مياااو مياااو

مياااو مياااو
مياااو مياااو

_ مياااو  مياااو

وعندما كان ( الأدرنالين ) على وشك أن يفجر عروقي.. وأحسست بالنيران تخرج من أذني والشرر يتطاير من عيناي.. وأخذتني الجلالة بحدة صوتي وارتفاعه، وجدت كريم معه بالداخل.. يقترب من ورائه فصدمتني الدهشة.. كيف لأخي وصديقي أن يتواطأ مع هذا الغريب ويقف معه أمامي مساندًا لاحتلاله منزلنا؟!، أليس هذا المنزل لي وله ولكل عائلتنا؟ كيف يقف ورائه وهو لو كان يعلم نوايا هذا الشرير لكان مكانه الطبيعي الأن ورائي انا.. فأحسست بقلبي ينفطر وينقصم نصفين من حسرة ما أراه أمامي.. فقد رأيت صديقي يدنو ويقترب  من ذلك المحتل و… ماذا؟! إنه يلمسني أنا وهو في نفس الوقت يضع يده على ذلك القط!!، كيف أرى كريم بجواري وفي نفس الوقت يضع يده على ذلك القط؟ كيف أرى كريم بجواري وكيف أراه بجواره في نفس الوقت؟!!، وحملني كريم وقربني من المرأة.. وكريم الأخر يفعل نفس الشيء والقط الأخر كذلك، وهنا أدركت إنه انعكاس لصورنا واندهشت لوسامتي، هذه هي عيناي بلونها الأزرق الرائع وشعري الكثيف الأبيض، يالي من قط جميل، وبدأت أتحرك أمام المرأة وأقفز لأرى رشاقتي وثبتي ورأيت عائلتي تنظر لي ضاحكتًا على ما أفعله.. ونسيت بل تناسيت ذعرهم عندما أتحرك وأقفز، وأحببت ذلك فقد فهموا الأن إنني أقفز للمرح واللعب.. ولكن للحق إنني أحببت أكثر شعوري بالأمان لعدم وجود دخيل في بيتي يأخذ مكاني ويفسد منزلي، وأنا أعلم علم اليقين إنه لن يرعى عائلتي مثلي.. ولن يدافع عن مايهدد إستقرار البيت مثلي أنا الذي أود لو فديته بحياتي، وفي حين كانت السعادة تغمرني لهذا الشعور الرائع تأملت نفسي في إنعكاس صورتي، وتسائلت لماذا لا ألبس ملابس ملونة مثل عائلتي؟

فكلما لبس أحد منهم شيء في يوم أختلفت هيئته عن اليوم الأخر في لبس مختلف ولماذا لا يمتلكون ذيل مثلي؟!، والعكس لماذا عندي أنا ذيل من الأساس؟! ولماذا أمشي على أربعة قوائم وهم على إثنين فقط؟!!، وضحكت بداخلي عندما تخيلت عائلتي وهم يمشون على أيديهم وأرجلهم.. فحاولت أنا المشي على أرجلي الخلفية لكن الأمر لم ينجح وفشلت أن أستقيم على قومين مثل البشر وايضًا لماذا يملأ الشعر جسدي؟ ومابال هذا الشارب الطويل، هل أحاول أن أحسهم على أخذي إلى الطبيب لأجل عملية تجميل يذيل شاربي وشعري وألبس مثلهم ما يغير هيئتي كل يوم.. ويجعل أذني على جانبي وجهي عوضًا عن رأسي، ما هذا الخيال المريع؟ لماذا أريد أن أبدو مثلهم؟ هل لأنني أحبهم ومعجب بهم؟ أنا منهم برغم الإختلاف ولم أشعر يوم إنهم لايهتمون لأمري فلماذا الأن ما الذي تغير بي؟ نفضت كل هذه التساؤلات والأفكار عن رأسي عندما سمعت صوت أمي يناديني لقد أعدت لي طعام العشاء مثل كل مساء فهي تطعمني دائمًا  قبل الذهاب إلى النوم.. ليبدأ يوم جديد. في يوم وأنا أستيقظ في كسل كعادتي.. منتظرا نداء امي للفطور.. سمعت مواء قطة.. بطبيعة الحال هذا يحدث لي كل صباح فـ ( المياااو ) لا تفارقني ابدًا أذناي تلتقطها من كل مكان.. ولكن هذه ( المياااو ) كانت قريبة جدًا.. فوقفت متأهبًا لأحدد مكان ( المياااو ) وأعرف من أين جائت، وسمعتها مرة أخرى أيقنت وقتها إنها بداخل منزلي.. فتسللت ببطئ حذرًا ألتفت صوب اليمين وصوب الشمال.. إلى أن رأيت الجمال كله يتجسد أمامي في شكل قطة بديعة المنظر.. رقيقة وديعة كل وصفي لها لا يضاهي جمالها.. بشعرها الأبيض الكثيف الذي يزينه خصلات ذهبية متفاوتة الدرجات بين البني والأصفر.. وعيناها العسليتين اللتان تشبهان الشمس المتقدة في نهار بارد لتدفئه بحرارته.. فتستمتع لمجرد إنك تنظر لهذا الدفئ وتنسجم فيه، يا إلهي ما الذي حدث لي.. أصبحت عاشق متيم في لحظة واحدة، كيف لهذه النظرة البريئة أن تنسيني نفسي  هكذا؟  وكانت أمي تعد لها الطعام في طبق من أطباقي الخاصة.. وسمعت هذه الحسناء تشكرها بصوتها العزب الرقيق، ما أجمل هذه ( المياااو ) ما أبلغها من ( مياااو ) ما أروع هذه الكلمة عندما تقولها هي.. وسمعت صوت أمي يناديني

-ميشو

أخيرًا سأراها عن قرب بعد أن وضعت أمي الأفطار في طبقي.. ولكن مهلًا لابد أن أتأكد من وسامتي قبل أن تراني هذه الضيفة الجميلة.. فأسرعت نحو المرأة أنظف شعري وأهندمه.. وبعد أن وصلت إلى أمي في المطبخ وأنا واثق الخطى وأقتربت من الحسناء التي كانت مشغولة بالطعام وقلت لها صباح الخير

-مياااو
عندها إنتبهت لي ولكنها أسرعت تبتعد عني ودخلت إلى شرفة المطبخ خائفة مني وكدت أتبعها لأقول لها إنني مرحب بها في منزلي ..وإنني لست شرير مثل باقي القطط ..ولكن تدخلت أمي وأمرتني أن أنتهي من طعامي ولا أضايق القطة، فجلست مكاني لا أعبأ بالطعام ولكن كنت أفكر كيف أجعلها لاتخاف مني، وتذكرت موقفي مع الكلب الذي زارنا بالمنزل من قبل وكيف جعلني هذا الذكي أن ألعب معه ولا أخاف منه ..نعم هذه الطريقة قد تفلح معها.. ولكن إنتظر قليلًا يا ميشو واهدأ فأنت لا تريدها أن تشعر بالرعب مثل ما شعرت أنت به في بداية لقائك بهذا الوحش اللطيف.. هكذا تظاهرت بعدم الاهتمام وأنا ألمحها بطرق عيني تنظر لي معتقدة إنها تختبئ مني وإني لا أراها، ولكن لماذا أحضرتها أمي إلى منزلنا الأن؟ وأين كانت تعيش من قبل؟ وهل لديها عائلة مثلي؟ وإن كان لديها عائلة لماذا تركوها عندنا؟ وهل سيأتون لاستردادها ثانية؟ كل هذه التساؤلات كانت تدور في ذهني وبدأت أستنتج أجوبتها..  من الممكن أن  تكون تركتها عائلتها بشكل مؤقت لدينا لأن أمي تكتفي بي.. ولم تكن أبدًا تفكر بأحضار قط أو قطة غيري في المنزل.. يا ويلي إذا ربما ترحل بعد لحظة واحدة… حتى إنني لن يتسنى لي التعرف عليها.. ولقد سيطرت هذه الفكرة المزعجة على رأسي فوجدتني أريد أن أنظر لها عن قرب وأستمتع بدفئ عيناها وأتحدث معها قبل فوات الأوان.. ولن أقدر بعد ذلك على  االتظاهر بالهدوء الذي أمرت نفسي به قبل قليل.. فشرعت في تطبيق خطة الكلب اللطيف عليها وأحضرت كراتي وأنا أدفعهم واحدة تلو الأخرى إلى جانب باب الشرفة التي تظن إنها تختبئ مني وراءه.. وعندما وصلت  لها الكرات رأيتها تلعب بهم وتحكهم بيديها مثلي .. طبعًا فأي قط على وجه الأرض الذي يقاوم الكرات التي تجري أمامه.. وأقتربت ببطئ محاولًا اللعب معها لكي أذيب الجليد بيننا.. فحاولت الهرب مني ولكنني وقفت أحدثها

_ مياااو  مياااو وعندما كان ( الأدرنالين ) على وشك أن يفجر عروقي.. وأحسست بالنيران تخرج من أذني والشرر يتطاير من عيناي.. وأخذتني الجلالة بحدة صوتي وارتفاعه، وجدت كريم معه بالداخل.. يقترب من ورائه فصدمتني الدهشة.. كيف لأخي وصديقي أن يتواطأ مع هذا الغريب ويقف معه أمامي مساندًا لاحتلاله منزلنا؟!، أليس هذا المنزل لي وله ولكل عائلتنا؟ كيف يقف ورائه وهو لو كان يعلم نوايا هذا الشرير لكان مكانه الطبيعي الأن ورائي انا.. فأحسست بقلبي ينفطر وينقصم نصفين من حسرة ما أراه أمامي.. فقد رأيت صديقي يدنو ويقترب  من ذلك المحتل و… ماذا؟! إنه يلمسني أنا وهو في نفس الوقت يضع يده على ذلك القط!!، كيف أرى كريم بجواري وفي نفس الوقت يضع يده على ذلك القط؟ كيف أرى كريم بجواري وكيف أراه بجواره في نفس الوقت؟!!، وحملني كريم وقربني من المرأة.. وكريم الأخر يفعل نفس الشيء والقط الأخر كذلك، وهنا أدركت إنه انعكاس لصورنا واندهشت لوسامتي، هذه هي عيناي بلونها الأزرق الرائع وشعري الكثيف الأبيض، يالي من قط جميل، وبدأت أتحرك أمام المرأة وأقفز لأرى رشاقتي وثبتي ورأيت عائلتي تنظر لي ضاحكتًا على ما أفعله.. ونسيت بل تناسيت ذعرهم عندما أتحرك وأقفز، وأحببت ذلك فقد فهموا الأن إنني أقفز للمرح واللعب.. ولكن للحق إنني أحببت أكثر شعوري بالأمان لعدم وجود دخيل في بيتي يأخذ مكاني ويفسد منزلي، وأنا أعلم علم اليقين إنه لن يرعى عائلتي مثلي.. ولن يدافع عن مايهدد إستقرار البيت مثلي أنا الذي أود لو فديته بحياتي، وفي حين كانت السعادة تغمرني لهذا الشعور الرائع تأملت نفسي في إنعكاس صورتي، وتسائلت لماذا لا ألبس ملابس ملونة مثل عائلتي؟
فكلما لبس أحد منهم شيء في يوم أختلفت هيئته عن اليوم الأخر في لبس مختلف ولماذا لا يمتلكون ذيل مثلي؟!، والعكس لماذا عندي أنا ذيل من الأساس؟! ولماذا أمشي على أربعة قوائم وهم على إثنين فقط؟!!، وضحكت بداخلي عندما تخيلت عائلتي وهم يمشون على أيديهم وأرجلهم.. فحاولت أنا المشي على أرجلي الخلفية لكن الأمر لم ينجح وفشلت أن أستقيم على قومين مثل البشر وايضًا لماذا يملأ الشعر جسدي؟ ومابال هذا الشارب الطويل، هل أحاول أن أحسهم على أخذي إلى الطبيب لأجل عملية تجميل يذيل شاربي وشعري وألبس مثلهم ما يغير هيئتي كل يوم.. ويجعل أذني على جانبي وجهي عوضًا عن رأسي، ما هذا الخيال المريع؟ لماذا أريد أن أبدو مثلهم؟ هل لأنني أحبهم ومعجب بهم؟ أنا منهم برغم الإختلاف ولم أشعر يوم إنهم لايهتمون لأمري فلماذا الأن ما الذي تغير بي؟ نفضت كل هذه التساؤلات والأفكار عن رأسي عندما سمعت صوت أمي يناديني لقد أعدت لي طعام العشاء مثل كل مساء فهي تطعمني دائمًا  قبل الذهاب إلى النوم.. ليبدأ يوم جديد. في يوم وأنا أستيقظ في كسل كعادتي.. منتظرا نداء امي للفطور.. سمعت مواء قطة.. بطبيعة الحال هذا يحدث لي كل صباح فـ ( المياااو ) لا تفارقني ابدًا أذناي تلتقطها من كل مكان.. ولكن هذه ( المياااو ) كانت قريبة جدًا.. فوقفت متأهبًا لأحدد مكان ( المياااو ) وأعرف من أين جائت، وسمعتها مرة أخرى أيقنت وقتها إنها بداخل منزلي.. فتسللت ببطئ حذرًا ألتفت صوب اليمين وصوب الشمال.. إلى أن رأيت الجمال كله يتجسد أمامي في شكل قطة بديعة المنظر.. رقيقة وديعة كل وصفي لها لا يضاهي جمالها.. بشعرها
الأبيض الكثيف الذي يزينه خصلات ذهبية متفاوتة الدرجات بين البني والأصفر.. وعيناها العسليتين اللتان تشبهان الشمس المتقدة في نهار بارد لتدفئه بحرارته.. فتستمتع لمجرد إنك تنظر لهذا الدفئ وتنسجم فيه، يا إلهي ما الذي حدث لي.. أصبحت عاشق متيم في لحظة واحدة، كيف لهذه النظرة البريئة أن تنسيني نفسي  هكذا؟  وكانت أمي تعد لها الطعام في طبق من أطباقي الخاصة.. وسمعت هذه الحسناء تشكرها بصوتها العزب الرقيق، ما أجمل هذه ( المياااو ) ما أبلغها من ( مياااو ) ما أروع هذه الكلمة عندما تقولها هي.. وسمعت صوت أمي يناديني -ميشو أخيرًا سأراها عن قرب بعد أن وضعت أمي الأفطار في طبقي.. ولكن مهلًا لابد أن أتأكد من وسامتي قبل أن تراني هذه الضيفة الجميلة.. فأسرعت نحو المرأة أنظف شعري وأهندمه.. وبعد أن وصلت إلى أمي في المطبخ وأنا واثق الخطى وأقتربت من الحسناء التي كانت مشغولة بالطعام وقلت لها صباح الخير -مياااو عندها إنتبهت لي ولكنها أسرعت تبتعد عني ودخلت إلى شرفة المطبخ خائفة مني وكدت أتبعها لأقول لها إنني مرحب بها في منزلي ..وإنني لست شرير مثل باقي القطط ..ولكن تدخلت أمي وأمرتني أن أنتهي من طعامي ولا أضايق القطة، فجلست مكاني لا أعبأ بالطعام ولكن كنت أفكر كيف أجعلها لاتخاف مني، وتذكرت موقفي مع الكلب الذي زارنا بالمنزل من قبل وكيف جعلني هذا الذكي أن ألعب معه ولا أخاف منه ..نعم هذه الطريقة قد تفلح معها.. ولكن إنتظر قليلًا يا ميشو واهدأ فأنت لا تريدها أن تشعر بالرعب مثل ما شعرت أنت به في بداية لقائك بهذا الوحش اللطيف.. هكذا تظاهرت بعدم الاهتمام وأنا ألمحها بطرق عيني تنظر لي معتقدة إنها تختبئ مني وإني لا أراها، ولكن لماذا أحضرتها أمي إلى منزلنا الأن؟ وأين كانت تعيش من قبل؟ وهل لديها عائلة مثلي؟ وإن كان لديها عائلة لماذا تركوها عندنا؟ وهل سيأتون لاستردادها ثانية؟ كل هذه التساؤلات كانت تدور في ذهني وبدأت أستنتج أجوبتها..  من الممكن أن  تكون تركتها عائلتها بشكل مؤقت لدينا لأن أمي تكتفي بي.. ولم تكن أبدًا تفكر بأحضار قط أو قطة غيري في المنزل.. يا ويلي إذا ربما ترحل بعد لحظة واحدة… حتى إنني لن يتسنى لي التعرف عليها.. ولقد سيطرت هذه الفكرة المزعجة على رأسي فوجدتني أريد أن أنظر لها عن قرب وأستمتع بدفئ عيناها وأتحدث معها قبل فوات الأوان.. ولن أقدر بعد ذلك على  االتظاهر بالهدوء الذي أمرت نفسي به قبل قليل.. فشرعت في تطبيق خطة الكلب اللطيف عليها وأحضرت كراتي وأنا أدفعهم واحدة تلو الأخرى إلى جانب باب الشرفة التي تظن إنها تختبئ مني وراءه.. وعندما وصلت  لها الكرات رأيتها تلعب بهم وتحكهم بيديها مثلي .. طبعًا فأي قط على وجه الأرض الذي يقاوم الكرات التي تجري أمامه.. وأقتربت ببطئ محاولًا اللعب معها لكي أذيب الجليد بيننا.. فحاولت الهرب مني ولكنني وقفت أحدثها
تم نسخ الرابط