مياااو مياااو
-ماتخافيش انا مش عاوز اي أذى ليك
فردت علي وقد وقفت على سور الشرفة
-انا مش عايزة اتكلم مع حد
قالتها والحزن الدفين الذي ظهر في عيناها منعني أن أتركها وأرحل
– عايز أعرفك وأعرف كل حاجة عنك قبل ماتمشي
-لا ماتشغلش نفسك مش همشي
. قالتها من هنا وقلبي رقص فرحًا من هنا وجدتني أقفز فرحًا واقول لها
-معقولة يعني مش هتمشي؟!! ده أنا أسعد قط في الكون دلوقت
فنظرت لي وهي لاتزال حزينة وأشاحت بوجهها عني فأحسست إنني لم أكن على قدر الموقف وكان يجب أن أحترم حزنها أكثر من ذلك
-أنا أسف بالغت في فرحتي شوية بس متزعليش من فرحتي دي سببها أنتي ووجودك هنا معايا.. بس أنتي شكلك بنت ناس مش زي قطط الشوارع اللي بشوفها.. أنتي إزاي قدرتِ تسيبي عيلتك وتمشي
ردت وعيناها الجميلتين تكاد الدموع تملأهما
-هم اللي سابوني مش أنا إللي سيبتهم، كنت كل ليلة قبل معاد النوم أشوف أمي وهي بتفتح باب الشقة وبترمي كيس الزبالة.. وإمبارح فتحت باب الشقة رمت كيس الزبالة ورمتني زيه على السلم.. وقفت على الباب مذهوله، في الأول أفتكرتها بتلعب معايا وهتفتح الباب وتدخلني بس لقيتها نسيتني، وقفت على بابهم خايفة ومرعوبه أنادي عليهم مفيش حد رد عليا، كلهم ناموا وسابوني، قعدت مكاني مش عارفة ممكن أروح فين معرفش حد غير عيلتي ولا مكان غير بيتي ورعبني أكتر شكل قطط الشوارع وهي عايزة تضربني علشان أبعد عن كيس الزبالة إللي أنا قعدت جنبه وحسيت إنهم هيقطعوني زي مابيقطعوه علشان يأكلوا أي حاجة يلاقوها تسد جوعهم.. ونزلت على السلم أستخبى منهم وأنا جعانة وبردانة.. ولقيت إن باب شقتكم مش عنده زبالة القطط تيجي عليها.. فنمت ومدرتش بنفسي إلا ومامتك
صدمني ماسمعته واحسست إنني أشاهد فيلم رعب أو أرى كابوس فظيع.. و‘نعقد لساني عن الكلام فلم أجد ما يمكن قوله فما تلك الكلمات السحرية التي تقدر على شفاء هذا القلب الصغير المحطم المتألم؟ لكن الشيء الوحيد الذي أتيقن منه الأن أن عائلتي غير عائلتها وأن أمي ستاعملها كأبنة لها لأنني أعرفها جيدًا هي ليست مثل تلك الشريرة التي لا تملك قلب يشعر فهي بلا رحمة لكن عائلتي ليس لهم مثيل وأحببت أن أطمئنها
– متخافيش أنا عيلتي مفيش أحن منهم طالما أمي دخلتك البيت يبقى عمرها ما هتخرجك ابدًا منه
فنظرت لي بعين ساخرة ولسان حالها يقول إني لا أعرف شيء، فتركتني وذهبت تأكل من الطبق الذي كانت أعددته لها أمي من قبل،اكتفيت بأن أشاهدها وهي تأكل وكأنها تريد تخزين أكبر كمية طعام بداخل معدتها ظنًا منها أن أمي يمكن أن تلقي بها في الشارع كما حدث معها من قبل ..ولكن سأتركها للوقت يثبت لها عكس ما تظن في عائلتي.. وفي حين كنت أجلس أتأملها أستيقظ صديقي كريم من نومه ودخل إلى المطبخ ووجدنا به.. ففرح بالحسناء التي لازالت تأكل غير مبالية بأحد.. ولكنه حملها وظل يداعبها بلطف وينسق لها شعرها بفرشاتي.. كنت لشعرت بالغيرة لو لم أكن اعلم مأساة هذه القطة.. وعلى العكس شعرت بالفرحة لأجلها لعل حنان أخي ينسيها ما عانته في ليلتها الماضية.. ولكنه أيضًا لم ينساني وجاء لي يصفف شعري أنا ايضًا.. وبعد ذلك أحضر رباط شعر لونه أحمر لصديقتنا الجديدة وعلقه على شعرها مثلما تعلق أمي لياسمين بعض الشرائط على شعرها وربطها على شكل فراشة ذادت من سحرها وأنوثتها وأصبحت مثل الهدايا التي يأتي بها أبي لأمي وأحسست إنها هديتي أنا فأقتربت منها في هدوء أحدثها بحب
– شكلك بقى حلو أوي
نظرت لي بعيون يملأها السحر ولقد ذهب منها الحزن وقالت لي بدلال
– خليك في حالك
وتركتني وذهبت إلى الكرات تلعب به..ا وذهبت ورائها أشاركها اللعب وهكذا أصبحت منا.. فرد في عائلتنا.. وكلما شعرت بالإنجذاب لها تركتني وإبتعدت عني.. فهي لاتريد سوى اللعب والأكل والنوم.. وقلت لنفسي أن أتمهل ولا أحدثها عن مشاعري تجاهها فمؤكد سيأتي اليوم الذي سنأكل معًا في طبق واحد، سيكون لدينا صغار يشبهونني ويشبهونها، ويوم بعد يوم يكبرون مثل أولاد أبي وأمي ،ونسعد بهم مثلما يسعدون بأولادهم، وبعد عدة أيام من الحيرة والهيام قررت أن أبوح لها عن مابداخلي وعن ما يحترق قلبي به وأعبر لها عن شوقي لجعلها شريكة حياتي وأم صغاري، وكنت متوجهًا إليها على أمل أن تنتهي معاناتي اليوم بالتحدث معها، ولكن فاجأني أبي بحمله لي ووضعي في القفص الخاص بخروجي من المنزل، وكنت غاضبًا جدًا لأنني أريد التحدث إلى حبيبتي، وهكذا كانت صيحاتي بداخل السجن الملون.. لماذا الأن يا أبي؟!!
_ مياااو .. مياااو .. مياااااااو
ولم يعيرني أبي أي إهتمام لكنني إلتمست له العذر فهو لايفهم ( المياااو ) فناديت على حبيبتي التي لم يستقر أحد من عائلتي على أسم لها بعد فهي تفهم ( المياااو ) وكانت قد أخبرتني من قبل عن أسمها لدى عائلتها السابقة ( بوسي ) هو أسمها
-ماتخافيش انا مش عاوز اي أذى ليك فردت علي وقد وقفت على سور الشرفة -انا مش عايزة اتكلم مع حد قالتها والحزن الدفين الذي ظهر في عيناها منعني أن أتركها وأرحل – عايز أعرفك وأعرف كل حاجة عنك قبل ماتمشي -لا ماتشغلش نفسك مش همشي . قالتها من هنا وقلبي رقص فرحًا من هنا وجدتني أقفز فرحًا واقول لها -معقولة يعني مش هتمشي؟!! ده أنا أسعد قط في الكون دلوقت فنظرت لي وهي لاتزال حزينة وأشاحت بوجهها عني فأحسست إنني لم أكن على قدر الموقف وكان يجب أن أحترم حزنها أكثر من ذلك -أنا أسف بالغت في فرحتي شوية بس متزعليش من فرحتي دي سببها أنتي ووجودك هنا معايا.. بس أنتي شكلك بنت ناس مش زي قطط الشوارع اللي بشوفها.. أنتي إزاي قدرتِ تسيبي عيلتك وتمشي ردت وعيناها الجميلتين تكاد الدموع تملأهما -هم اللي سابوني مش أنا إللي سيبتهم، كنت كل ليلة قبل معاد النوم أشوف أمي وهي بتفتح باب الشقة وبترمي كيس الزبالة.. وإمبارح فتحت باب الشقة رمت كيس الزبالة ورمتني زيه على السلم.. وقفت على الباب مذهوله، في الأول أفتكرتها بتلعب معايا وهتفتح الباب وتدخلني بس لقيتها نسيتني، وقفت على بابهم خايفة ومرعوبه أنادي عليهم مفيش حد رد عليا، كلهم ناموا وسابوني، قعدت مكاني مش عارفة ممكن أروح فين معرفش حد غير عيلتي ولا مكان غير بيتي ورعبني أكتر شكل قطط الشوارع وهي عايزة تضربني علشان أبعد عن كيس الزبالة إللي أنا قعدت جنبه وحسيت إنهم هيقطعوني زي مابيقطعوه علشان يأكلوا أي حاجة يلاقوها تسد جوعهم.. ونزلت على السلم أستخبى منهم وأنا جعانة وبردانة.. ولقيت إن باب شقتكم مش عنده زبالة القطط تيجي عليها.. فنمت ومدرتش بنفسي إلا ومامتك