مارلين مونرو
-والله كلنا قولنا ده حقك، بس عرفنا من أمين الشرطة أنه ناصب على معلم تقيل اوي، يلا أخرته سوده زيه، السجن.
نظرتُ إلى هشام، فوجدته يميل نحوي هامسًا بنبرة غامضة:
-تحبي تروحي تزوريه بكرة!!
-هو كده أنا ضيعت ومش هعرف أخد حقي!
سألته وأنا أشعر بالقلق، فابتسم لي مطمئنًا:
-بكرة مش بعيد، استني واصبري.
***
في اليوم التالي…
دخلتُ أنا وهشام إلى قسم الشرطة حيث يُحتجز رامز، وبفضل علاقة هشام الجيدة مع ضباط القسم، تمكنا من لقائه في أحد مكاتب الضباط، فور دخوله ورؤيته لهشام، اندفع نحوه رغم أن يديه كانتا مكبلتين بالأصفاد الحديدية.
-هشام، الحقني! دافع عني، أنا مظلوم والله! في واحد اسمه حسين الغمري باعلي الشقة على أساس أنها ملكه، وأنا بعتها للمعلم سالم العمري، لكن طلع الموضوع كله نصب، وأنا مليش ذنب…
قطع حديثه عندما رآني أظهر من خلف هشام، ونظراتي كلها تشفٍّ بما حدث له، فسأل بعدم فهم:
-إنتي جاية ليه؟!
أشار هشام له بإصبعه قائلًا بسماجته التي أصبحت أعشقها:
-خليك معايا… اللي عملته في نور، أنا عملته فيك وزيادة! والمرة دي أنت متورط مع حد تقيل ومش سهل، بس الموضوع كله في إيدي، وفي لحظة أقدر أطلعك أو أخليك تلبس حكم محترم، ومفيش أجدعها محامي يعرف يخلصك منه، أنا ظابطلك قضيتك على الشعرة!
-وإيه المقابل؟
أخرج هشام عقد تنازل عن شقتي التي أخذها مني بالنصب، وقال:
-امضي على عقد التنازل لصالح نور، وكمان السبعين ألف يرجعوا ما ينقصوش مليم واحد.
نظر إليّ رامز بحقد وغضب، بينما اكتسبتُ أنا قوة من وجود هشام، الذي كان واثقًا تمامًا أن رامز سيمضي العقد ويخبره بمكان المال الذي كان يخبئه مع والده.
-اتصل لي بأبويا.
وبالفعل، أجرى هشام اتصالًا بوالد رامز، فأخذ رامز الهاتف وقال بنبرة مقتضبة، يملؤها
-إدي هشام السبعين ألف بتوع مارلين… آه يا بابا، اسمع كلامي عشان أتنيل أخرج من هنا! أنا متوصي عليا في الحجز وشوفت ليلة ما يعلم بيها إلا ربنا.
أغلق الهاتف وأعاده إلى هشام بضيق، ثم أخذ القلم ووضع توقيعه بغل، قبل أن يسأل:
-هتطلعني إمتى؟
-هنمشي إجراءاتنا القانونية صح، وهتطلع، ما تقلقش، أنا ما بخلفش وعدي أبدًا، وإنت عارف كده، المهم تكون اتعلمت من اللي عملته!
لم يتحدث رامز، واكتفى بالنظر إليّ بغل، فتعلقتُ بذراع هشام وأنا أقول باشمئزاز:
-اللي زيه عمره ما يتعلم أبدًا! هيفضل عايش بسواده، والغل اللي جواه هيودّيه في داهية.
ثم خرجنا من القسم وتركناه يكتم انفعالاته بصعوبة، الآن فقط عرفتُ معنى السعادة، وأنا أحصل على عقد التنازل بين يدي، وحقي يعود إليّ كاملًا.
فوجئت بهشام يُخرج أربعة آلاف جنيه، قائلًا:
-حق مرتبك أهو كمان، أظن كده أنا وفيت بوعدي، وبعد كده اتعلمي تثقي في مين، يا نور، إنتي مش صغيرة عشان تغلطي الغلطات دي.
-عندك حق… أول وآخر مرة أعملها، وأول واحد هخونه هو إنت!
قلتُها ممازحة، فضحك هشام عاليًا وهو يشير إليّ نحو سيارته، لكننا صُدمنا برؤية صفصف واقفة أمامها.
-إنتي إيه اللي جابك يا أمي؟
تجاهلته وهي تنظر إليّ قائلة:
-الواد ده بيحبك من زمان، وكان مستنيكي تخلصي من خيبتك عشان يكلمني وأكلمك تتجوزوا!
اتسعت عينا هشام في صدمة:
-إيه اللي بتقوليه ده يا أمي؟!
-الحقيقة، يا نِن عين أمك! إنت مش بتحبها من زمان وهتموت عليها، وهي عاملة نفسها عبيطة! لا، أنا لازم أخلص الموضوع ده… موافقة ولا لا، يا بت نور؟
صدمتي لم تكن أقل من صدمة هشام، لكن الفرق أنني، ولأول مرة، شعرتُ بإحراجه، بينما غمرني خجل لم أعهده، لم أكن أتوقع أبدًا أن يتقدم لي كعريس، رغم أنني دائمًا كنت أشعر بذبذبات ناحيته.
توقفت أنفاسي للحظات، وأنا أحدق في هشام الواقف أمامي، تسارع قلبي بين الصدمة والسعادة، لم أتخيل يومًا أن يتقدم لخطبتي! تلعثمت كلماتي، لكن بداخلي كانت عاصفة من المشاعر المتناقضة، بين الذهول والفرح الغامر.
-موافقة.
انتهت قصتي، وقد قررتُ اختيار الاستقرار في حياتي بوجود شخص مثل هشام، يمنحني حماية لم أعهدها من قبل، وجوده بجانبي يجعلني أشعر وكأنني أتحصن داخل أسوار قلعة متينة، لا يمكن أن يمسني سوء طالما هو معي.
أما عن اسمي، فلا زلتُ أحب “مارلين” وأراه جزءًا مميزًا من هويتي، لكنني تقبلتُ أيضًا “نور”… منه فقط.
-والله كلنا قولنا ده حقك، بس عرفنا من أمين الشرطة أنه ناصب على معلم تقيل اوي، يلا أخرته سوده زيه، السجن. نظرتُ إلى هشام، فوجدته يميل نحوي هامسًا بنبرة غامضة: -تحبي تروحي تزوريه بكرة!! -هو كده أنا ضيعت ومش هعرف أخد حقي! سألته وأنا أشعر بالقلق، فابتسم لي مطمئنًا: -بكرة مش بعيد، استني واصبري. *** في اليوم التالي… دخلتُ أنا وهشام إلى قسم الشرطة حيث يُحتجز رامز، وبفضل علاقة هشام الجيدة مع ضباط القسم، تمكنا من لقائه في أحد مكاتب الضباط، فور دخوله ورؤيته لهشام، اندفع نحوه رغم أن يديه كانتا مكبلتين بالأصفاد الحديدية. -هشام، الحقني! دافع عني، أنا مظلوم والله! في واحد اسمه حسين الغمري باعلي الشقة على أساس أنها ملكه، وأنا بعتها للمعلم سالم العمري، لكن طلع الموضوع كله نصب، وأنا مليش ذنب… قطع حديثه عندما رآني أظهر من خلف هشام، ونظراتي كلها تشفٍّ بما حدث له، فسأل بعدم فهم: -إنتي جاية ليه؟! أشار هشام له بإصبعه قائلًا بسماجته التي أصبحت أعشقها: -خليك معايا… اللي عملته في نور، أنا عملته فيك وزيادة! والمرة دي أنت متورط مع حد تقيل ومش سهل، بس الموضوع كله في إيدي، وفي لحظة أقدر أطلعك أو أخليك تلبس حكم محترم، ومفيش أجدعها محامي يعرف يخلصك منه، أنا ظابطلك قضيتك على الشعرة! -وإيه المقابل؟ أخرج هشام عقد تنازل عن شقتي التي أخذها مني بالنصب، وقال: -امضي على عقد التنازل لصالح نور، وكمان السبعين ألف يرجعوا ما ينقصوش مليم واحد. نظر إليّ رامز بحقد وغضب، بينما اكتسبتُ أنا قوة من وجود هشام، الذي كان واثقًا تمامًا أن رامز سيمضي العقد ويخبره بمكان المال الذي كان يخبئه مع والده. -اتصل لي بأبويا. وبالفعل، أجرى هشام اتصالًا بوالد رامز، فأخذ رامز الهاتف وقال بنبرة مقتضبة، يملؤها
