مارلين مونرو

مارلين مونرو
مارلين مونرو

-أنا كنت بسكت عشان هما نفسهم بيتكلموا عليا، وبعدين لما أنت شايفني وحشة كده كنت بتقرب ليه؟

ابتسم لي ساخرًا:

-عشان حبيتك بس انتي أنانية، حتى لما لمحت إن أنا بحبك، تجاهلتي وركنتيني شوية على الرف لغاية ما بقيت في المكانة اللي انتي عايزاها، مجرد دلدول ماشي وراكي وانتي مبسوطة بكدة.

اتسعت عيناي بذهول، وكأن الكلمات التي سمعتها قد سلبت مني القدرة على الفهم، فقلتُ بانزعاج:

-انت انسان مريض.

-اهو المريض ده علمك الأدب ووجع قلبك على شقى عمرك الـ ٧٠ ألف جنية اللي طالعة بيهم السما، وكمان شقة ابوكي وامك بقت بتاعتي يعني انتي طلعتي من المولد بلا حمص.

تراجعتُ خطوة للخلف بلا وعي، وكأن وقع الخبر أصابني بصدمة كهربائية:

-آآ…أنت….أنت بتقول إيه يا حيوان انت!! وإزاي عملت كده؟

-اللي سمعتيه، عملت كده بلعبة بسيطة حطيت ورقة فوق ورقة وخليتك يا مغفلة بدل ما تمضي عقود المحل تمضيلي عقد تنازل ليا بشقتك!

وضعتُ يدي على فمي، وملامحي تحولت إلى خليط من الذهول والإنكار، ولم أشعر وأنا أقف طويلًا في صمت مطبق، وكأن عقلي يحاول استيعاب الحقيقة القاسية.

-الصدمة تقيلة عليكي، بس انت قدها وقدود يا جميلة الجميلات، اقولك شوفيلك واحد يعجبك من اللي انتي بتكلميهم وبتوقعيهم في هواكي يقعدك عنده، مش انتي بردو بتوقعيهم بجمالك!!

تلاشت الألوان من وجهي، وبدت عليه علامات الارتباك والخوف:

-انت أكيد ماعملتش كده فيا، أنا كنت بعتبرك أخ وصديق ليا يا رامز.

-وأنا عمري ما فكرت فيكي إنك أختي، وماتزعليش مني اهو برد شوية من كرامتي.

صرختُ بأعلى نبرة لديّ وأنا أقول بحزم لم أعلم من أين أتى لي:

-وأنا مش هسيبك تعمل كده يا رامز، دي شقة أبويا وأمي.

ثم تحركتُ نحوه أوجه ضرباتي القاسية بقبضتي الصغيرة، فصاح بي

بسخط، وصوته الجهور جلب الجيران، بما فيهم هشام وصفصف، تدخل هشام سريعًا وأمسكني بقوة وهو يقول بقلق:

-في أيه مالك اهدي.

بكيتُ بحرقة، وأنا أستنجد به:

-الكلب مكتفاش أنه يسرق شقيا وتعبي، ده كمان أخد مني شقتي يا هشام.

ثم نظرتُ إلى رامز بغل، وأنا أطلق كافة تهديداتي:

-وديني لاسجنك يا رامز يا مزور يا حرامي.

-إن كنتي تعرفي تعملي حاجة اعمليها، أنا قانوني وماشي سليم الحمد لله.

ثم أخرج ورقة وهو يشير نحوها:

-امضتك دي ولا مش امضتك يا حلوة!

أمسك هشام بالعقد وقرأه، ثم تجسدت الصدمة على وجهه وهو ينظر إلي، بكيتُ هامسة، وأنا أتعلق بذراعه:

-والله يا هشام ما عملت كده، ده ضحك عليا الحرامي، وخلاني امضي عقد المحل ولازق تحته ورقة تانية عقد بتنازل فيه على شقتي.

-قولها يا هشام باشا إن العقد صحيح، وأنا الشقة من حقي لا مؤاخذة.

-لا يمكن تكون من حقك يا مزور يا حرامي.

دخل رامز إلى الشقة وأغلق الباب في وجه الجميع، فاندفعتُ أطرق الباب بجنون، لكن هشام أوقفني ببرود صرتُ أبغضه، وهو يقول بنبرة آمرة:

-خدي نور يا أمي واطلعوا حالاً وأنا جاي وراكو..

ارتعشت يداي، وأنا أحاول استيعاب الصدمة، وكأن الواقع بات فجأة بعيد المنال! صعدتُ مع والدته إلى شقتهم، وكلّي أمل أن يعود هشام بالخبر اليقين.

 

***

-هشام عملت أيه؟

قلتها وأنا أقترب منه بلهفة، فوجدت خيبة الأمل تتجسد في وجهه.

-للأسف هو قانونيًا ماشي سليم، مفيش في إيدي حاجة غير إني اتفقت معاه يمشي من هنا قصاد انك تنزلي تلمي هدومك وحاجاتك ويديكي مهلة اسبوعين تنقلي فيهم الفرش.

صرختُ بقهر وأنا اقول ببكاء:

-امشي اروح فين؟ أنا مش همشي، دي شقة ابويا وامي.

احتوتني صفصف وهي توجه عتابها لابنها:

-انت واد يا هاشم يعني مش عارف تتصرف، امال محامي أيه وزفت أيه على دماغك، حرام البت يحصلها كده!

ألقى هشام كل لومه عليّ، كما توقعت:

-وحد قالها تمشي بدماغها وتعمل فيها السبع رجالة في بعض وإنها فاهمة كل حاجة، كام مرة حذرتك يا نور ماتمشيش بدماغك وتعالي شوريني، كام مرة قولتلك ماتسمعيش كلام الواد اللي اسمه رامز ده وانتي ولا هنا بتعملي كل حاجة غلط وترجعي تعيطي.

عقبت صفصف خلفه، ولا تزال تحتضنني:

-الصراحة انتي عايزة تتضربي بالجزمة على دماغك.

همستُ بحسرة وكأنني أخاطب نفسي:

-طيب أنا هروح فين؟ وهشتغل أيه وأنا سيبت الشغل وعمرهم ما هيرجعوني تاني خالص بعد اللي عملته!!

كان أول المتحدثين هو هشام، الذي قال بعبوس:

-ومين قالك إنك هتمشي ده بيتك ومفتحولك، وإن كان على الشغل ماتقلقيش ربك هيحلها من عنده.

ضربتني صفصف على رأسي قائلة:

-يا بت ده انتي وصية أبو هشام الله يرحمه، كان معجب بيكي اوي، كان يقعد يتأمل في ملامحك يكونش هو اللي بيبقى حامل مش أنا.

ضحكتُ رغمًا عني، لكنني اندهشتُ عندما رفعت رأسي واصطدمتُ بابتسامة هشام البسيطة، لكنها كانت حقًا جميلة وجذابة، وأضافت شيئًا خاصًا ومميزًا على ملامحه الحادة. وعندما أطلتُ النظر إليه كالحمقاء، وجدته يحرك يده أمام عيني، فشعرتُ بالخجل الشديد وأنا أقول:

-أنا كنت بسكت عشان هما نفسهم بيتكلموا عليا، وبعدين لما أنت شايفني وحشة كده كنت بتقرب ليه؟ ابتسم لي ساخرًا: -عشان حبيتك بس انتي أنانية، حتى لما لمحت إن أنا بحبك، تجاهلتي وركنتيني شوية على الرف لغاية ما بقيت في المكانة اللي انتي عايزاها، مجرد دلدول ماشي وراكي وانتي مبسوطة بكدة. اتسعت عيناي بذهول، وكأن الكلمات التي سمعتها قد سلبت مني القدرة على الفهم، فقلتُ بانزعاج: -انت انسان مريض. -اهو المريض ده علمك الأدب ووجع قلبك على شقى عمرك الـ ٧٠ ألف جنية اللي طالعة بيهم السما، وكمان شقة ابوكي وامك بقت بتاعتي يعني انتي طلعتي من المولد بلا حمص. تراجعتُ خطوة للخلف بلا وعي، وكأن وقع الخبر أصابني بصدمة كهربائية: -آآ…أنت….أنت بتقول إيه يا حيوان انت!! وإزاي عملت كده؟ -اللي سمعتيه، عملت كده بلعبة بسيطة حطيت ورقة فوق ورقة وخليتك يا مغفلة بدل ما تمضي عقود المحل تمضيلي عقد تنازل ليا بشقتك! وضعتُ يدي على فمي، وملامحي تحولت إلى خليط من الذهول والإنكار، ولم أشعر وأنا أقف طويلًا في صمت مطبق، وكأن عقلي يحاول استيعاب الحقيقة القاسية. -الصدمة تقيلة عليكي، بس انت قدها وقدود يا جميلة الجميلات، اقولك شوفيلك واحد يعجبك من اللي انتي بتكلميهم وبتوقعيهم في هواكي يقعدك عنده، مش انتي بردو بتوقعيهم بجمالك!! تلاشت الألوان من وجهي، وبدت عليه علامات الارتباك والخوف: -انت أكيد ماعملتش كده فيا، أنا كنت بعتبرك أخ وصديق ليا يا رامز. -وأنا عمري ما فكرت فيكي إنك أختي، وماتزعليش مني اهو برد شوية من كرامتي. صرختُ بأعلى نبرة لديّ وأنا أقول بحزم لم أعلم من أين أتى لي: -وأنا مش هسيبك تعمل كده يا رامز، دي شقة أبويا وأمي. ثم تحركتُ نحوه أوجه ضرباتي القاسية بقبضتي الصغيرة، فصاح بي
بسخط، وصوته الجهور جلب الجيران، بما فيهم هشام وصفصف، تدخل هشام سريعًا وأمسكني بقوة وهو يقول بقلق: -في أيه مالك اهدي. بكيتُ بحرقة، وأنا أستنجد به: -الكلب مكتفاش أنه يسرق شقيا وتعبي، ده كمان أخد مني شقتي يا هشام. ثم نظرتُ إلى رامز بغل، وأنا أطلق كافة تهديداتي: -وديني لاسجنك يا رامز يا مزور يا حرامي. -إن كنتي تعرفي تعملي حاجة اعمليها، أنا قانوني وماشي سليم الحمد لله. ثم أخرج ورقة وهو يشير نحوها: -امضتك دي ولا مش امضتك يا حلوة! أمسك هشام بالعقد وقرأه، ثم تجسدت الصدمة على وجهه وهو ينظر إلي، بكيتُ هامسة، وأنا أتعلق بذراعه: -والله يا هشام ما عملت كده، ده ضحك عليا الحرامي، وخلاني امضي عقد المحل ولازق تحته ورقة تانية عقد بتنازل فيه على شقتي. -قولها يا هشام باشا إن العقد صحيح، وأنا الشقة من حقي لا مؤاخذة. -لا يمكن تكون من حقك يا مزور يا حرامي. دخل رامز إلى الشقة وأغلق الباب في وجه الجميع، فاندفعتُ أطرق الباب بجنون، لكن هشام أوقفني ببرود صرتُ أبغضه، وهو يقول بنبرة آمرة: -خدي نور يا أمي واطلعوا حالاً وأنا جاي وراكو.. ارتعشت يداي، وأنا أحاول استيعاب الصدمة، وكأن الواقع بات فجأة بعيد المنال! صعدتُ مع والدته إلى شقتهم، وكلّي أمل أن يعود هشام بالخبر اليقين.   *** -هشام عملت أيه؟ قلتها وأنا أقترب منه بلهفة، فوجدت خيبة الأمل تتجسد في وجهه. -للأسف هو قانونيًا ماشي سليم، مفيش في إيدي حاجة غير إني اتفقت معاه يمشي من هنا قصاد انك تنزلي تلمي هدومك وحاجاتك ويديكي مهلة اسبوعين تنقلي فيهم الفرش. صرختُ بقهر وأنا اقول ببكاء: -امشي اروح فين؟ أنا مش همشي، دي شقة ابويا وامي. احتوتني صفصف وهي توجه عتابها لابنها: -انت واد يا هاشم يعني مش عارف تتصرف، امال محامي
أيه وزفت أيه على دماغك، حرام البت يحصلها كده! ألقى هشام كل لومه عليّ، كما توقعت: -وحد قالها تمشي بدماغها وتعمل فيها السبع رجالة في بعض وإنها فاهمة كل حاجة، كام مرة حذرتك يا نور ماتمشيش بدماغك وتعالي شوريني، كام مرة قولتلك ماتسمعيش كلام الواد اللي اسمه رامز ده وانتي ولا هنا بتعملي كل حاجة غلط وترجعي تعيطي. عقبت صفصف خلفه، ولا تزال تحتضنني: -الصراحة انتي عايزة تتضربي بالجزمة على دماغك. همستُ بحسرة وكأنني أخاطب نفسي: -طيب أنا هروح فين؟ وهشتغل أيه وأنا سيبت الشغل وعمرهم ما هيرجعوني تاني خالص بعد اللي عملته!! كان أول المتحدثين هو هشام، الذي قال بعبوس: -ومين قالك إنك هتمشي ده بيتك ومفتحولك، وإن كان على الشغل ماتقلقيش ربك هيحلها من عنده. ضربتني صفصف على رأسي قائلة: -يا بت ده انتي وصية أبو هشام الله يرحمه، كان معجب بيكي اوي، كان يقعد يتأمل في ملامحك يكونش هو اللي بيبقى حامل مش أنا. ضحكتُ رغمًا عني، لكنني اندهشتُ عندما رفعت رأسي واصطدمتُ بابتسامة هشام البسيطة، لكنها كانت حقًا جميلة وجذابة، وأضافت شيئًا خاصًا ومميزًا على ملامحه الحادة. وعندما أطلتُ النظر إليه كالحمقاء، وجدته يحرك يده أمام عيني، فشعرتُ بالخجل الشديد وأنا أقول:
تم نسخ الرابط