مارلين مونرو

مارلين مونرو
مارلين مونرو

-مالك فيكي إيه؟

-الراجل إسلام الكلب ضحك عليا لما طلبت منه أسيب الشغل وعايز ياكل عليا حقي أربعة ألاف جنية حق مرتب شهر بحاله يا هشام.

-وانتي عايزة تسيبي الشغل ليه؟!

سألني بشك، وكدتُ أن أخطئ وأخبره، لكنني أمسكتُ لساني، وقلتُ بعصبية:

-عايزة أسيبه وخلاص يا هشام، يعني هو من حقه ياكل عليا حقي.

نظر إلى المول نظرة واحدة، ثم التفت إليَّ، وقال بهدوءٍ أغاظني:

-طيب يلا نمشي من هنا، وأنا هشوف الموضوع ده.

أنا أعلم أنه بارد، لكن ليس لهذه الدرجة! فقلتُ بعصبية:

-نمشي فين، ادخل له وكلمه خليه يديني حقي يا هشام، امال أنا متصلة بيك ليه؟!

-متصلة بيا عشان أشوفلك حل يا نور…

قاطعته بعصبية خافتة:

-مارلين.

-فيفي عبده يا ستي مش موضوعنا، الأهم هو إزاي هجبلك حقك وعمره ما هيجي بالعصبية والزعيق، هتيجي عشان اوصلك.

ضممتُ شفتي بغيظ، واضطررتُ إلى إعلان استسلامي لرأيه على مضض، فلم يكن لديَّ حل آخر، عليَّ الانتظار لأخذ حقي من فم ذلك المتجبر “إسلاووووو”.

ركبتُ بجانبه صامتة، ووجهي مزيج من المشاعر الساخطة والحزينة، لكن عندما سألني وجدتُ نفسي أُعيره كامل انتباهي:

-اوصلك للبيت صح؟

-لا وصلني في وسط البلد عند كوك دور كده.

التفت إليّ وحدجني بشك، بالتأكيد نابع من طبيعة عمله:

-رايحة فين هناك؟!

-وانت مالك!

حدجته بغضب، فرمقني بلا مبالاة والتزم الصمت طوال الطريق، وقبل أن أتركه عند أوصلني إلى وجهتي، قال:

-لما تبقى تقعي في مصيبة، ماتبقيش ترجعي تتصلي وتعيطي.

رفعتُ نظري إليه، ورمقته بضيق ممزوج بالغل، ثم غادرتُ سيارته وأغلقتُ الباب بقوة، كنتُ أعلم تمامًا أن تلك الحركة ستفقده اتزانه، وسيتخلى عن بروده ليهبط وينتقم مني في وسط الشارع.

ذهبتُ إلى موقع المحل وكلي حماس لاستلامه. أخرجتُ هاتفي وأجريتُ اتصالًا برامز، لكنه لم يُجِب إطلاقًا.

عندما وصلتُ إلى المحل، وجدته يعجُّ

بعدد من العمال، كما رأيتُ رجلًا في أواخر الخمسينيات من عمره يجلس على كرسي خشبي، وبجانبه نارجيلة فضية اللون ينفث دخانها عاليًا، وقفتُ متعجبة وسألتُ بعدم فهم:

-هو مين حضراتكم وبتعملوا إيه هنا؟!

رمقني الرجل من رأسي إلى قدمي بنظرة فضولية، أدركتُ تمامًا أنه يقيم جمالي الفاتن، ثم وقف باهتمام وردف بنبرة خشنة:

-انتي اللي مين يا قمر يا…عسل أنتي؟

تجاهلتُ نظراته الوقحة، فأنا أعلم تمامًا كيف أُبدي التجاهل لمن يستحقه، وقلتُ بجدية:

-أنا صاحبة المحل ده.

وأشرتُ إلى المحل من خلفه، لكنه ضحك هو والعمال من حوله، وكأنني ألقيتُ مزحة فكاهية:

-أنتي صاحبة أيه لامؤاخذة!!

أصابني الريب، فأجبته:

-المحل اللي وراك، رامز ده يبقى سمسار هو اللي وصلني بـ…يعني المهم أنا اشتريته من صاحبه اللي هو المعلم فوزي البرنس.

-فوزي مين يا حجة أنتي شاربة حاجة على الصبح، أصلها مش ناقصكي، أنا فوزي البرنس بذات نفسه ومابعتش المحل لحد.

نظرتُ إليه بصدمة وأنا أتفحص ملامحه، فهو لا يشبه مطلقًا ذلك الرجل الذي ادعى أنه فوزي البرنس، فقلتُ وأنا على وشك البكاء والانهيار:

-لا أنت مش فوزي، التاني كان شكله غير كده كان أبيض وأقصر وأتخن…

أوقفني بإشارة من يده، وقد بدا عليه الضيق، ثم عاملني بنفس الطريقة التي عاملني بها إسلام، وكأنني نكرة! وهذا ما أغضبني وأشعل نيران انفعالي.

-بقولك أنا فوزي البرنس بذات نفسه ومابعتش المحل لحد، أنتي أجنبية مابتفهميش عربي، ويلا من هنا عشان القسم ورانا هنا بمكالمة مني، هيجوا ياخدوكي ويشوفوكي جاية ترمي بلاكي ليه وتبع مين!!

-أنا هتصلك على رامز حالاً يجي يقولك اللي حصل ويوريك العقود، أنا دافعت له ٧٠ الف جنية…

أجريتُ اتصالًا برامز، لكن هاتفه كان مغلقًا، وكانت تلك الصدمة الثانية، فقال لي الرجل بغضب:

-يلا من هنا أحسنلك طيرتي الحجرين على فاشوش.

تجمدت ملامحي، تجمد كل شيء من حولي، وكأن الزمن توقف في لحظة انهيار حلمي، شعرتُ بوخزة حادة في قلبي، كأنني كنتُ أركض نحو النور، وفجأة انطفأ كل شيء، تاركًا إياي في ظلام دامس.

***

وصلتُ إلى الشقة التي يسكن فيها رامز مع والديه وإخوته، وطرقتُ الباب بقوة، متمنيةً اللحظة التي أجد فيها رامز لأُنفث فيه جميع انفعالاتي وغضبي، والأهم أن يشرح لي ما يحدث! وأين العقود؟!

خرج والده بملابسه الداخلية، وحك شاربه وهو ينظر إليّ قائلاً:

-ما تكسري الباب علينا يا ست مارلين؟!

كشّرتُ عن أنيابي وقلتُ بنبرة مفعمة بنيران الغضب:

-رامز ابنك فين؟

حرك كتفيه بلا مبالاة مستفزة وهو يقول ببرود:

-مانعرفش، بقاله يومين غايب.

-يعني هو مش جوه دلوقتي وانت مخبيه!

ضحك عاليًا وهو ينظر إليّ بسخرية:

-أخبيه!! ادخلي ياختي شوفيه فين؟!، يمكن فوق الدولاب ولا تحت السرير، هو ضحك عليكي لا مؤاخذة في حاجة!!

-قصدك إيه؟!

-مالك فيكي إيه؟ -الراجل إسلام الكلب ضحك عليا لما طلبت منه أسيب الشغل وعايز ياكل عليا حقي أربعة ألاف جنية حق مرتب شهر بحاله يا هشام. -وانتي عايزة تسيبي الشغل ليه؟! سألني بشك، وكدتُ أن أخطئ وأخبره، لكنني أمسكتُ لساني، وقلتُ بعصبية: -عايزة أسيبه وخلاص يا هشام، يعني هو من حقه ياكل عليا حقي. نظر إلى المول نظرة واحدة، ثم التفت إليَّ، وقال بهدوءٍ أغاظني: -طيب يلا نمشي من هنا، وأنا هشوف الموضوع ده. أنا أعلم أنه بارد، لكن ليس لهذه الدرجة! فقلتُ بعصبية: -نمشي فين، ادخل له وكلمه خليه يديني حقي يا هشام، امال أنا متصلة بيك ليه؟! -متصلة بيا عشان أشوفلك حل يا نور… قاطعته بعصبية خافتة: -مارلين. -فيفي عبده يا ستي مش موضوعنا، الأهم هو إزاي هجبلك حقك وعمره ما هيجي بالعصبية والزعيق، هتيجي عشان اوصلك. ضممتُ شفتي بغيظ، واضطررتُ إلى إعلان استسلامي لرأيه على مضض، فلم يكن لديَّ حل آخر، عليَّ الانتظار لأخذ حقي من فم ذلك المتجبر “إسلاووووو”. ركبتُ بجانبه صامتة، ووجهي مزيج من المشاعر الساخطة والحزينة، لكن عندما سألني وجدتُ نفسي أُعيره كامل انتباهي: -اوصلك للبيت صح؟ -لا وصلني في وسط البلد عند كوك دور كده. التفت إليّ وحدجني بشك، بالتأكيد نابع من طبيعة عمله: -رايحة فين هناك؟! -وانت مالك! حدجته بغضب، فرمقني بلا مبالاة والتزم الصمت طوال الطريق، وقبل أن أتركه عند أوصلني إلى وجهتي، قال: -لما تبقى تقعي في مصيبة، ماتبقيش ترجعي تتصلي وتعيطي. رفعتُ نظري إليه، ورمقته بضيق ممزوج بالغل، ثم غادرتُ سيارته وأغلقتُ الباب بقوة، كنتُ أعلم تمامًا أن تلك الحركة ستفقده اتزانه، وسيتخلى عن بروده ليهبط وينتقم مني في وسط الشارع. ذهبتُ إلى موقع المحل وكلي حماس لاستلامه. أخرجتُ هاتفي وأجريتُ اتصالًا برامز، لكنه لم يُجِب إطلاقًا. عندما وصلتُ إلى المحل، وجدته يعجُّ
بعدد من العمال، كما رأيتُ رجلًا في أواخر الخمسينيات من عمره يجلس على كرسي خشبي، وبجانبه نارجيلة فضية اللون ينفث دخانها عاليًا، وقفتُ متعجبة وسألتُ بعدم فهم: -هو مين حضراتكم وبتعملوا إيه هنا؟! رمقني الرجل من رأسي إلى قدمي بنظرة فضولية، أدركتُ تمامًا أنه يقيم جمالي الفاتن، ثم وقف باهتمام وردف بنبرة خشنة: -انتي اللي مين يا قمر يا…عسل أنتي؟ تجاهلتُ نظراته الوقحة، فأنا أعلم تمامًا كيف أُبدي التجاهل لمن يستحقه، وقلتُ بجدية: -أنا صاحبة المحل ده. وأشرتُ إلى المحل من خلفه، لكنه ضحك هو والعمال من حوله، وكأنني ألقيتُ مزحة فكاهية: -أنتي صاحبة أيه لامؤاخذة!! أصابني الريب، فأجبته: -المحل اللي وراك، رامز ده يبقى سمسار هو اللي وصلني بـ…يعني المهم أنا اشتريته من صاحبه اللي هو المعلم فوزي البرنس. -فوزي مين يا حجة أنتي شاربة حاجة على الصبح، أصلها مش ناقصكي، أنا فوزي البرنس بذات نفسه ومابعتش المحل لحد. نظرتُ إليه بصدمة وأنا أتفحص ملامحه، فهو لا يشبه مطلقًا ذلك الرجل الذي ادعى أنه فوزي البرنس، فقلتُ وأنا على وشك البكاء والانهيار: -لا أنت مش فوزي، التاني كان شكله غير كده كان أبيض وأقصر وأتخن… أوقفني بإشارة من يده، وقد بدا عليه الضيق، ثم عاملني بنفس الطريقة التي عاملني بها إسلام، وكأنني نكرة! وهذا ما أغضبني وأشعل نيران انفعالي. -بقولك أنا فوزي البرنس بذات نفسه ومابعتش المحل لحد، أنتي أجنبية مابتفهميش عربي، ويلا من هنا عشان القسم ورانا هنا بمكالمة مني، هيجوا ياخدوكي ويشوفوكي جاية ترمي بلاكي ليه وتبع مين!! -أنا هتصلك على رامز حالاً يجي يقولك اللي حصل ويوريك العقود، أنا دافعت له ٧٠ الف جنية… أجريتُ اتصالًا برامز، لكن هاتفه كان مغلقًا، وكانت تلك الصدمة الثانية، فقال لي الرجل بغضب: -يلا من هنا أحسنلك
طيرتي الحجرين على فاشوش. تجمدت ملامحي، تجمد كل شيء من حولي، وكأن الزمن توقف في لحظة انهيار حلمي، شعرتُ بوخزة حادة في قلبي، كأنني كنتُ أركض نحو النور، وفجأة انطفأ كل شيء، تاركًا إياي في ظلام دامس. *** وصلتُ إلى الشقة التي يسكن فيها رامز مع والديه وإخوته، وطرقتُ الباب بقوة، متمنيةً اللحظة التي أجد فيها رامز لأُنفث فيه جميع انفعالاتي وغضبي، والأهم أن يشرح لي ما يحدث! وأين العقود؟! خرج والده بملابسه الداخلية، وحك شاربه وهو ينظر إليّ قائلاً: -ما تكسري الباب علينا يا ست مارلين؟! كشّرتُ عن أنيابي وقلتُ بنبرة مفعمة بنيران الغضب: -رامز ابنك فين؟ حرك كتفيه بلا مبالاة مستفزة وهو يقول ببرود: -مانعرفش، بقاله يومين غايب. -يعني هو مش جوه دلوقتي وانت مخبيه! ضحك عاليًا وهو ينظر إليّ بسخرية: -أخبيه!! ادخلي ياختي شوفيه فين؟!، يمكن فوق الدولاب ولا تحت السرير، هو ضحك عليكي لا مؤاخذة في حاجة!! -قصدك إيه؟!
تم نسخ الرابط