كانت تصارعني أفكاري وصل بي أبي إلى عيادة الطبيب التي أعرفها من على بعد ..فلعنت ظني في أبي ولمت نفسي إنني سمحت أن تسيطر أفكاري بوسي وتجربتها على عقلي ..هي لديها عذرها بعد كل ماحدث لها.. لكن أنا ليس لدي أي عذر، لهذا يجب أن أصحح مفهوم حبيبتي

عن عائلتنا وأنسيها ما عانته من قبل، وعندما عرضني أبي على الطبيب ظل يفصحني بشكل لم أعتاده من قبل ولكنه في النهاية حقنني كعادته دائمًا.. ولكن لأول مرة أشعر بأن رأسي يذهب بي إلى عالم أخر.. وفقدت قوتي السيطرة على جسدي ولقد غشاني النعاس ورأيت في أحلامي إنني في بيتي ألعب مع صغاري وأنا وبوسي ننظفهم بحب ونرعاهم، ما أحلى العائلة وما أسعده من حلم غدًا سيصبح حقيقة، هكذا حدثت نفسي عندما بدأت الأستيقاظ من نومي وأنا مازلت مع أبي عند الطبيب وكنت أسمع اصواتهم كأنها أتية من بعيد لكنهم بجواري الأن، وعندما إكتمل إدراكي بالحياة وأستفقت كنت أسمع منهم كلمة تتردد حتى وبعد أن عدنا للمنزل نفس هذه الكلمة كانت تعاد على لسان أمي لأخوتي وأخوتي لأبي وصارت هذه الكلمة توضع في جمل كثيرة في هذا البيت

_عقمناه، تعقيم، إتعقم

هكذا كانت تقال في مواقف عدة حتى كريم كان يبدو عليه الغضب وهو يتحدث بهذه الكلمة مع والديه

_عقمتوه

هكذا قالها كريم ولكن كنت أشعر بالتوعك والألم فلم أقدر ان أكل أو أفعل شيء غير إنني إستغرقت في النوم إلى صباح يومي التالي وعندها وأنا أنظف نفسي كالعادة وجدت شيء صغير أبيض ملتصق علي فحاولت إزالته والتخلص منه لكنه كان يؤلمني بشدة وذهبت إلى بوسي لأروي لها عما حدث لي أمس وكانت تأكل فتوقفت عن الأكل وخرجت إلى الشرفة فتبعتها وأنا مستمر في سرد الأحداث ولكن مهلًا .. ما الذي يحدث لي فأنا لا أشعر تجاه صديقتي بأي شيء مما كنت أشعر به أمس وقلت لها عن كلمة ( تعقيم ) التي لم أسمع تقريبًا غيرها طوال الليل نظرت لي في أسى

_أنا كمان متعقمة .. التعقيم ده معناها إنك متقدرش تتجوز أو تخلف

ذهبت لتأكل بعد أن رأت أمي تملأ طبقينا بالطعام وتركتني مصدومًا وأحاول إستيعاب ماقالته لي، هل أنا لازلت أحلم والحلم تبدل بكابوس مرعب؟ لقد حلمت بأولادي وتمنيتهم وأنا الذي لا أحلم بشيء سوى سعادة عائلتي فعندما أحلم بصغاري يحرمونني من حق لي يسعدني، كيف يفعلون بي هكذا جريمة فقد خلقني الله أتزوج وأنجب مثل البشر فمن أعطاهم الحق في تقرير مصيري وتبديل طبيعتي .. كيف أحبهم ويكرهونني؟
لا ..  عائلتي لا تكرهني .. لا أحد يكره لعبته .. نعم أنا لعبتهم، يجب أن أواجههم لن أدعهم بدون سؤال .. وظللت أنادي عائلتي واحد تلو الأخر .. اهرول ورائهم وأمامهم واحاول محاصرتهم ليجاوبون سؤالي.. لماذا فعلتم هذا بي؟!

_ مياااو .. ميااااو

موائي لا يسعفني في مداواة جروحي كالأبكم الطريح الذي يتألم غير قادر على طلب المساعدة .. توجهت إلى كريم في غرفته لعله يواسيني وجدته يلعب بالقطة التي تتحرك بنقرة أصابعه على الأزرار فنظر لي وداعب شعري وأكمل لعبته .. كنت دائمًا اؤمن أن لغة المشاعر هي لغة التواصل بين البشر والحيوان ولكن البشر مشاعرهم قاسية لا تفقه مشاعرنا, أتصور أن الإنسان من الممكن أن يتآمر على أخيه الإنسان ويؤذيه اعتقادًا منه أن الأخر يضره في شيء .. لكن ماذا فعل الحيوان للإنسان لكي يؤذيه؟!!
أعتقد أن أنانية البشر هي المتحكمة في جرائمهم كلها في حق أنفسهم,  وفي حقنا نحن أيضًا…

_بوسي ( مياااو ) فأتت لي مسرعة فأخبرتها _بابا هياخدني للدكتور، عايزك تستنيني أنا مش هتأخر كثير _وانت إيه اللي عرفك إنك هترجع؟، مش يمكن هيرميك في الشارع؟ _القفص إللي أنا جواه ده بكون فيه كل مرة نروح فيها للدكتور _طيب، عايز حاجة تانيه؟ -عندي ليك كلام كتير جواية لما هرجع  هقولهولك  كله سمعت جملتي الأخيرة وأدارت ظهرها لي وابتعدت عني بلا مبلاه.. في حين خرج أبي من غرفته مرتدي ثيابه الأنيقة وحملني وخرج بي من البيت، في كل مرة خرجت فيها إلى الشارع قبل ذلك كنت أجلس في قفصي طوال الطريق أشاهد الحيوانات الضالة ولا ألقي بال بمعاناتهم وقسوة الحياة عليهم ..ولكن بعد ماروته لي بوسي عن تجربتها في هذا الأمر أصبحت أنظر إليهم وأنا أكاد أبكي لحالهم ولو كان الأمر بيدي ماتركت حيوان بدون مأوي يحميه.. ولكن ماحيلتي أنا في ذلك فأنا نفسي لو لم يكن لدي عائلة ترعاني لكنت الأن معهم في هذا العالم المخيف.. وبينما كنت مستغرق بالتفكير في عالمهم هذا راودتني فكرة متسائلة هل يعقل أن يكون أبي خرج بي ليتخلص مني في الشارع؟… وجدتني بشكل تلقائي سريع أرد على التساؤل الخبيث بكلمة .. مستحيل .. فإن أبي يحبني وأنا من عائلته وهو دائم الاطمئنان على صحتي مثل مايطمئن على إخوتي عنده مرضهم .. ولكن أنا لست مريض فلماذا يخرجني أبي الأن؟ وفي حين كانت تصارعني أفكاري وصل بي أبي إلى عيادة الطبيب التي أعرفها من على بعد ..فلعنت ظني في أبي ولمت نفسي إنني سمحت أن تسيطر أفكاري بوسي وتجربتها على عقلي ..هي لديها عذرها بعد كل ماحدث لها.. لكن أنا ليس لدي أي عذر، لهذا يجب أن أصحح مفهوم حبيبتي
عن عائلتنا وأنسيها ما عانته من قبل، وعندما عرضني أبي على الطبيب ظل يفصحني بشكل لم أعتاده من قبل ولكنه في النهاية حقنني كعادته دائمًا.. ولكن لأول مرة أشعر بأن رأسي يذهب بي إلى عالم أخر.. وفقدت قوتي السيطرة على جسدي ولقد غشاني النعاس ورأيت في أحلامي إنني في بيتي ألعب مع صغاري وأنا وبوسي ننظفهم بحب ونرعاهم، ما أحلى العائلة وما أسعده من حلم غدًا سيصبح حقيقة، هكذا حدثت نفسي عندما بدأت الأستيقاظ من نومي وأنا مازلت مع أبي عند الطبيب وكنت أسمع اصواتهم كأنها أتية من بعيد لكنهم بجواري الأن، وعندما إكتمل إدراكي بالحياة وأستفقت كنت أسمع منهم كلمة تتردد حتى وبعد أن عدنا للمنزل نفس هذه الكلمة كانت تعاد على لسان أمي لأخوتي وأخوتي لأبي وصارت هذه الكلمة توضع في جمل كثيرة في هذا البيت _عقمناه، تعقيم، إتعقم هكذا كانت تقال في مواقف عدة حتى كريم كان يبدو عليه الغضب وهو يتحدث بهذه الكلمة مع والديه _عقمتوه هكذا قالها كريم ولكن كنت أشعر بالتوعك والألم فلم أقدر ان أكل أو أفعل شيء غير إنني إستغرقت في النوم إلى صباح يومي التالي وعندها وأنا أنظف نفسي كالعادة وجدت شيء صغير أبيض ملتصق علي فحاولت إزالته والتخلص منه لكنه كان يؤلمني بشدة وذهبت إلى بوسي لأروي لها عما حدث لي أمس وكانت تأكل فتوقفت عن الأكل وخرجت إلى الشرفة فتبعتها وأنا مستمر في سرد الأحداث ولكن مهلًا .. ما الذي يحدث لي فأنا لا أشعر تجاه صديقتي بأي شيء مما كنت أشعر به أمس وقلت لها عن كلمة ( تعقيم ) التي لم أسمع تقريبًا غيرها طوال الليل نظرت لي في أسى _أنا كمان
متعقمة .. التعقيم ده معناها إنك متقدرش تتجوز أو تخلف ذهبت لتأكل بعد أن رأت أمي تملأ طبقينا بالطعام وتركتني مصدومًا وأحاول إستيعاب ماقالته لي، هل أنا لازلت أحلم والحلم تبدل بكابوس مرعب؟ لقد حلمت بأولادي وتمنيتهم وأنا الذي لا أحلم بشيء سوى سعادة عائلتي فعندما أحلم بصغاري يحرمونني من حق لي يسعدني، كيف يفعلون بي هكذا جريمة فقد خلقني الله أتزوج وأنجب مثل البشر فمن أعطاهم الحق في تقرير مصيري وتبديل طبيعتي .. كيف أحبهم ويكرهونني؟ لا ..  عائلتي لا تكرهني .. لا أحد يكره لعبته .. نعم أنا لعبتهم، يجب أن أواجههم لن أدعهم بدون سؤال .. وظللت أنادي عائلتي واحد تلو الأخر .. اهرول ورائهم وأمامهم واحاول محاصرتهم ليجاوبون سؤالي.. لماذا فعلتم هذا بي؟! _ مياااو .. ميااااو موائي لا يسعفني في مداواة جروحي كالأبكم الطريح الذي يتألم غير قادر على طلب المساعدة .. توجهت إلى كريم في غرفته لعله يواسيني وجدته يلعب بالقطة التي تتحرك بنقرة أصابعه على الأزرار فنظر لي وداعب شعري وأكمل لعبته .. كنت دائمًا اؤمن أن لغة المشاعر هي لغة التواصل بين البشر والحيوان ولكن البشر مشاعرهم قاسية لا تفقه مشاعرنا, أتصور أن الإنسان من الممكن أن يتآمر على أخيه الإنسان ويؤذيه اعتقادًا منه أن الأخر يضره في شيء .. لكن ماذا فعل الحيوان للإنسان لكي يؤذيه؟!! أعتقد أن أنانية البشر هي المتحكمة في جرائمهم كلها في حق أنفسهم,  وفي حقنا نحن أيضًا…
تم نسخ الرابط